الأدوية النفسية وعلاقتها بزيادة الوزن
الكيمياء والصيدلة >>>> الآثار الجانبية
ارتباط الأدوية النفسية بزيادة الوزن:
هناك خمسة أنواع رئيسة من الأدوية النفسية: مضادات الاكتئاب، ومضادات الذهان، والأدوية الحالَّة للقلق (المعروفة أيضًا باسم الأدوية المضادة للقلق، والتي يمكن أن تشمل أدوية النوم)، ومعدلات المزاج، والمنشطات (3).
وأمّا عن ارتباط هذه الأنواع بزيادة الوزن؛ فيرتبط الكثير من مضادات الاكتئاب بزيادة الوزن بنحو كبير بآلية سنناقشها لاحقًا.
ويمكن أن تسبب مضادات الذهان (سواء التقليدية أو غير التقليدية) زيادةً في الوزن عن طريق التأثير في المواد الكيميائية في الدماغ، والتي تتحكم في الشهية والاستقلاب الغذائي (3).
إضافةً إلى ذلك؛ يمكن لمضادات الذهان أن تؤثر في استقلاب الغلوكوز سلبًا، وتزيد مستويات سكر الدم والشحوم الثلاثية، وتسبب زيادة في ضغط الدم. مما يؤدي إلى الإصابة بالمتلازمة الاستقلابية ويزيد السمنة المتعلقة بالأدوية (3). ومن أشيع مضادات الذهان التي من المرجح أن تسبب زيادة الوزن هي: أولانزابين، وريسبيريدون، وكيوتيابين د، والهالوبيرويدول؛ وهي تزيد الوزن بنسبة 7% من الوزن البدئي، أو أكثر من ذلك(3).
وأما عن الأدوية التقليدية المضادة للقلق (كالبنزوديازيبينات) فلا توجد علاقة واضحة تربطها بزيادة الوزن، إلا أن هناك بعض الأدوية المضادة للاكتئاب التي تستخدم لعلاج القلق، ومن ثم فإنها قد تسبب زيادة في الوزن بآلية مضادات الاكتئاب نفسها (3).
وبنحو مماثل لمضادات القلق، فلا تسبب جميع الأدوية المنومة زيادة في الوزن، ومن الأدوية المنومة التي تسبب زيادة الوزن الديفينهيدرامين (بينادريل)، في حين لا ترتبط أدوية النوم الأخرى مثل زولبيديم وإس زوبيكلون eszopiclone بزيادة الوزن (3).
وأما عن معدِّلات المزاج فإن معظمها يزيد الشهية أو يؤدي إلى تغير في عملية الاستقلاب الغذائي، مما يؤدي إلى زيادة الوزن، ويُستثنى منها اللاموتريجين (3).
تشير نتائج بعض الدراسات إلى أن اختيار الأدوية المضادة للاكتئاب يمكن أن يكون له تأثير كبير في تغير الوزن على المدى الطويل لدى المرضى. فمثلًا، ارتبط البوبروبيون بفقدان الوزن، خاصة لدى غير المدخنين، في حين يميل مستخدمو السيرترالين إلى زيادة طفيفة في الوزن مقارنة بالفلوكسيتين. إن هذه المعلومات لها آثار مهمة في وصف مضادات الاكتئاب المناسبة للمرضى من مختلف فئات الوزن (1).
تأثير الأدوية المضادة للاكتئاب على زيادة الوزن:
يمكن أن تسبب مضادات الاكتئاب زيادة الوزن لأسباب عدة (1). من إحدى الآليات المحتملة أن بعض مضادات الاكتئاب قد تؤثر في الناقلات العصبية في الدماغ، والتي تنظم المزاج وتؤثر في الشهية، فمثلًا، تزيد هذه الأدوية من مستويات السيروتونين في الدماغ الذي ينظم الحالة المزاجية ويؤثر في الشهية، وقد يكون له نتائج متفاوتة اعتمادًا على مدة العلاج، إذ يقلل الاستخدام على المدى القصير من الاندفاع لتناول الطعام impulsivity ويزيد من الشبع، مما قد يقلل من تناول الطعام ويسبب فقدان الوزن. ومع ذلك، فإن الاستخدام طويل الأمد (أطول من عام) يمكن أن يقلل من التعبير الجيني عن مستقبلات السيروتونين، مما يسبب الرغبة الشديدة في تناول الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات مثل الخبز والمعكرونة والحلويات التي قد تؤدي في النهاية إلى زيادة الوزن (3).
