التسويف الأكاديمي: لماذا نؤجل دراسة اليوم إلى الغد؟
التعليم واللغات >>>> التربية والتعليم
هل سمعت بمصطلح التسويف/ المماطلة الأكاديمية (Academic Procrastination) قبل اليوم؟
يُعدّ التسويف الأكاديمي (Academic Procrastination) مشكلةً سلوكيةً (تأجيل العمل) ومعرفيةً (تأجيل اتخاذ القرار) (1)، وهو من أهم المخاطر المنتشرة في الوقت الحالي لدى طلبة الجامعة.
لنستكشف معًا أسبابه، وكيفية التغلب عليه.
تعريف التسويف الأكاديمي (Academic Procrastination)
التسويف كمصطلح لاتيني يعني التأجيل والتأخير والمماطلة والإطالة، ويشير التسويف إلى أداء نشاط بديل عن النشاط المقصود والمُستهدَف (1) (P.535).
أما التسويف الأكاديمي فهو أحد أشكال التسويف العام، وهو وجود مشكلة في الأمور التي ترتبط مثلًا بالتحضير للامتحانات وأداء الواجبات المنزلية واستكمال المشاريع التي يجب إنجازها (2).
كذلك تشير مجموعة من الأبحاث إلى أنّ التسويف الأكاديمي ليس سمة شخصية ثابتة، ولكنّه في الواقع سلوكٌ ديناميكي يتغير بمرور الوقت اعتمادًا على تفاعل المَهمّات والظروف وتداخلها (3).
وأوضحت نتائج إحدى الدراسات أنّ التسويف الأكاديمي ليس مجرّد عجز في عادات الدراسة أو إدارة الوقت، بل ينطوي كذلك على تفاعل معقد من العناصر السلوكية والمعرفية والانفعالية (4).
أنواع التسويف الأكاديمي
للتسويف أنواع مختلفة، وتتعدد الدراسات والبحوث التي تناولت التسويف وأنواعه.
وقد تحدثت إحدى الدراسات عن نوعين للتسويف هما:
1- التسويف السلبي: يتضمّن تأجيلَ المسوّفين مَهمّاتهم بسبب عدم قدرتهم على اتخاذ القرارات بسرعة والتصرف بناءً عليها.
2- التسويف الإيجابي (النّشط): على نقيض التسويف السلبي؛ هو قدرة الأفراد على اتخاذ القرارات لإتمام المهمة في الوقت المناسب، فيؤجّلون عمدًا مَهمّاتٍ محددة، ويركّزون انتباههم على مَهمّات أخرى في متناول أيديهم (5).
وعندما يتّسم نمطُ حياة الشخص بعدم القدرة على التكيف مع الظروف المختلفة يُصبح التسويف مُزمنًا، وقد يؤدي إلى عواقب شخصية واجتماعية خطيرة (6).
أسباب التسويف الأكاديمي
وجد فيراري أنّ التسويف الأكاديمي مرتبطٌ بـ:
1- تدنّي تقدير الذات.
2- تدني الثقة بالنفس.
3- القلق من إنجاز المهمة.
4- التوقعات السلبية بشأن الأداء الحالي والمستقبلي (7).
5- عبء العمل.
6- سوء إدارة الوقت (8).
انتشار التسويف الأكاديمي
أكدت عديدٌ من الأبحاث أنّ نسبة 70% من طلبة الجامعة يعانون التسويفَ الأكاديمي وتأجيلَ المهمات الدراسية (1).
طرائق التخلص من التسويف الأكاديمي
درس كثيرٌ من الباحثين برامجَ وإستراتيجيات للحد من التسويف الأكاديمي والتخلص منه، ومن أبرز نتائج هذه الدراسات الطرائق الآتية:
1- استخدام الوقت وإدارته على نحو منظم وهادف؛ إذ إنّ الأشخاص الذين لا يؤجلون أو يعانون مشكلةَ التسويف يعلمون تمامًا كيف يستغلّون الوقت بطريقة هادفة عن طريق اتخاذ القرارات بشأن إنجاز الأعمال بحسب مدى إلحاحها وأولويتها.
2- الإيمان بالكفاءة الذاتية: فالمماطلون النشطون يؤجلون المَهمّات لأنهم يوجّهون انتباههم نحو الأمور الأكثر إلحاحًا لمعرفتهم بأن لديهم السيطرة على وقتهم ولثقتهم بقدرتهم على إنهاء المَهمّات في الوقت المحدد.
3- توجيه الدافع الجوهري الداخلي والخارجي الذي يدفع الشخص للمشاركة والانخراط في نشاط معين وبالتالي إنجازه. علمًا أنّ الدافع الداخلي هو ما ينتج عن رغبة داخلية بإنجاز العمل، في حين تكون تغذية الدافع الخارجي من الظروف الخارجية السلبية.
إنّ المماطل السلبي لديه دافع داخلي وخارجي ضعيف لإنجاز المهمة، في حين يمتلك المماطلُ الإيجابي (النّشِط) دافعًا خارجيًّا أقوى من الداخلي.
4- استخدام إستراتيجيات فعّالة لمواجهة الضغوط والإجهاد (5).
عزيزي القارئ، برأيك ما هي السُّبل التي تراها الأجدر في التغلب على التسويف والتخلص منه في الحياة عمومًا وفي الدراسة خصوصًا؟ شاركونا تجربتكم..
المصادر: