كيف تَحمي ممارسة الرياضة البدنية الدماغ من الاكتئاب الناجم عن التوتر؟
الطب >>>> علوم عصبية وطب نفسي
في دراسة جديدة على الفئران يُوضح الباحثونْ أنَّ التمرينات تؤدي إلى حدوث تغييرات في العضلات الهيكلية تُخلِّصْ الدم من المواد التي تَتراكم أثناء الإجهاد والتي قد تضر بالدماغ وتسبب الاكتئاب، تُمثل هذه الدراسة المنشورة في مجلة Cell قطعةً أُخرى لحلِّ لغز الاكتئاب الذي لانعرف ماهيته حتى الآن.
من المعروفِ أن البروتين PGC-1A1 يَزداد في العضلات الهيكلية عند مُمارسة الرياضة، ويَعملُ على تَكيِيفِ العضلات بشكل جيد في أثناء النشاط البدني ، استخدمَ الباحثون في هذه الدراسة فئرانًاً مُعدلةً وراثيًا بمستوياتٍ عالية من PGC-1A1 في العضلاتِ الهيكلية (أي تكون عضلاتُها كأنها مُدربةٌ بشكل جيد جدًا ،ومن دون ممارسة الرياضة).
قام الباحثون بتعريض هذه الفئران المُعدّلة وراثيًا بالإضافة إلى الفئران العادية لبيئة مُحفِّزة للإجهاد مثل الأصوات العالية، والأضواء الساطعة، و تَمّ عكسُ إيقاع الساعة البيولوجيةِ للفئران على فتراتٍ غير منتظمة، و بعد خمسة أسابيع من الإجهاد المعتدل، أظهرت الفئران العاديةُ سلوكًا اكتئابياً، في حين أن الفئران المعدلة وراثيًا (التي تتمتع بخصائصِ العضلاتِ المُدرَّبة تدريبًا جيدًا) لم تًظهر لديها أعراض الاكتئاب.
افترضَ الباحثون أنَّ العضلات المُدرَّبَة عند الفئرانِ المعدلة وراثيًا سوف تُنتجُ مواداً ذات تأثير جيد على الدماغ، ولكنهم في الواقع وَجدوا العكس، فقد وجدوا أنَّ العضلات قامت بإنتاجِ إنزيماتْ عَملت على تخليصِ الجسم من المواد الضارة.
اكتشف الباحثون أنًّ الفئرانَ التي لديها مستويات أعلى مِن PGC-1A1 في العضلات،لديها أيضًا مستويات أعلى مِن الإنزيماتِ التي تُسمَّى KAT وهي التي تعمل على تحويل مادة (كينورينين) المتشكلة أُثناء الاجهاد إلى حمض كينورينيك، وهي مادة غير قادرة على العبورِ من الدم إلى الدماغ ،لا يُعرف على وجه الدقَّة وظيفةُ ال كينورينين، ولكن يُمكن قياس مستوياتٍ عالية من الكينورينين عند المرضى الذين يعانون من الأمراضِ العقلية.
أَظهرت هذه الدراسةُ أن الفئران العاديَّة عندما تُعطى مادة الكينورينين ، فإنًّها تُظهر سُلوكًا اكتئابيًا، بينما الفئران التي لديها مستوياتٌ عالية من PGC-1A1 في العضلات لم تتأثر بهذه المادة.
في الواقع عينة الدم من هذه الفئران لا يُمكن أنْ تَظهر فيها مستويات مرتفعة من ال كينورينين لأنَّ إنزيماتِ ال KAT الموجودةَ في عضلاتِهم (التي تحمل صفات العضلات المُدرَّبة تدريبًا جيدًا) تقوم بسرعةٍ بتحويله إلى حامض كينورينيك، مما يُكسبها صفة و آلية وقائية.
تضع هذه الدراسة الجديدة مبادئَ دوائيةً جديدة في علاج الاكتئاب، عن طريق محاولة تحفيز وظيفة العضلات الهيكلية (بما أنَّ لها فعاليةً في إزالة السُموم ) بدلًا من استهداف الدماغ بشكلٍ مباشر.
المصادر
هنا
هنا
هنا
مصدر الصورة:
هنا