في ذكرى مولد تولستوي الــ186
كتاب >>>> مفكرون وكتّاب
في سبتمبر من العام 1828، ولد الكاتب الروسي ليو تولستوي في عائلة ثريّة من عائلات مدينة تايولا الروسيّة.
وفي عام 1830، توفيت والدته "الكونتسية ماريا" فأخذت قريبة والدهم "الكونت نيكولاي" مسؤولية رعايته وإخوانه. و بعد سبع سنوات توفي والده تاركاً العائلة تحت رعاية العمّة حيث انتقلوا للعيش معها في كازان، روسيا.
بدأ تولستوي تعليمه منزليّاً على يد معلمين فرنسيين وألمان. وفي عام 1843 إلتحق ببرنامج لتعلّم اللّغات المشرقيّة في جامعة كازان لكنه فشل في حياته الدراسية فانتهى به المطاف تاركاّ الجامعة عام 1847 دون الحصول على شهادة.
و لحقه الفشل حتى حين قرر العودة لمزرعة والديه ليعمل كمزارع لحين عودة أخيه في إحدى إجازاته من الجيش وأقنعه بالعمل كــ"يونكر" –عضو في الطبقة الأرستقراطية في بروسيا- وبالفعل قبل بعرض أخيه وشارك في حرب القرم عام 1855.
أولى منشوارته:
ملأ تولستوي وقت فراغه في الحرب بالعمل على قصة سيرته الذاتية وسماها "الطفولة"، حيث ذكر أعز ذكرياته السعيدة رغم ألم الفقدان الذي عانى منه.
قدّم تولستوي لمجلة "المعاصر" قصّةً حازت إقبالاً كبيراً وكانت أولى أعماله الفنيّة المنشورة.
وبينما كانت حرب القرم حاميةً ألف تولستوي الجزء الثّاني من سيرته الذاتية "المراهقة" عام 1854.
وكان له خلال الحرب وجهات نظر تجاه تناقضات الحرب عبّر عنها في سلسلة من ثلاثة أجزاء سمّاها "حكايات ستيفا ستوبول".
عند عودته لروسيا وجد تولستوي أنّ كتبه كانت الأكثر مبيعاً و طلباً في ساحة سان بطرسبرج الأدبية.
كما دفع كبرياء تولتسوي به أن يرفض اتباع أية مدرسة فكرية في زمانه. وانهى الجزء الثّالث من سيرته الذاتية "الشباب" و نشرت عام 1857.
وتزوج من ابنة طبيب تدعى سوفيا عام 1862.
أهم رواياته:
كانت "الحرب والسلم" راوية تولستوي الأولى التي نجحت نجاحاً باهراً . وفي عام 1873، كتب تولستوي ثاني أعظم عمل له "آنا كارينينا" التي استند في كتاباتها على أحداث الحرب التي كانت تدور في ذلك الوقت بين روسيا وتركيا دون أن تخلو من نفحات رومانسية، يشير البعض إلى أنها ترمز لعلاقته بزوجته.
كتب تولتسوي في مجال أدب الواقع والحكايات ذات المغزى الأخلاقي، وكانت أنجح أعماله المتأخرة الرواية القصيرة "موت ايفان ايليتش" موصلاً من خلالها فكرة أنّ الإنسان يضيع حياته في توافه الأمور ليجد الحقيقة بعد فوات الأوان.
وعام 1898 كتب تولستوي "الأب سرجيوس" ناقداً من خلالها معتقداته الدينيّة. بعد ذلك كتب روايته الطويلة الثالثة "البعث" التي نالت مديحاً لا يقارن بالمديح الذي نالته رواياته السابقة.
سنينه الأخيرة ووفاته:
على مدى الثلاثين سنة الأخيرة في حياته كان تولتستوي مرجعاً دينياً وأخلاقياً. ووقف ضد العنف وشجع المقاومة السلمية، هذه المعتقدات أثرت في المهاتما غاندي لاحقاً –كما يقال-.
كما كافح للتوفيق بين معتقداته الروحيّة وتوترات حياته الزوجية، بعدما لاحقت الصحافة قصصه.
وقرر لاحقاً الذهاب للحج سراً مع ابنته الصغرى "ألكسندرا" على أمل الهروب من ملاحقة الصحافة ولكن دون جدوى.
كانت رحلة الحج شاقة للروائي الشيخ، حيث توفّي في الــ 20 من نوفمبر عام 1910 في منزل المسؤول عن محطة القطار حيث كان يستريح من عناء الحج.
دُفن في مزرعة العائلة في مقاطعة بوليانا تاركاً وراءه إرثاً روائياً عظيماً يُعد اليوم من أعظم الإنجازات الأدبية على مر التاريخ ولعل رائعة "الحرب والسلم" تصنف اليوم كأعظم عمل روائي كتب على الإطلاق.
المصادر:
هنا
هنا