يوم المسرح العالمي
الفنون البصرية >>>> أعياد وأيام عالمية
"نجتمع هنا سويّةً لنبكي ونتذكر، لنضحك ونتأمّل، لنتعلم….ونتخيّل"
يَحتفل عشاق المسرح، وجميع العاملين خلف السّتارة وأمامها، إضافةً إلى المنظمات والكليات والمعاهد العليا المتخصصة في الفنون المسرحية في أنحاء العالم في 27 من آذار من كل عام بيوم المسرح العالمي (1).
هذا اليوم هو للذين يقدرون الفن المسرحي ويحتفون بأهمية الدور الذي يؤدّيه في المجتمع، وهو أيضًا دعوة للحكومات والسياسيين والمؤسسات التي لا تزال إلى الآن لا تعترف بقيمة المسرح للشعوب والأفراد وإمكانياته الاقتصادية الهائلة (1).
منذ عام 1962، تنظم مراكز معهد المسرح العالمي (ITI) احتفالًا خاصًا بهذه المناسبة، وتُكرِّم خلاله أهم وأكبر المساهمين في إعلاء شأن المسرح. سَيُقام حفل هذا العام بين 27 و 29 آذار في مدينة لانغ فانغ (langfang) الصينية (1). سيكون التكريم من نصيب جون فوسي (Jon Fosse) الكاتب المسرحي والروائي النرويجي، يُذكر أنّه حاز سابقًا على جائزة نوبل في الآداب، وتُرجمت أعماله لأكثر من 50 لغة، استطاع من خلالها التعبير عن المشاعر الإنسانية المعقّدة بأسلوبٍ بسيط ومُكثَّف، وناقش من خلالها هشاشة وعدم يقين التجربة الإنسانية (2).وسيقوم بصياغة رسالة اليوم العالمي للمسرح لعام 2024.
لطالما كان ومنذ بداياته المتواضعة فنًّا لعامة الشعب وينطق بلسانهم، فقد نهض الفن المسرحي في بريطانيا في العصور الوسطى على يد الفرق المسرحية المحلية التي اعتادت تقديم عروض تتناول قصص من الكتاب المقدس ومسرحيات المعجزات (قصص حياة القديسين)، وكانت تُؤلَّف وتُؤدَّى بلغة الناس العاديين بهدف تثقيف الجماهير الأمية التي لم يتح لها تعلُّم الكتابة والقراءة (3).
كذلك فقد وضّحت مؤسسة ارثر ميلر (Arthur Miller Foundation) في لائحة أسبابِ دعمهم التعليمَ المسرحي والتّركيز عليه، أنّ المسرح والرقص وغيرها من الفنون الأدائيّة يتيح للأفراد التّعبير عن أنفسهم على نحوٍ فعّال في مساحة آمنة بعيدًا عن أحكام مُطلقة، وينمي الثقة بالنفس والتعاطف مع الآخرين وتقبل اختلافهم، ويمكن أن يشعل الشرارة الأولى للتغيير من خلال طرح وجهات نظر جديدة أو حلول إبداعية لمشكلاتٍ اجتماعية (4).
وفي هذه المناسبة نعبّر عن امتناننا لجهود العاملين على خشبة المسرح وجميع من يعمل على خلق هذه المساحات التعبيرية الآمنة، ونتمنى لهم ولعشاق المسرح مزيدًا من العطاء والإبداع والتفرُّد.
المصادر: