مضادّات الاكتئاب وتأثيرها على مشاعر الحبّ لدى الجنسين
الكيمياء والصيدلة >>>> صيدلة
حيث وجد باحثون أنّ مشاعر الحبّ لدى الرّجال تميل إلى التأثّر أكثر من مشاعر الحبّ لدى النّساء وذلك عند تناولهم مضادّات اكتئابٍ من نوع مثبّطات عود قبط السّيروتونين الانتقائيّة (SSRI)، والّتي تؤثّر بشكلٍ رئيسيٍّ على نظام السّيروتونين (هرمون السّعادة). وعلى العكس من ذلك، يبدو أنّ الأدوية الّتي تُدعَى بمضادّات الاكتئاب ثلاثيّة الحلقة -والّتي تؤثّر على نظام السّيروتونين بشكلٍ أقلّ- تؤثّر على مشاعر الحبّ عند النّساء أكثر من الرّجال.
قام الباحثون في هذه الدّراسة بمقارنة تأثيرات مثبّطات عود قبط السّيروتونين الانتقائيّة ومضادّات الاكتئاب ثلاثيّة الحلقة على الحياة العاطفيّة لدى 192 شخصاً مصابين بالاكتئاب (123 امرأةً و69 رجلاً) متوسّط أعمارهم 41، بالإضافة إلى 13 من مثليّي الجنس. كان لدى جميعهم علاقات حبٍّ تتراوح مدّتها بين السّبعة أشهر والسّتّة والعشرين عاماً.
حيث قام المشاركون بملء استبيانٍ يدرس مشاعر الحبّ والتّعلّق والانجذاب الجنسيّ تجاه شركائهم طوال علاقاتهم. وتناول المشاركون من خلال الاستبيان إن كانت مشاعرهم قد تغيّرت بعد بدء استخدام مضادّات الاكتئاب عمّا كانت عليه قبل استخدامها.
ومن خلال مطالعة الاستبيانات، وجد الباحثون أنّ الأشخاص الّذين كانوا يتناولون مثبّطات عود قبط السّيروتونين قد تناقص شعورهم بسهولة مشاركة أفكارهم ومشاعرهم مع شركائهم؛ وتناقصت رغبتهم بأن يستمرّ حبّهم لشركائهم إلى الأبد، وذلك منذ أن بدؤوا بتناول دوائهم، مقارنةً بالأشخاص الّذين تناولوا مضادّات الاكتئاب ثلاثيّة الحلقة. كما وجدوا أنّ الرّجال الّذين تناولوا هذا الدّواء كانوا أقلّ احتمالاً لطلب المساعدة أو النّصيحة من شركائهم، أو الاهتمام بهم، مقارنةً بالنّساء اللّاتي تناولن هذا الدّواء.
من ناحيةٍ أخرى، فالنّساء اللّاتي كنّ يتناولن مضادّات الاكتئاب ثلاثيّة الحلقة، كنّ أكثر احتمالاً للشّكوى من اضطراباتٍ في حياتهم الجنسيّة، مقارنةً بالرّجال الّذين كانوا يتناولون هذا الدّواء.
وكان ما أوحى لهؤلاء الباحثين بالقيام بهذه الدّراسة هو دراستهم السّابقة الّتي تناولت الأشخاص الّذين يعيشون علاقاتٍ عاطفيّةً وأولئك الّذين يعانون من الوسواس القهريّ، حيث وجدوا أنّ وظيفة السّيروتونين كانت أكثر انحرافاً في حالة الحبّ الرومنسيّ عنها في حالة الوسواس القهريّ.
لذلك فمن المهمّ أن يتواصل مرضى الاكتئاب بصراحةٍ مع أطبّائهم حول مشاعرهم، وعلى الطّبيب أن يستفسر حول إن كان هناك أيّ تدهورٍ في الحياة العاطفيّة خلال المرض، لأنّ نقص الرّغبة والمشاعر الجنسيّة مظاهرُ شائعةٌ للمرض الاكتئابيّ بحدّ ذاته.
المصدر:
هنا
مصدر الصورة:
هنا