تأثير صحة الفم على أعضاء الجسم الأخرى
الطب >>>> طب الأسنان
هل كنتم تعتقدون بيوم من الأيام بأن صحة فمكم و أسنانكم سبب حقيقي لحماية باقي أعضاء جسدكم من الأمراض الأمراض الأخرى ؟؟
هل كنت تعلم أن سوء العناية الفموية قد يودي بك إلى الهلاك شيئاً فشيئاً.؟؟؟.
الغدد و القلب و الكلية و المفاصل كلها تتأثر بصحة الفم دعونا نعلم المزيج في المقال التالي ::
------------------------------------------------
إن تنظيف الأسنان بالفرشاة و الخيط إضافةً لزيارة طبيب الأسنان تضمن لك صحّة أسنانك و لثتك ، ولكن الحفاظ على صحة الفم مهم أيضاَ من أجل صحة الجسم بشكل عام .
ففي بعض الحالات تعد المشاكل الفموية عرضاَ لمرض آخر مثل داء السكري . لقد تمكن الباحثون كذلك من إيجاد علاقة بين أمراض اللثة من جهة و أمراض القلب والولادة المبكرة و التهاب مفصل الركبة من جهة أخرى.
يقول الدكتور Donald Ratcliffe (رئيس قسم طب الأسنان في مشفى جامعة ستاتين أيلند في نيويورك في الولايات المتحدة الأمريكية ): إن الفم هو بوابة الجسم حيث تُظهر الدراسات المتزايدة وجود صلة بين الالتهاب الذي تحدثه البكتريا في الفم و العديد من الأمراض الأخرى مثل :
1- داء السكري :
إن التهاب اللثة هو أحد مضاعفات داء السكري إذ يسبب هذا المرض تغيرات في الأوعية الدموية تؤثر بشكل سلبي على جريان الدم وهذا بدوره يضعف اللثة و يجعلها أكثر عرضة للعدوى . كذلك يرفع السكري من مستويات السكر في الدم و إن لم يتم تدبير هذا الارتفاع بشكل صحيح فإن المستويات العالية من الغلوكوز في الفم تساعد في حدوث النمو الجرثومي .
فقد وجدت دراسة أن أطباء الأسنان يستطيعون معرفة الأشخاص السكريين في 73بالمئة من الحالات اعتماداً فقط على عدد الأسنان المفقودة و وجود فتحات غير طبيعية بين اللثة و السن ( طبعا هذه الدراسة كانت في الولايات المتحدة ) و هناك دراسة سورية قام بها طبيب أسنان سوري يدعى الدكتور علي شيخ حيدر أستاذ مساعد في قسم طب الفم في جامعة تشرين أكد بدراسته التي أجرها في جامعة دمشق أن حالة شدة مرض السكري تتناسب طردا مع عدد الأسنان المفقودة أيضا في الجمهورية العربية السورية ، و اذا ما أخذ الطبيب نتائج الفحوص الدموية بعين الاعتبار فستزداد النسبة ل 92 بالمئة .
إن أكثر من سبعة ملايين شخص مصاب بالسكري لا يدركون أنهم مصابون و يمكن لأطباء الأسنان أن يلعبو دوراً في كشف هذا المرض و أمراض أخرى حيث أثبتت أبحاث ألمانية أن أخذ عينة من المفرزات اللعابية للغدة النكفية قد يساهم في التشخيص المبكر للسرطانات .
2- أمراض القلب :
ربطت العديد من الدراسات بين مرض التهاب الأنسجة الداعمة للسن مثل اللثة و العظم و الملاط ( انتان بكتيري في اللثة مثلا ) و تزايد خطر حدوث النوبة القلبية و السكتة حيث هناك أنواع من الجراثيم الموجودة ضمن الفلورة الفموية يمكنها التسللل عبر اللثة الملتهبة حتى تصل الى القلب و تسبب التهاب شغاف قلب قد يودي بحياة المريض .
