الإدارة في 1930s: إسهامات إلتون مايو في الإدارة تأثير العلاقات الإنسانية والعوامل الاجتماعية في المنظمة
الاقتصاد والعلوم الإدارية >>>> العلوم الإدارية
ظل هذا السؤال يحيِّر الباحثين على مدى سنين طويلة، وفي الحقيقة فقد بدأ العمل للبحث عن إجابة لهذا السؤال منذ عام 1920، حين ظهرت مدرسة العلاقات الإنسانية في الإدارة، والتي ساهمت وبشكل فاعل في إثراء الفكر الإداري وظل أثرها باقياً حتى يومنا هذا.
برز الباحث في جامعة هارفارد إلتون مايو كرائد فعلي لهذه المدرسة، حيث قام بالعديد من التجارب التي توصل عن طريقها إلى نتيجة مفادها أن العوامل النفسية والاجتماعية تؤدي دوراً كبيراً يفوق الدور الذي تؤديه العوامل المادي فيما يخص تحفيز العاملين لزيادة إنتاجيتهم.
تجارب مصنع هاوثورن
في عام 1927، كان العلماء يحاولون تحديد أثر كل من الضوء والحرارة وفترات الراحة وظروف العمل الأخرى في مصانع هاوثورن Hawthorne التابعة لشركة Western Electric. أظهرت النتائج أنه لم يكن للضوء تأثيراً ثابتاً على الإنتاجية، ليصاب عندها الباحثون بخيبة الأمل لاكتشافهم أنه بزيادة الضوء ازداد المردود، ولكن تخفيف الضوء أدى كذلك إلى زيادة المردود، الأمر الذي جعلهم يفكرون بوجود عامل خفي ما في بيئة العمل هو الذي أدى إلى ظهور هذه الآثار الإيجابية في إنتاجية العمل.
بعد أن قام الباحثون بمراجعة نتائج أبحاثهم وتدقيقها، ظهر جلياً لإلتون مايو وزملائه أن العاملين لم يظهروا استجابة للتغيرات الحاصلة في ظروف الإضاءة في المصنع، وإنما كانوا يتجاوبون مع حقيقة كونهم خاضعين لمراقبة وتجارب الباحثين، هذا الظاهرة عرفت فيما بعد بتأثير هاوثورنHawthorne effect . إن معرفة العاملين بأنهم يخضعون لاختبار يقوم به الباحثون لقياس إنتاجيتهم كان سبباً كافياً للعمال لكي يزيدوا إنتاجيتهم في الواقع.
أدت هذه التجارب في مصنع هاوثورن إلى تسليط الأضواء على أهمية العوامل النفسية والاجتماعية في العمل. وفي السنوات الخمس التالية بدأ يتكشف للباحثين بشكل أكبر مدى أهمية العوامل الإنسانية وظروف العمل الاجتماعية في إحداث أكبر أثر على حافزية وإنتاجية العاملين في المنظمة، مما أفسح المجال أكثر لاتباع سياسات الحوافز المادية وفترات الراحة ولتحديد أفضل لطرق الرقابة على العاملين وهو ما أثبت بمرور الأيام أثره البالغ في تحفيز العاملين وزيادة إنتاجيتهم .
وكذلك فإن تجارب هاوثورن أعطت أهمية كبيرة للعلاقات غير الرسمية في المنظمة مثل علاقات الصداقة بين العاملين، لتؤكد أن العوامل الإنسانية لا تقل أهميةً ولا تأثيراً عن غيرها من العوامل، وفتحت الباب واسعاً أمام مزيد من الأفكار، ووجهت مزيداً من التركيز إلى هذه الجوانب الاجتماعية وأثرها البالغ على المنظمة وعامليها بما يساهم بالضرورة في تحقيق استراتيجيتها وأهدافها المرسومة.
المصدر:
Source:هنا
مصدر الصورة :
هنا