لماذا يظنّ الأمريكيون أن الاستثمار في العقارات هو الأفضل
الاقتصاد والعلوم الإدارية >>>> اقتصاد
قد يعتبر هذا غريباً جداً نظراً لسعة انتشار المعلومات عن العقارات وعوائدها الحقيقية الضعيفة، لكن هذا لا يفسر لماذا يصدق الكثير من الناس هذه النظرية.
يقدم Robert Shiller في مقال نشر في جريدة Washington Post تفسيره لهذا الموضوع:
" يتذكر الناس أسعار منازلهم لفترة طويلةٍ جداً أكثر مما يتذكرون أسعار الأشياء الأخرى، اسأل أي شخص، كم دفعت ثمناً لمنزلك؟ وسيتذكر السعر فوراً حتى بعد مضيّ 50 عاماً على شرائه المنزل. في الغالب سيكون الرقم بسيطاً مثلا $30،000. في هذه الحالة وعند مقارنة سعر الشراء القديم بالسعر الحالي فإن الفارق الكبير بينهما سيترك انطباعاً قوياً، ولكن الناس ينسون التضخم الكبير الحاصل منذ ذلك الوقت".
إن هذا التفسير ممتاز في الواقع فهو يشير للتحيز العام لأسعار الأصول (الأسعار القديمة). إن التركيز على السعر القديم هو ميلنا للتركيز على سعر التكلفة والاعتماد عليه عند اتخاذ قرارات البيع والشراء المستقبلية.
إن سعر شراء المنزل هو بالتأكيد رقم له أهميته لأن المنازل تشكل جزءا هاما من الميزانية المنزلية، لذا فإن هذا الرقم يبقى في تفكيرنا (السعر الإسمي)، بينما لا نأخذ بالحسبان أي شيء له علاقة بالعوائد الحقيقية (العوائد بعد التعديلات مثل الضرائب والأجور والتضخم)، لذا فنحن نميل للمبالغة في تقدير عوائد الاستثمار في العقارات ونظن أنها أعلى بكثير مما هي عليه، في النتيجة، إن حساباتنا المتحيزة تخذلنا.
أعتقد أن هذا لا يشرح فقط النظرية الكامنة وراء مبالغة الناس في تقدير عوائد الاستثمار، ولكنه أيضا يقوض الفكرة القائلة بأن المستهلكين يفكرون بشكلٍ فعالٍ ومنطقي. في الواقع، نحن نميل للتفكير في أفق مالي ضيق غالباً ممايجعلنا نتخذ قرارت غير منطقية.
إن تحيزاتنا تشكل عنصراً مهماً في عملية اتخاذ قراراتنا المالية أكثر من أي تفكيرٍ منطقي ومنظم.
هنا