أحد الأجهزة التي وضعتها NASA على متن المسبار Rosetta التابع لوكالة الفضاء الأوروبية قامت بنجاح بإرسال أول المعلومات عن المذنب 76P/Churyumov-Gerasimenko عن قرب.
الجهاز المسمى Alice بدأ برسم خرائط سطح المذنب الشهر الماضي ، مسجلاً طيف الضوء الفوق البنفسجي البعيد المنعكس عن سطح المذنب ، و من خلال البيانات اكتشف فريق أليس ان المذنب مظلم بشكل غير معتاد وأكثر ظلمة من الفحم الأسود عند النظر إليه ضمن مجال الأشعة فوق البنفسجية. كمان كشف Alice عن كل من الهيدروجين والأكسجين في هالة المذنب.
اكتشف علماء في فريق روزيتا أيضا عدم وجود أي بقع مياه جليدية كبيرة على سطح المذنب، فمن المتوقع أن تتم رؤية بقع جليد على سطح المذنب لأنه بعده عن الشمس أكبر من أن يتكمن دفئها من تحويل الماء الموجود فيه إلى بخار. يقول آلان ستيرن الباحث الرئيسي في فريق Alice في معهد أبحاث الجنوب الغربي في بولدر، كولورادو : "نحن مستغربون قليلا من انخفاض القدرة العاكسة لسطح المذنب ومدى قلة الدلائل على وجود الماء المتجمد"

جهاز Alice مسؤول عن التحقق من منشأ وتكوين المذنب 76P/Churyumov-Gerasimenko ودراسة حركته لجمع رؤى وأفكار حساسة وعالية الدقة لا يمكن الحصول عليها من الأرصاد على سطح الأرض أو بواسطة مركبات وأجهزة في المدار حول الأرض. قدرة Alice على جمع المعلومات والبيانات أكبر بـ 1000 مرة منقدرة الالات والأدوات في الجيل الماضي، فضلا عن انها تزن أقل من اربعة كيلوغرامات وتستهلك استطاعة مقدارها أربعة واط فقط.
الجهاز هو واحد من جهازين على متن روزيتا تمولها وكالة NASA ، زودت الوكالة أيضا أجزاء من جهازين آخرين من ضمن المركبة أحدها هو جهاز الامواج الماكروية للمركبة المدارية روزيتا (MIRO). تم تصميم MIRO لتوفير بيانات حول كيفية انطلاق الغاز والغبار من سطح النواة لتشكل هالة وذيل المذنبات التي تعطيها شكلها الجميل الخاص.
للحصول على السرعة المدارية اللازمة للوصول إلى المذنب المطلوب استعانت مركبة Rosetta أربع مرات بقوة الجاذبية (ثلاثة من الأرض، واحدة من المريخ) بالإضافة إلى ما يقرب من ثلاث سنوات من السبات في الفضاء السحيق.استيقظت في كانون الثاني عام 2014 في وقت التحضير للقاءها مع 76P/Churyumov-Gerasimenko. كما يحمل المسبار روزيتا مركبة الهبوط "Philae" والتي سيتم انزالها على سطح المذنب في تشرين الثاني عام 2014.
مراقبة المذنب سوف تساعد العلماء ليعرفوا اكثر عن منشأ نظامنا الشمسي وتطوره والدور الذي قد تلعبه المذنبات في تزويد الارض بالمياه،وربما بالحياة ايضا.

المصدر: هنا
حقوق الصورة: ESA/ATG Medialab