بدائل السكر متورطة في الداء السكري...!
الطب >>>> مقالات طبية
إن البدائل السكرية كالسكارين قد تفاقم هذه الأمراض الاستقلابية من خلال التأثير على البكتيريا المعوية للإنسان وفقاً لدراسة جديدة نشرت في مجلة Nature، علماً بأن العديد من الدراسات الأخرى قد أشارت سابقاً لوجود ارتباط بين استخدام المحليات الصنعية وحدوث الأمراض الاستقلابية، إلا أن هذا أول بحث يقترح أن تلك المحليات تفاقم هذه الأمراض، وبأن ذلك يحدث عن طريق الفلورا المعوية (المجموعة الجرثومية الواسعة التي تسكن الأمعاء).
حيث قام الباحثون بإطعام فئران التجارب عدداً من المحليات الصنعية مثل السكارين، السكرالوز، والأسبارتام، ووجدوا أن الحيوانات بدأت تعاني من عدم تحمل السكر بعد عدة أسابيع (وهو مؤشر استقلابي ينذر بحدوث الداء السكري).
ولمحاكاة الواقع بعوامل الخطورة المتعددة للإصابة بهذه الأمراض، قام الباحثون بإطعام بعض الفئران حمية طبيعية وبعضها الآخر حمية عالية الشحوم، و أضافوا الغلوكوز لوحده أو الغلوكوز والسكارين لمياه الشرب، ونتيجة لذلك أصيبت الفئران التي تناولت ماء السكرين بعدم تحمل واضح للسكر بالمقارنة مع المجموعة الأخرى من الفئران التي أضيف لمائها الغلوكوز فقط، ولكن عندما أُعطيت الفئران الصادات الحيوية للقضاء على جراثيمها المعوية لم تصب بعدم تحمل السكر! وعندما نقل الباحثون البراز من أمعاء الفئران المصابة بعدم تحمل السكر (والمتناولة للسكارين) إلى فئران ذات أمعاء عقيمة خالية من الجراثيم، أصيبت أيضاً بعدم تحمل السكر، مما يدل على أن السكارين يقوم بالتأثير على الفلورا بجعلها غير طبيعية.
كما استخدموا في دراستهم معلومات من دراسة سريرية أخرى في علم التغذية قائمة حالياً على 400 شخص، إذ وجدوا فيها ارتباطاً واضحاً بين العلامات السريرية للاضطراب الاستقلابي (كزيادة الوزن أو نقص استقلاب الغلوكوز) واستهلاك المحليات الصنعية.
يقول أحد الباحثين "هذا يشبه تماماً الجدال حول البيضة والدجاجة، فعندما يزداد وزنك فإنه من الطبيعي أن تلجأ للأطعمة المتعلقة بالحمية، وهذا لا يعني أن هذه الأطعمة هي التي سببت زيادة الوزن."
لذلك أنشأ الباحثون دراسة مصغّرة تطوّع فيها 7 أشخاص يتمتعون بصحة جيدة ولا يعانون من البدانة ولم يسبق لهم أن استخدموا المحليات الصنعية، تناول فيها المتطوعون الجرعة القصوى المسموح بها من المحليات الصنعية يومياً و لمدة أسبوع واحد، وفي النتيجة طور 4 منهم عدم تحمل للسكر مع تحولات في الفلورا المعوية تؤهب للإصابة بالأمراض الاستقلابية، وفي المقابل قاوم الثلاثة الآخرون تأثيرات السكارين، وفي هذا يقول كبير الباحثين في الدراسة "هذا يثبت أهمية التغذية الفردية، فليس كل الأشخاص متشابهين."
لم يقترح الباحثون بعد آليةً واضحة لتأثير المحليات الصنعية على الفلورا الجرثومية، لكنهم يعتقدون أن فهم هذه الآلية سوف يساعدنا على تطوير مقاربات علاجية جديدة للأمراض الاستقلابية في المستقبل.
المصدر:
هنا