كيف نخلق مناخًا تعليميًّا مركزه المتعلم؟
التعليم واللغات >>>> التربية والتعليم
يتزايد تشجيع اتباع نهج التدريس المتمحور حول المتعلم (Learner-centred Teaching) أو (LCT) في التعليم، إذ تُلاقي صيغ التركيز على المعلمين في تقديمهم للمعلومات (كإلقاء المحاضرات) انتقادات متزايدة في لحظات تاريخية مختلفة ومن قِبَل المنظمات الدولية المنخرطة في التعليم كاليونيسكو (UNESCO) واليونيسيف (UNICEF). وهناك العديد من المصطلحات التي رُبطت بالتعليم المتمحور حول المتعلم كالتعلم المرن والتعلم التجريبي والتعلم الذاتي (1).
يتميز نهج التعليم المتمحور حول المتعلم بمشاركة الطلبة وتحكمهم بالعملية التعليمية وينطوي كذلك على توجيهٍ واضح لمهاراتهم (2). يرى الباحثون أنَّ فوائد هذا النوع من التعليم قد تشمل زيادة مشاركة الطلبة وتحسين نتائج التعلم وتطوير مهارات التعلم مدى الحياة. بالإضافة إلى ذلك، يعزز التعليم المتمحور حول المتعلم فضولَ المتعلم ويطوره ليصبح اهتمامًا قويًّا بموضوع ما. ونظراً إلى أن الطلاب لا يخضعون للإشراف المفرط فإن هذا يساعدهم على أخذ زمام المبادرة والتعمق أكثر والانخراط في المناقشات وتبادل الآراء (2). مما يؤدي إلى زيادة المشاركة وإثراء التعلم.
وكغيره من طرق التعليم الأخرى يواجه التعليم المتمحور حول المتعلم بعض الصعوبات؛ فوفقاً للدراسات ثمة تحديات من شأنها أن تحد من تطبيقه وفيما يلي بعضها:
عقلية الطلبة: يتمثل التحدي بانتقال المتعلم من التعلم التلقيني الذي يوجهه المعلم إلى التعلم النشط الذي يوجهه الطالب ذاته.
وقت المرشدين: يجب على المرشد الإمساك بزمام مطالب الطلاب المتعددة عند إدارة مشاريعهم كل ذلك في آن معاً.
ضمان تجانس وتوافق ممارسات وضع الدرجات في أثناء العمل على مشروع تعليمي متمحور حول الطلبة، ويتمثل التحدي الآخر بمدى تحقيق الهدف المرجو بضمان إتقانهم للموضوع (3).
نقص الموارد والمواد التعليمية.
برامج إعداد المعلمين التي لا تُصمَّم من خلالها مناهج خاصة بالتعليم المتمحور حول الطلبة وإنما فقط يُدرَّس النهج للمُدرسين، مما يؤثر في إمكانيات المعلمين المنخفضة من ناحية التدريب الأولي والمعرفة بالموضوع والدافع لتطبيقه.
نُظم الإدارة غير الداعمة للتعليم المتمحور حول المتعلم.
التقييمات الحاسمة والتي تُعرف بالعالية المخاطر (High-stake assessments) للاختبارات، التي تشجع على التعليم والتعلم التلقيني (4).
من الجدير ذكره أن التعليم تقليدي في عدد لابأس به من الدول وخصوصًا الدول النامية، ويتمحور حول المعلم أكثر من كونه متمحوراً حول المتعلم؛ إذ يشغل كلام المعلم غالبية الزمن المخصص للحصة الدراسية. وأيضاً نادرًا ما يمنح المعلمُ الطلابَ فرصة للتحدث أو طرح الأسئلة. ويمكن أن تُعزى هذه الممارسة إلى حاجة المعلمين إلى الحفاظ على الانضباط في الصف -وخاصة كون الصفوف الدراسية كبيرة ومزدحمة (4)- من خلال عدم السماح للطلاب بالتحدث أو التفاعل مع بعضهم بعضًا (5).
مما لاشك فيه أن المعلمين هم الموجِّهون للعملية التعليمية داخل الصف وتقع على عاتقهم مسؤولية توجيه دفة التعليم على النحو الأمثل وتصويب الممارسات التعليمية النمطية للحصول على نتائج تعليمية مثلى. يمكن أن يختار المعلمون المناهج الدراسية ويصيغوها ويعدلوها وفقًا لواقع الفصل الدراسي، فمثلًا في حال وجدت المعلمة عيوبًا في الكتاب المدرسي يجب أن تعمل على معالجتها وإيجاد مواد داعمة لمحتوى الكتاب. وبمقدور المعلم كذلك جعل التعلم أكثر جدوى وفاعلية وزيادة الحافز لدى المتعلمين وخلق تفاعل وبناء أواصر الصداقة بينهم لجعل التعلم أكثر متعة وفائدة في الفصل الدراسي (5). ومع ذلك يجب تأكيد أن بعض التحديات تتطلب مشاركة صانعي السياسات ولا يمكن معالجتها فقط داخل الفصل الدراسي (4).
إعداد: Dr. Farah Hijazi
المصادر: