السرطان القاتل الأول في العالم: سرطان الرئة
الطب >>>> السرطان
وبائيات Epidemiology:
- سرطان الرئة هو أشيع خباثة حشوية تصيب الإنسان.
- يُعدُّ سرطان الرئة السبب الرئيس لوفيات السرطانات عند النساء والرجال في العالم، وقد فاقت وفياتُ سرطان الرئة عند النساء وفياتِ سرطان الثدي، وهو مسؤول عن ثلث حالات الوفيات السرطانية عمومًا.
- تَسبَّب سرطان الرئة في عام 2010 في الولايات المتحدة الأمريكية بوفاة أكثر من 157300 شخص، وهو رقم تجاوز وفيات سرطانات القولون والمستقيم والثدي والبروستات مجتمعة!
نحو 2% فقط من مرضى سرطان الرئة النقائلي metastatic (أي السرطان المنتشر إلى أعضاء أخرى في الجسم كالدماغ والعظام والكبد) يعيشون خمس سنوات بعد التشخيص.
- تزداد نسبة البُقيا (مدة البقاء على قيد الحياة) في حال تشخيص السرطان باكرًا؛ إذ تصل تقريبًا احتمالية البقيا مدة خمس سنوات إلى نحو 49%.
للأسف فإن معظم سرطانات الرئة خبيثة، معنى ذلك أنها تغزو الأنسجة السليمة حولها وتدمرها، وتنتشر إلى أماكن أخرى في الجسم (تعطي نقائل)، وبالمقابل تعد الرئة مكانًا شائعًا لتلقِّي النقائل السرطانية من مختلف أنسجة الجسم وخاصة من الثدي ومن البروستات.
تشكل سرطانات الرئة مجموعةً من أنماط مختلفة من الأورام تختلف فيما بينها حسب نوع الخلايا المشكِّلة للورم؛ إذ تنقسم إلى مجموعتين رئيستين صُنِّفتا اعتمادًا على حجم الخلايا الورمية تحت المجهر:
- سرطان الرئة صغير الخلايا ("Small-Cell Lung Cancer "SCLC).
- سرطان الرئة غير صغير الخلايا ("Non-Small-Cell Lung Cancer "NSCLC).
ويُعدُّ السرطان الصغير الخلايا أقل شيوعًا ولكنه أخبث وأسرع انتشارًا في الجسم، وأكثر الأماكن التي ينتقل إليها سرطان الرئة هي الكبد والكظر والدماغ والعظام.
الأسباب:
يُعدُّ التدخين المسبب الرئيس لسرطان الرئة؛ إذ يحتوي دخان السجائر على أكثر من 4000 مادة كيميائية معظمها متَّهم بإحداث السرطان، لذلك فإن أكثر من 90% من سرطانات الرئة سببها التدخين وذلك يتعلق بالعوامل التالية: عدد السجائر المدخَّنة في اليوم والعمر الذي بدأ فيه الشخص بالتدخين والمدة التي استمر فيها الشخص بالتدخين، وقد تَبين أن خطر الإصابة بسرطان الرئة يزداد 25 ضعفًا عند من يدخِّن أكثر من علبة في اليوم مقارنة بغير المدخن، وفي حال الإقلاع عن التدخين يتناقص خطر سرطان الرئة تدريجيًّا، وبعد نحو 15 سنة يصبح مساويًا لخطر سرطان الرئة عند غير المدخن.
هناك أسباب أخرى لسرطان الرئة غير التدخين ومنها:
1- التعرُّض لدخان السجائر (passive smoking): يموت نحو 3000 شخص سنويًّا في الولايات المتحدة الأمريكية بسبب سرطان الرئة الناجم عن التعرض لدخان السجائر دوريًّا -أو ما يُعرف بالتدخين السلبي.
2- تلوث الهواء (air pollution) الناجم عن محركات المركبات والمصانع؛ إذ يعتقد عديدٌ من الباحثين أن التعرض المطول للتلوث يوازي التعرض لدخان السجائر في خطورة إحداث سرطان الرئة.
3- الأسبستوس أو الحرير الصخري (asbestos): يزيد التعرض للأسبستوس خطرَ سرطان الرئة عند غير المدخن نحو تسع مرات، في حين يزيد الخطرَ عند المدخن نحو 50 مرة.
