ولد نيكولا تيسلا عام 1856 في كرواتيا لأبوين صربيين ، تميزت والدته التي لم تتلقى تعليما رسميا بذكاء شديد ورثه عنها ابنها نيكولا والذي انعكس خلال دراسته وتميزه فكان يستطيع اجراء التكاملات العددية مثلا في عقله مما دفع استاذه في الرياضيات للاعتقاد انه كان يغش بطريقة ما.
لم يكمل تسلا دراسته الجامعية في الجامعة التكنولوجية النمساوية بسبب ادمانه على المقامرة وخلافه مع بعض مدرسيه برغم تميزه وابتكاره لفكرة الحقول المغناطيسية الدوارة التي تعد أساسا لفكرة المحركات الكهربائية الحالية.

عمل نيكولا تيسلا في شركة تلغراف في براغ واكتسب خبرة في مجال الاتصالات قبل أن ينتقل لباريس ليعمل في شركة أديسون وأثناء توكيله بمهمة عمل في ستراسبرغ قام بعد ساعات العمل بتصميم اول محرك له يعمل بالتيار المتناوب. وبعد عام انتقل تيسلا إلى الولايات المتحدة ليعمل مع أديسون ولكن اختلاف تفكير الرجلين وأساليب عملهما جعل افتراقهما امرا محتوما.

اشترى رجل الأعمال والصناعي جورج ويستينغهاوس من تيسلا براءات اختراعه لمولد التيار المتناوب والمحولات والمحركات مما خلق حربا كبيرة مع أجهزة أديسون التي تعمل بالتيار المستمر .
تمكن تيسلا على أثر ذلك من تأسيس مختبره الخاص وهنا بدأت سلسلة من الاختراعات والابداعات. فأعلن عام 1898 اختراعه لقارب يعمل بالتحكم عن بعد عرضه أمام الجمهور الغير مصدق في ماديسون سكوير غاردن. كما اكتشف تيسلا ما سماه الأمواج الأرضية المستقرة حيث اثبت انه يمكن استخدام الأرض كناقل كهربائي باستخدام ترددات كهربائية معينة. كما تمكن من اضاءة 200 مصباح على بعد 40 كيلومتراً دون استخدام اسلاك. وولد شرارات برق صناعية بلغ طول بعضها 41 مترا. بدأ تيسلا مشروعا عام 1900 لبناء برج للاتصالات اللاسلكية ولكن المشروع لم يكتمل بسبب الصعوبات المادية ومشاكل العمل وسحب الدعم المالي.
كان تيسلا سباقا في تجارب كثيرة مثل ارسال واستقبال الأمواج الكهرطيسية. وحتى تفكيره بنقل التيار الكهربائي لاسلكيا كبديل عن فكرة استخدام الاسلاك الناقلة. ولكن توجهه الاساسي لاستخدام التيار المتناوب بدل المستمر و اختراعه للمحرك الكهربائي يعدان من أبرز ما قام به لتغيير وجه العالم بعبقريته الفذة، وإقرارا من الفيزيائيين بتأثيره تم تسميه واحدة شدة قياس الحقل المغناطيسي بإسمه.

المصادر:
هنا
هنا