إضافةً إلى ذلك، يمكن لبعض مضادات الاكتئاب أن تسبب تغييرات في طريقة معالجة الجسم للكربوهيدرات والدهون، مما يؤدي إلى زيادة الوزن. وهناك سبب آخر يجب أخذه بالحسبان، وهو أن متناولي مضادات الاكتئاب وُجِد لديهم مدخول أعلى من الطاقة، الأمر الذي يمكن أن يسهم في زيادة الوزن. وأخيرًا، من المهم الإشارة إلى أن الأسباب الدقيقة التي تجعل مضادات الاكتئاب تسبب زيادة الوزن قد تختلف اعتمادًا على نوع الدواء المحدد والعوامل الفردية (2).
إنّ مضادات الاكتئاب الأكثر خطورة للتسبب في زيادة الوزن هي أميتريبتيلين، وسيتالوبرام، وميرتازابين، ونورتريبتيلين، وتريميبرامين، وباروكستين، وفينيلزين (3)، ويتربع الميرتازابين على رأس القائمة (2).
وقد أظهرت بعض الدراسات أن خطر زيادة الوزن كان أعلى بكثير خلال السنتين الثانية والثالثة من العلاج مقارنة بسنوات المتابعة اللاحقة (2).
طرق الوقاية من زيادة الوزن المُسبّبة بالأدوية النفسية
عند الأشخاص الذين يتناولون تلك الأدوية:
هناك استراتيجيات لتقليل زيادة الوزن، مثل تحسين نمط الحياة والعادات اليومية، ويشمل ذلك تناول نظام غذائي صحي يحتوي على أطعمة كاملة والحد من الأطعمة المصنعة والسكريات المضافة، والحفاظ على النشاط البدني، والتقليل من التوتر، وضمان النوم المريح الكافي. يمكن أن يكون للنشاط البدني على وجه الخصوص تأثير مزدوج لتحسين الصحة العقلية وتقليل زيادة الوزن. قد تكون الاستراتيجيات المعرفية والسلوكية تحت إشراف طبيب نفسي مفيدة لتجنب الاستسلام لأي رغبة متزايدة في تناول الحلويات والكربوهيدرات (3).
هناك استراتيجية أخرى لتقليل زيادة الوزن وهي العمل مع مقدم الرعاية الصحية الخاص بك لتحديد إذا كان هناك خيار دوائي بديل مناسب يمتلك فرصة أقل لزيادة الوزن. إضافةً إلى ذلك؛ ثبت أن دواء الميتفورمين المضاد لمرض السكري فعال في علاج زيادة الوزن الناجمة عن الأدوية نفسية التأثير. قد تكون الأدوية الأخرى الموصوفة لإنقاص الوزن مناسبة أيضًا للمساعدة في مواجهة زيادة الوزن التي يعانيها المريض نتيجة الأدوية النفسية (3).
وفي الختام، يجب التنويه بأن الآثار الجانبية قد تظهر في عدد كبير من الأدوية، ولكن لا ينبغي أن تكون هذه الآثار سببًا لإيقاف العلاج مهما كان نوعه.
المصادر:
2. Alonso-Pedrero, L., Bes-Rastrollo, M., & Marti, A. (2019). Effects of antidepressant and antipsychotic use on weight gain: A systematic review. Obesity reviews : an official journal of the International Association for the Study of Obesity, 20(12), 1680–1690. هنا
3. MPH, Chika Anekwe, MD. “Managing Weight Gain from Psychiatric Medications.” Harvard Health, 18 July 2022, www.health.harvard.edu/blog/managing-weight-gain-from-psychiatric-medications-202207182781