تأثير الموسيقا في حالتنا النفسية والبيولوجية
الموسيقا >>>> الموسيقا والطب
يلجأ كثير منا إلى الموسيقا بصفتها وسيلةً للتخفيف عن أنفسنا أو ملاذًا يُبعدنا عن ضغوطات الحياة مدةً وجيزة. المصادر: 1.Pauwels EKJ, Volterrani D, Mariani G, Kostkiewics M. Mozart, Music and Medicine. Medical Principles and Practice [Internet]. 2014;23(5):403–12. Available from: هنا;
فهل تأثير الموسيقا في حالتنا النفسية والبيولوجية حقيقة علمية أم محض خيال؟؟
استُخدمت الموسيقا على مر العصور بصفتها طريقةً لرفع معنويات البشر، إذ لوحظ تأثيرها من قبل الإغريق القدماء، فقد كان فيثاغورث كثير الإيمان بقدرة الألحان المتناغمة وما تحمله من طبيعة رياضية لشفاء أمراض الروح والجسد، وذلك تحت مسمى "العلاج بالموسيقا"(1).
وصفت الدراسات الحديثة المرتبطة بعلم الأعصاب أن الموسيقا هي تحفيز معقد للدماغ شديد الترتيب يزيد مرونة المشابك العصبية، ويؤثر إيجابيًّا في عملية التعلّم، وقد كان (تأثير موتزارت - Mozart effect) خير مثال عن ذلك، إذ أنه مصطلح يعبّر عن تطور مهارات التفكير الزماني والمكاني، وحل المشكلات المنطقية بعد الاستماع إلى piano sonata K448 التي كتبها موتزارت (1,2).
في حقيقة الأمر يتغير تأثير الألحان في الأفراد حسب عوامل عدة نذكر منها الآتي:
نوع الموسيقا التي يستمع إليها البشر.
الشخص الذي يستمع إليها.
فقد يخطر لنا أن أي نوع من أنواع الموسيقا سيكون له التأثير نفسه، أو أنه يتأثر الأشخاص جميعهم بالطريقة نفسها، لكن تبيّن بعض الدراسات أن أثر الموسيقا يختلف من نوع لآخر ومن مُستمع لآخر، فعلى سبيل المثال الموسيقا الكلاسيكية لها دور مهدئ ومريح للأعصاب، ويقلل التوتر بعكس موسيقا الروك التي تزيد العدوانية والتوتر والحزن (3).
ولوحظ أن الأطفال الذين يمارسون الموسيقا لديهم تحسن ملحوظ أيضًا في القدرات العقلية مقارنة بأقرانهم الذين لا يتلقون دروسًا موسيقية (1).
كيف نوظف هذه الآثار الإيجابية في حياتنا؟
- لنبدأ مع أوائل لحظات الحياة: تسهم الموسيقا في مساعدة الخدج على تطور أسرع، وتقليل مدة العناية المقدمة لهم في الحاضِنات في المشفى.
- ثم دورها ببناء علاقة صحية مع الأهل.
- وننتهي بتحقيق بيئة صحية مساعدة مُلطفة في نهاية الحياة.
أظهرت الدراسات الدور الذي يؤديه الاستماع إلى الموسيقا في تحسين الصحة النفسية وتقليل التوتر في حياتنا، والتناسي عن بعض الأعراض التي يعانيها المرضى أيضًا (3)
فضلاً عن أن جعل الموسيقا جزءًا من الرعاية الصحية لمرضى الخرف يزيد تقبلهم للطعام ويحسّن مزاجهم وسلوكهم ويقلل الضلال والارتباك اللذين يعانون منه.
وحسنت الموسيقا اعراض التوحد لدى مرضى التوحد وقدرة المريض على التواصل مع المحيط، إذ تتشارك بعض الباحات الدماغية المنبهة بالموسيقا مع باحات مسؤولة عن فهم الآخرين(2).
وفي ظل الظروف الحالية التي تضعنا جميعًا تحت تحديات نفسية -من الجائحات المرضية التي مرت علينا إلى التغير المناخي والحروب العالمية- تركت أثرًا في نوعية الحياة التي نعيشها، لنأمل أن كلًّا منا يجد طريقةً لأخذ استراحة قصيرة من هذه الضغوطات اليومية والحصول على دقائق من الاسترخاء، فتعد الموسيقا لدى عديد من الناس الحل والطريق..
2. Lin ST, Yang P, Lai CY, Su YY, Yeh YC, Huang MF, et al. Mental Health Implications of Music: Insight from Neuroscientific and Clinical Studies. Harvard Review of Psychiatry [Internet]. 2011;19(1):34–46. Available from: هنا;
3. Kemper KJ, Danhauer SC. Music as Therapy. Southern Medical Journal [Internet]. 2005;98(3):282–8. Available from: هنا