كمية النفايات البلاستيكية في المحيطات أقل بكثير من المتوقع! خبر جيد أم سيء؟!
الطبيعة والعلوم البيئية >>>> علم البيئة
في البداية، سيكون نبأً عظيماً أن نسمع بأنه هناك كميات من البلاستيك أقل مما نتوقع في المحيط، ولكنها في الحقيقة فكرة مخيفة، فإذا لم يكن البلاستيك في المحيط، فأين ذهب؟
قضى فريق من العلماء عامان من الإبحار حول العالم في خمس سفن، آملين الحصول على تسجيل دقيق لكمية البلاستيك الفعلية الموجودة في المحيط ، وعلى الرغم من أنهم توقعوا اكتشاف ملايين الأطنان من البلاستيك، فإن البيانات التي حصلوا عليها وضعتهم بعيداً عن الكمية المتوقع وجودها في المحيط، فبدلاً من ملايين الأطنان، قُدِّرَت حمولة المحيط العالمية من البلاستيك بــ 40 ألف طن على الأكثر!!
وعوضاً عن الابتهاج والفرح، فإن العلماء كانوا قلقين لأن هذه إشارة على أن الأسماك وغيرها من الكائنات البحرية تأكل البلاستيك.
نعلم أن أشعة الشمس تحلّل البلاستيك إلى قطع أصغر، وبالتالي فإن شكله سيبدو أشبه بالطعام والأسماك بدورها ستحاول أن تأكله، ومع هذه الكمية الكبيرة من البلاستيك المفقود على ما يبدو، فإنه من البديهي الاعتقاد أن أشكال الحياة البحرية المختلفة تتناول وجبات غذائية منتظمة من قمامة البشر!!
أشار العلماء أن البلاستيك يجذب إليه سموم المحيط، وبالتالي فعندما تأكله الأسماك تصبح مستهلكة للسموم بشكل أساسي. وبما أن صحة الأسماك ستتعرض للخطر، فمن الممكن أن يكون لهذا تداعيات هائلة على كامل الشبكة الغذائية، ، فسوف تنتقل مركبات الزئبق وال "دي دي تي "DDT الى أجسام الأسماك الأكبر التي تتغذى على الأسماك الملوثة، بالتالي البشر والحيوانات الموجودة على اليابسة هي أيضاً معرّضة لهذه السموم لأنها تأكل من هذه الأسماك.
ليس من الضروري أن يبدو الأمر كئيباً -مع أنه كذلك-إذ يأمل العلماء أن تُنهي هذه الأسماك ذلك بطرد البلاستيك من أجسامها (عن طريق الإطراح أو التقيؤ) مما قد يقلل من التأثيرات الضارة، وبالرغم من ذلك فإنه من الضروري إجراء المزيد من البحث للتأكد مما إذا كان هذا هو الحل..
من الجدير بالذكر أن الباحثين يسلّمون بأن مسألة اختفاء البلاستيك تعود لأسباب متعددة، كزيادة ثقلها وغرقها إلى القاع، أو تحلُّلها ببطء إلى أجزاء لا يمكن تمييزها، ومع ذلك فإنهم يؤكدون وبشكل غير قابل للجدل أن الكائنات البحرية تستهلك جزء كبير من البلاستيك.
على الرغم من أننا نعتقد أن هناك ما يقارب 300 ألف طن من البلاستيك تدخل إلى المحيط كل عام، إلا أننا لا نستطيع معرفة كميتها تماماً .
علاوة على ذلك، فعلى الرغم من أن سفن البحوث ترمي شباكها في أنحاء العالم من اجل الحصول على عينات وحلول للمشكلة، فإنهم لن يستطيعوا تغطية كل إنش مربع من المحيط، ومن المحزن جداً أننا أصبحنا في موقع نفضل فيه رؤية كميات كبيرة من النفايات المائية المتراكمة على أن نكتشف أن هناك أسماك تتناول البلاستيك في المحيط.
فنتائج تناول الأسماك لمثل هذه المواد مقلقة جدا، ولكنها نتيجة حتمية لإهمال الجنس البشري للبيئة. ومع ذلك فالعلماء متفقون أن هناك حاجة لمزيد من الدراسة.
مصادر:
هنا
هنا