سر السفينة الموجودة تحت أنقاض برجي التجارة العالميين!
التاريخ وعلم الآثار >>>> تحقيقات ووقائع تاريخية
منذ سبع سنوات وخلال عمليات الحفر لإعادة بناء الأساسات لبرج التجارة العالمي الجديد في منطقة غراوند زيرو بنيويورك، صادف العمال هيكلَ سفينة كبيرة مصنوعاً من خشب شجر البلوط، يقبع على عمق 7 أمتار تحت الأرض. سفينة يبلغ طولها ما يقارب العشرة أمتار. وجدت جنوب موقع الأبراج المهدمة ولهذا لم تُكتشف السفينة قبل ذلك.
ولكن منذ اكتشافها استمرت محاولات الباحثين لمعرفة كيفية وصولها إلى حيث تتواجد، وبدأت تظهر مؤخراً بعض الأجوبة على لسان علماء من جامعة كولومبيا في الولايات المتحدة. وقد استعملوا عدة نظريات تحليلية بالإضافة إلى مقارنات بين العديد من أنواع خشب شجر البلوط. وتوصلوا بعد الكثير من الأبحاث إلى احتمال كون السفينة قد بُنيت باستعمال خشب الأشجار التي كانت تنمو قرب ولاية بنسلفانيا حوالي العام 1773، أي قبل سنتين من بدء حرب الاستقلال. ورغم اكتشاف سمات متميزة استخدمت في بناء السفينة إلا أن الخشب قد أصيب بعدة مشاكل أثناء رحلتها إلى البحر الكاريبي.
رغم أن التقارير المختلفة قد أعطت صورة مُجمَّلة عن تاريخ السفينة وقصتها إلا أن الأمر لا يزال غامضاً حول كيفية وصول سفينة بطول سيارتين متتاليتين لتُدفن تحت المدينة. ولكن التفسير الأكثر منطقية أن اختفاء المركب تحت الأرض يعود إلى عمليات استصلاح الأراضي. وذلك خلال المحاولات المتكررة لتوسيع الخط الساحلي لمدينة مانهاتن في نيويورك على مدى القرون الماضية. وكان يتم ذلك عبر دفن النفايات في مواضع بناء السفن ليخلق مجالاً من أجل توسع المدينة، ويتواجد موقع مركز التجارة العالمي على مشارف منطقة مملوئة بتلك الفضلات المجمَّعَة خلال عمليات الاستصلاح في 1800. وبالتالي فمن المحتمل أن تكون السفينة قد غرقت في مكان بناء السفن في الوقت ما بين 1770 و1800، وأن النفايات قد رميت فوقها. أو أنها وُضعت هناك بصورة متعمدة باعتبارها جزء من النفايات التي كانت تُرمى. ولكن دعونا نتمنى أن يكون الاحتمال الأول هو الصحيح – لأن بناة السفينة سيفجعون لمعرفة أن جهودهم المتميزة في صناعتها قد سحقت بطريقة لامبالية لأجل سد حاجة نيويورك للتوسع.
تعرض الصورة خريطة توضح كيف توسع الساحل في مانهاتن مع الوقت. ويحدد مركز التجارة العالمي باللون الأحمر.
Image: https://www.citymetric.com/sites/default/files/images/levee.png
المصدر:
هنا