وراثة الأوروبيين للحموض الدسمة و مقاومتهم للبرد من البشر البدائيين النيندرتاليين
البيولوجيا والتطوّر >>>> علم الجينات
الدراسات أظهرت وجود إختلاف في تراكيز الليبيدات بين البشر وهذا الاختلاف ينُسب إلى ال DNA الموروث من الانسان النيندرتالي .
وعليه قارن الباحثون بين DNA الإنسان البدائي (النيندرتالي) – إنقرض النوع النيندرتالي (البدائي) منذ حوالي 30 ألف سنة والذي قام بالتزاوج مع البشر الحديثين مرة على الأقل في السنوات ال60 ألف السابقة يرجّح ان ذلك حدث في مكان ما من الشرق الأوسط عندما غادر الإنسان في ذلك الوقت من إفريقيا - من جينوم محفوظ بدرجة عالية تم الحصول عليه من جبال Altai في سيبيريا مع DNA الإنسان الحديث لذلك قام فريق بحث دولي بتحليل توزع مورثات الإنسان البدائي مع البشر من أصول مختلفة الآسيويين والأفريقيين والأوروبيين وكانت النتيجة أن الأوروبيين ورثوا مورثات من الإنسان البدائي أكثر بثلاث مرات من الآسيويين وقد ورث كلاهما بمعدل %1 الى %4 من الإنسان البدائي ، بينما لم يتم العثور على أي منها في الإفريقيين كما هو متوقع ، فحتى الآن ورث البشر من الانسان البدائي مورثات التي تسبب في داء السكرّي والذئبة lupus وداء كرون Crohn وتغيّرات في فاعلية الجهاز المناعي وتأثيرات في بروتين الكيراتين في الجلد والاظافر والشعر .
وقد أجريت الأبحاث على الدهون في منطقة الدماغ بشكل أساسي عند الأوروبيين وقارنتها مع الآسيويين وقرود الشيمبانزي وكانت النتيجة وجود إختلافات في تراكيز عدد من الحموض الدسمة في الدماغ عند الأوروبيين فقط وعدم وجودها عند الباقي ، كما ظهرت تغيرات في فعالية الانزيمات المعروفة بدخولها في تفاعلات استقلاب الدسم في الدماغ .
يعتقد الباحثون أن مورثات الحموض الدسمة مفيدة للإنسان الحديث لأنها قد ساعدت الإنسان البدائي ولاحقا الأوروبيين للتكيّف مع البيئات الباردة وهذه الاختلافات في المورثات عزّزت الإستقلاب مما له أثر كبير على تحليل الدهون بسرعة أكبر لاطلاق الطاقة والعيش في أماكن باردة مثل أوروبا الشمالية .
هذه الدراسات وضّحت لنا كيف يرث تتطور مجموعة من البشر وترث مورثات مفيدة من مجموعة أخرى عن طريق intogression او interbreeding التهجين عوضا عن مضي عشرات آلاف السنين كي تتطور المجموعة بالتكيف الذاتي في مكان إقامتهم .
هذه الاحماض الدسمة اليوم لها دور في الأمراض التي تسمى متلازمة الاستقلاب (الأيض) metabolic syndrome كالسمنة والسكرّي (في استقلاب السكر) وأمراض القلب والأوعية الدموية (في استقلاب الدسم والشحوم الثلاثية ) .
هذه الدراسة تظهر لنا التكيّف من خلال intogression عوضا عن المرور بمئات السنين والتي أكسبت الأوروبيين صفات مقاومة البرد من الانسان النيندرتالي .
*الاستقلاب هي عمليات الهدم والبناء في المواد المّخرة في الجسم والتي ينتج عنها طاقة
* intogression عملية تزاوج بين فصيلين مختلفين وتزاوج عكسي مع فصيلة أحد الابوين تأخذ عدة اجيال ثؤدي الى وراثة صفات تكيفية
المصدر:
هنا