فئران معدلة وراثياً بذكاءٍ بشريٍّ!
البيولوجيا والتطوّر >>>> علم الجينات
تقترح هذه الدراسة أن المورثة البشرية المسماة Foxp2 قد تكون هي السبب في تطوير قدرات التواصل المتميزة لدى البشر...
في الحقيقة تحمل الفئران مورثة Foxp2 ولكنها تختلف عن مورثة Foxp2 البشرية، حيث ترمز لبروتين يختلف عن البروتين الذي تنتجه المورثة البشرية بحمضين أمينيين، و اقترحت دراسة في عام 2009، أن الفئران التي تحمل Foxp2 البشرية شكلت عدداً أكبر من العصبونات وكانت أفضل في تشكيل الاتصالات بين خلايا الدماغ. هذه الدراسة الجديدة بحثت في أثر هذه التغيرات على قدرات الفئران الإدراكية.
لتجربة ذلك قام العلماء بضم مورثة Foxp2 البشرية للفئران عن طريق الهندسة الوراثية، ودربوها لإيجاد الطعام ضمن متاهة، وجعلوا الطريق الصحيح للطعام مميزاً بنوعين من العلامات (أدوات موضوعة على الطريق الصحيح، ملمس خاص لأرضية الطريق الصحيح)، فوجدوا أن هذه الفئران تعلمت مسلك الطريق الصحيح خلال (7) أيام فقط، بينما استغرق الأمر من مجموعة الفئران الأخرى الطبيعية (11) يوماً.
المثير للاهتمام أن الفَرْقَ في سرعة التعلم ظهر فقط عند استخدام طريقتين لتمييز الطريق الصحيح وتعليم الفئران (الأدوات وملمس الأرضية). أما عند إزالة الأدوات مثلاً وجعل الفئران تحفظ الطريق الصحيح عن طريق ملمس الأرضية فقط، فإن مجموعتي الفئران كان لهم نفس السرعة في التعلم.
يعتقد العلماء أن هذه المورثة سَرَّعت التعلّم لدى الفئران وذلك بتحويل خبراتهم إلى عادات وتثبيتها في الذاكرة، وهو الأمر الأساسي في تعلم اللغة. فعلى سبيل المثال، عندما نريد أن نتعلم الكلام فإننا نحتاج إلى أن نربط بين سماع كلمة (كأس) ورؤية الكأس، ومع مرور الوقت، وكلّما نرى كأساً نصبح قادرين على ربطه بكلمة (كأس).
ووجدوا أيضاً أن هذه المورثة تستطيع إيقاف عمل الدوبامين (ناقل عصبي في الدماغ) في مناطق مسؤولة عن التعلم، كما تستطيع إيقاف عمل بعض العصبونات في مناطق معينة. هذه الأمور - وكما يقول العلماء - أساسية في عملية تعلم أشياء جديدة وتشكيل الذكريات، وعلى مايبدو فإلتغيرات في مستوى الدوبامين، وتوقف عمل بعض المناطق المحددة، يُظهِران لنا مقدار التأثير على السلوك الذي تستطيع مورثة متطورة أن تقوم به...
تعديل مورثة وحدة خلت الفئران تصير أكثر ذكاء.. يا ترى اذا تم تعديل عدة مورثات في حيوانات أخرى، ممكن نوصل لحيوانات متفوقة!؟
المصدر:
هنا