الاكتئاب يصيب الأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة أيضاً
الطب >>>> طب الأطفال
تظهر دراسة أجراها فريق بحث متخصص من جامعة واشنطن الأمريكية أنّ الأطفالَ الذين أُصيبوا بالاكتئاب قبل مرحلة الدراسة أكثرُ عرضة بمرتين ونصف من أقرانهم للإصابة به خلال مراحل دراستهم الابتدائية والإعدادية. كما تشير إلى أنّ كشف الحالة ومراقبتها في مرحلة مبكّرة من الطفولة يمكن أن يجعل العلاج أكثر فعاليةً.
تقول الدكتورة جوان لوبي، والتي تترأس" برنامج التنمية العاطفية الباكرة الجامعيّ": (الاكتئابُ حالة مزمنة ومتكرّرة، نعم إنّها نفسُ الأخبار القديمة والسيّئة.. لكنّ الخبرَ المُفرح هو أنّه إذا تمّ اكتشافه وتشخيصه باكراً فمن الممكن خلق فرصة أكبر للعلاج، ممّا قد يغير من مسار المرض ويقلّل من إمكانية تحوله لحالةٍ مزمنة)
تضمنّت الدّراسة التي نُشرت مؤخّراً 246 طفلاً تتراوح أعمارهم بين 3 و 5 سنين (أي في مرحلة ما قبل الدراسة)، وقد قام فريق د.لوبي بتقييم حالة الأطفال المعرّضين للاكتئاب وغيره من الحالات النفسيّة الأخرى على مرّ الزمن.
وشارك الأطفال المعنيّون مع ذويهم في 6 عمليات تقييم سنويّة إضافةً إلى 4 عمليات تقييم نصف سنوية، وطُلب من الأهالي إعطاء معلوماتٍ بشكل محدّد حولَ ما يشعر به أطفالُهم من حزن، تهيّج، شعور بالذنب، رغبة بالنّوم والشهية للطعام إضافةً إلى انخفاض إحساسهم بالمُتعة أثناء اللّعب أو القيَام بالتّمارين الرّياضيّة.
كما قيَّم الباحثون تفاعلَ الأطفالِ مع أهلهم، وذلك لتحديد فيما إذا كان جزءٌ من سبب الأعراض يقع على عاتقِ الأهل وأنهم لم يولوا أطفالهم الرّعاية والتغذية الكافيَين.
عندما بدأت الدراسة، تمّ تشخيص الاكتئاب لدى 74 طفلاً وبعد 6 سنين تمّ استيفاء معايير الاكتئاب السريرية لدى 79 طفل من ضمنهم نصفُ عدد الأطفال الذين شُخِّص الاكتئاب لديهِم عند بدء الدراسة.
ولوحظ خلال هذه الفترة تطورُ الاكتئاب لدى 24% فقط من 172 طفلٍ لم يصابوا بالاكتئاب مسبقاً "أي في مرحلة ما قبل الدراسة".
كما كشفت الدراسة وجود شبابٍ يافعين عانَت أمّهاتهم مُسبقاً من الاكتئاب ضمن الفئة الأكثر عرضةً للإصابة به لاحقاً.
وأشارت الدراسة " إن تشخيص مرضٍ سلوكيّ معين خلال مرحلة ما قبل الدراسة يُعزّز من خطر إصابةِ الطفل بالاكتئاب لاحقاً أو خلال دراسته الابتدائية والإعداديّة، إلا أنّ هذا الخطر يمكن تقليلُه في حال توفّر الدّعم الكافي للأطفال من أمهاتهم.
بالمُجمل، يزداد خَطرُ الإصابِة بالاكتئاب مع الزّمن إذا تمّ تشخيصُ حالةٍ مشابهةٍ خلال الطفولة الباكرة " كما يشير فريق د.لوبي" وهذه الإصابة الباكرة تُنبِّئُ بخطر تكراره لاحقاً خلال المرحلة الدراسية أكثر من عوامل الخطورة الرّاسخة الأخرى.. كما أضافت د.لوبي أنّ هؤلاء الأطفال معرّضون للاكتئاب بغضّ النّظر عن العوامل النّفسيّة والاجتماعيّة المختلفة.
وكنتيجة لهذه الدراسة، يعتقد الباحثون بوجوب إجراء فحص دوري للاكتئاب لدى الأطفال بعمر 3 سنين، إلا أنّ الكلام يبقى أسهل من التطبيق وخصوصا لعدم توفر علاج فعّال لحالة كهذه حتى اللحظة، وهو السّبب نفسِه الذي يمنعُ حالةً كهذه من أن تُصبحَ حدثاً ضخماً يستدعي التدخّل السريع، حيث لا يُحبّذ أي طبيب أطفال تشخيص حالة لا يمكن علاجُها.
وفي النهاية.. هل تعتقدون أن الاكتئاب حالة وراثية من الأهل لأطفالهم؟؟
المصدر:
هنا
مصدر الصورة:
هنا