إذ وجدت الدراسات أن الأشخاص المصابين بهذا المرض (التهابات اللثة ) ازداد عندهم خطر تطور الأمراض القلبية الوعائية بنسبة 19 بالمئة مقارنة مع الاشخاص غير المصابين به .
إن السبب الذي يفسر وجود هذه العلاقة ليس واضحاً تماماً فبعض الباحثين اقترحوا أن التهاب النسج السنية الداعمة يزيد من الالتهاب في الجسم و هذا بدوره عامل خطر لحدوث الأمراض القلبية .
البعض الآخر توقع أن الجراثيم الموجودة في الفم يمكن أن تنتشر عبر مجرى الدم و تساهم في تشكل اللويحات في الشرايين .
و على أية حال من المبكر القول بأن صحة الفم السيئة تسبب فعلياً أمراض القلب لكن تمتلك هاتين الحالتين عوامل خطورة مشتركة مثل التدخين و الشيخوخة و السكري و هذا قد يفسر حدوثهما في آن معاً .
ومع ذلك فقد تم التحقق من وجود علاقة بين صحة الفم و بعض أمراض القلب مثل التهاب الشغاف وهو عبارة عن التهاب في الخلايا المبطنة لصمام القلب و غالباً يكون سببها بكتيري ( متضمناً البكتريا الموجودة في الفم ) التي تدخل لمجرى الدم وتنتقل إلى القلب .
3- أمراض الفم و الحمل :
لوحظ في الدراسات وجود علاقة بين التهاب النسج الداعمة للسن عند الحوامل و زيادة خطر حدوث الولادة المبكرة ولكن لم يتم التمكن من إثبات ذلك . يعتقد الباحثون بأن الاستجابة المناعية لمثل هكذا إصابات قد تحرض الولادة المبكرة .
دراسة أخرى وجدت أن النساء المصابات بالتهاب النسج الداعمة السنية استغرقن فترة أطول لحصول الحمل لديهن مقارنة مع النساء غير المصابات . بالإضافة للمشكلة التي تعاني منها العديد من النساء الحوامل أثناء فترة الحمل ألا و هي الورم الحملي و النخور و غالبا ما تترافق هاتين الظاهرتين مع عدم الاهتمام بالصحة الفموية لأن المرأة الحامل لا تمتلك الوقت و الراحة الكافية لمزيد من الاهتمام بصحة فمها و أسنانها .
4- التهاب مفصل الركبة :
اقترحت إحدى الدراسات بأن البكتريا الفموية يمكن أن تساهم في بعض حالات الفصال ( التحلل ) العظمي والتهاب المفصل الرثياني ( ما يدعى بالروماتيزم علما بأن له أنواع مختلفة و عديدية فمنه الشبابي و الكهلي و ...) حيث قام الباحثون بفحص السائل الزلالي الموجود في المفصل ل 36 شخص فكانت البكتريا اللثوية موجودة في السائل لخمسة أشخاص منهم . و كانت الجراثيم الموجودة في سائل المفصل مطابقة وراثياً لجراثيم موجودة في الفم عند اثنين من المصابين .
5- الأمراض التنفسية :
إن البكتريا المتواجدة في الفم يمكن أن تجد طريقها إلى الرئتين وتؤدي للإصابة بذات الرئة أو أمراض أخرى أشد و يزداد خطر حدوث هكذا إصابة عند أشخاص يعانون أمراضأ كامنة كالتي لها علاقة بالجهاز المناعي.
بناء على ذلك يجب على المرضى أن يوقنو بأهمية إعلام طبيب الأسنان عن تاريخهم المرضي الكامل و الأدوية التي يستخدمونها من أجل ضمان صحتهم و الكشف السريع عن الأمراض و معالجتها لأن بعضهم يعمد إلى إخفاء الحقيقة في العديد من الإصابات و هذا ما قد يؤدي الى نتائج لا يحمد عقباها إطلاقاً خصوصا مرضى الأدوية النفسية و مرضى القلب و المريضة الحامل و العديد من الإصابات .
المصادر :
هنا
هنا