الضحايا الآخرون مراجعة "فتيان الزنك"
كتاب >>>> معلومة سريعة
"أين ذلك الإنسان الذي يتألم لمجرد طرح فكرة الحرب نفسها؟ إنني لا أجده". المصادر: (1)[Internet]. nobel prize. [cited 2024 Aug 1]. Available from:هنا;
عُرفت الكاتبة البيلاروسية "سيفتلانا أليكسييفيتش" (1948) الحائزة جائزة نوبل للأدب عام 2015 (1) بتركيزها على الجوانب الإنسانية وتأثير الحروب والصراعات في الأفراد.
وفي هذه الرواية، تلمس المحظور وتطرق باباً لم يسبقها إليه أحد، وتروي قصصَ ومعاناة الجنود الذين ذهبوا إلى الحرب، لا ضحاياهم.
تصف الكاتبة في المقدمة كيف كان الإعلام يخدع الناس، ويقول بأن الجنود الروس يبنون الجسور والمدارس للأفغان، ويعتني أطباؤهم بالأفغانيات الحوامل بعد الولادة، في حين كانت الأُمهات تنتحب، والأطفال ينتظرون الدمى من آبائهم! ورغم صعوبة الكتابة عن التاريخ في أثناء معايشته تحاول الكاتبة بقلم جريء نقل شهادات ضحايا الحروب الآخرين.
"فتيان الزنك" إشارة إلى التوابيت المُغلقة المصنوعة من الزنك والتي أُعيد فيها الجنود السوفييت موتى من أفغانستان في حربٍ عبثية راح ضحيتها مئاتُ الآلاف بين عامي (1979_1989).
وعرضت الكاتبة بأسلوب وثائقي شهاداتٍ حيَّةً للجنود العائدين، ولأُمهات الجنود القتلى والمفقودين أيضاً؛ ليرووا معاناتهم وكيف زُجَّ بهم في الحرب..
يروي الجنود ذوو الإعاقات أهوالَ الحرب وكيف خُدِعوا وسُلبت حياتهم وأمانيهم منهم: "يبقى على قيد الحياة من يُطلِق النار أولاً.. ذلك هو قانون الحرب".
ويقول آخر: "يجب أن ننطلق من أننا وحوش، وهذه الوحشية مغطاة بكساء رقيق من الثقافية".
وتتحدث الأمهات كيف عاد أبناؤهن وهم أشبه بالمجانين، فقد انتهى حال بعضهم بالانتحار أو ارتكاب جريمة، لم يعودوا يشبهوا البشر في شيء، رغم أنهم كانوا مهندسين وفنانين وذوي مشاعرَ وأحاسيس، إلا أن الحرب قد جرَّدتهم من كل شيء. وفي النهاية، وبعد كل هذه الآلام والعذابات والدموع تنتهي الحرب وكأنها لم تبدأ، دون تحقيق أي غرض سوى الدمار، وتُوصف بأنها كانت "خطأ سياسي"!
تعرَّضت الكاتبة لمحاكمة بعد نشرها الشهادات التي ضمَّت جنوداً وموظفين وممرضين وأمهات ومستشارين عسكريين، واتُّهمت بتزوريها وإهانة الجنود المشاركين في الحرب، والانتقاص من سمعة القوات السوفيتية، لكنها أصرَّت على موقفها في المحكمة وحثَّت الجميع على عدم التزام الصمت والاعتراف بأن ما حدث كان جريمة (2).
(2)الكتاب: فتيان الزنك
الكاتبة: سيفتلانا أليكسييفيتش
المترجم: عبد الله حبه
دار النشر: دار ممدوح عدوان للنشر 2016