4- أمراض الرئة مثل السل (TB)، والداء الرئوي الساد المزمن (COPD)؛ إذ يزداد خطر الإصابة بسرطان الرئة أكثر من ست مرات عند مريض الداء الرئوي الساد المزمن.
5- التعرض لغاز الرادون (radon): يوجد غاز الرادون داخل البيوت وخارجها، وهو يسبب نحو 12% من وفيات سرطان الرئة، ويُعدُّ المسببَ الثاني لسرطان الرئة بعد التدخين في الولايات المتحدة الأمريكية!
6- بعض المهن التي يتعرض فيها الشخص للزرنيخ والكروم والنيكل والهيدروكربونات العطرية، فكلها تزيد خطر سرطان الرئة.
الأعراض والعلامات:
قد لا يترافق سرطان الرئة مع أعراض، ويُكتشف صدفة بالتصوير الشعاعي، ولكن معظم حالات سرطان الرئة تنطوي على ظهور أعراض، وأكثرها شيوعًا:
السعال: فالسعال الذي لا يخف بالأدوية ويزداد سوءًا مع الوقت والسعال المدمَّى يتطلبان الاهتمام ومراجعة الطبيب فورًا، وأي تغير في نمط السعال عند المدخن يُعدُّ مؤشرًا على الإصابة بسرطان الرئة.
الألم الصدري: يحدث ألم الصدر لدى واحد من كل أربعة مصابين بسرطان الرئة ويكون الألم مزمنًا أو مستمرًّا.
الزلة التنفسية (ضيق النفس): وتَنتج عادةً عن إعاقة تدفق الهواء في جزء من الرئة، أو تجمُّع السوائل حول الرئة، أو انتشار الورم في الرئتين.
بحة الصوت: وتنجم عن ارتشاح الورم في العصب الحنجري.
الانتانات التنفسية المتكررة: مثل التهاب القصبات وذات الرئة، ويمكن أن تكون إشارة على وجود سرطان الرئة.
الأعراض الناجمة عن الانتقالات البعيدة: كالألم العظمي والكسور المرضية والصداع ونوبات الاختلاج .
بالإضافة إلى أعراض السرطانات عمومًا كنقص الشهية ونقص الوزن والتعب والإنهاك.
ننصحك بالتوجه فورًا إلى الطبيب عند:
1- ظهور أحد الأعراض السابقة.
2- حدوث سعال جديد أو تغير نمط السعال الموجود سابقًا (المدخن معتاد على السعال الناتج عن التدخين، وعند تغيُّر نمط السعال فذلك قد يكون سرطانًا!)
3- ظهور الدم مع القشع عند السعال.
4- فقدان وزن شديد غير مفسَّر.
5- إنهاك وألم صدر غير مفسَّرين.
الكشف المبكر عن سرطان الرئة :
يمكنكم العودة إلى هذا المقال الذي يبين الأساليب المتبعة للكشف المبكر عن بعض السرطانات: هنا
العلاج:
يعتمد علاج سرطان الرئة على نوع الورم (صغير الخلايا، غير صغير الخلايا) ومرحلة الورم وحالة المريض الصحية، وككل السرطانات يجري العلاج على عدة مراحل: الجراحة لاستئصال الورم متبوعة بأشواط من العلاج الكيميائي والشعاعي.
ملاحظة: لا يخضع كل مرضى سرطان الرئة للعمل الجراحي، بل إن معظم المرضى (نحو 60%) لا يخضعون للجراحة عند التشخيص؛ إذ يعتمد إجراء العمل الجراحي على نوع الورم، ومرحلة الورم، ووضع المريض الطبي، فبعض المرضى قد يكون لديهم مشكلات طبية تمنعهم من إجراء العمل الجراحي على الرغم من كون السرطان عندهم قابلًا للاستئصال .
وأخيرًا يجب أن ننوه بأن حالة مريض السرطان النفسية تؤدي دورًا مهمًّا في إكمال العلاج والاستفادة منه، فمسؤولية دعم مريض السرطان تقع على عاتق عائلته وأصدقائه عن طريق البقاء إلى جانبه وتخفيف قلقه من تأثير السرطان في حياته ومشاركتهم المشاعر.
المصادر:
هنا
Manual of clinical oncology ، 7th edition