ستة طفيليات لن ترغب بأن يصيبك أحدها

1-الجيارديا GIARDIA:
• تعد الجيارديا المعوية Giardia intestinalis أو ما يسمّى بالجيارديا لامبليا واحدةً من أشيع الطفيليات التي تتطفل على الإنسان والثدييات بشكل عام. وهي منتشرة عالمياً خاصة في البلاد الحارّة، أما في سورية فهي منتشرة في جميع محافظاتها بنسب متقاربة (21% تقريباً)،حيث تنتقل هذه الطفيليات بالطريق الفموي البرازي أي عند تناول الطعام أو شرب الماء الملوث ببراز شخص مصاب والحاوي على أكياس هذا الطفيلي cysts. يمكن أن تنتقل الجيارديا أيضاً بالتماسّ المباشر بين شخص مصاب وآخر ضعيف المناعة، عند عدم مراعاة شروط النظافة الجيدة.

• أغلب الحالات تكون بين المسافرين إلى مناطق موبوءة والأطفال المهمَلين الذين يشربون المياه الملوّثة. تتمثل أعراض الإصابة بإسهال دهني رغوي ذي رائحة كريهة جداً مع تطبّل البطن بالغازات ومغص، وتكون أكثر حدّة عند الأطفال. تختفي عادة بعد بضعة أسابيع دون معالجة ويمكن أن تؤدي إلى سوء امتصاص وسوء تغذية في بعض الحالات.

2-دودة غينيا Guinia worm:

• دودة غينيا التي تعرف بالاسم العلمي Dracunculiasis medinensis هي طفيلي على شكل دودة مدورة خيطية تسبب داء التُنينيات Dracunculiasis. تنتشر في البلاد التي تغيب فيها الرقابة على المياه وغالباً تكون مياهها ملوثة وغير صحية، حيث تنتقل هذه الدودة عن طريق شرب الماء الملوث الحاوي على الجوادف المصابة بالدودة (الجادف cyclope من رخويات الماء العذب، يُعدّ الثوي "المضيف" الوسيط للدودة ومن خلاله تنتقل للإنسان).
• عندما تصل الجوادف إلى أمعاء الإنسان تموت وتخرج منها اليرقات التي تجتاز جدار الأمعاء وتتحول إلى دودة بالغة، وبعد أن تنضج تموت الذكور أما الإناث فتهاجر إلى سطح الجلد وتشاهد غالباً في النصف السفلي من الجسم وخاصة الأقدام. تستغرق دورة حياتها من عدة أشهر إلى سنة ويمكن أن يصاب الإنسان بأكثر من دودة غب آنٍ واحد.

• لا تظهر الأعراض عادة على الأشخاص المصابين ولكن بعد حوالي سنة تتشكل على سطح الجلد مكان وجود الدودة قرحةٌ مؤلمةٌ مملوءة بسائل، تنفجر عند ملامستها للماء، مُطلِقةً ملايين اليرقات الصغيرة ضمن الماء ثم تتغذى عليها الجوادف وهكذا..
• لا يوجد لقاح ولكن يتم التخلص منها عن طريق سحبها ببطء من تحت الجلد بيد طبيب خبير وذلك بمسك رأس الدودة بملقط ولفّها على عود رفيع. تستغرق هذه العملية عدة أسابيع لسحب الدودة كاملة.
• لا يُعدّ هذا الداء مميتاً، لكن يمكن أن تصاب القرحات المؤلمة المتشكلة بعدوى جرثومية ثانوية (secondary infection) قد تؤدي إلى تجرثم الدم. ولحسن الحظ برامج الإبادة لهذه الدودة جعلتها غير شائعة فمنذ حوالي 25 عاماً كان هناك 3،5 مليون مصاب في 20 دولة، أما في 2012 يوجد هناك حوالي 600 إصابة مسجلة فقط.

3-براغيث التشيك Chigoe flea " التنغا الوالج (Tunga penetrans) "
• براغيث مهاجرة صغيرة تدخل أنثاها البالغة جلد الإنسان وتحفر ضمن المنطقة المعرّضة لها، غالباً في جلد الأصابع والأقدام. تتغذى على دم مضيفها وسوائل أنسجته وتضع بيوضها ضمن حويصل حقيقي قد يصل إلى حجم حبة البازلاء، في وسطه نقطة سوداء هي عبارة عن أرجل وجهاز تنفس وجهاز تكاثر البرغوث. بعد عدة أسابيع تقع المئات من هذه البيوض على الأرض وتفقس بعد حوالي 3 أيام لتبلغ في غضون 2-3 أسابيع.
• يكون الحويصل المتشكل حاكّاً ومؤلماً ومتقرّحاً، ممّا يسهّل حدوث الالتهابات والأخماج (العداوى) الثانوية وخاصة الكُزاز والغانغرينة، وقد يؤدي في النهاية إلى بتر الإصبع أو خسارة الأظافر.
• تعيش ضمن الرمل الجاف الدافئ مثل رمال الشواطئ وفي الأتربة وخاصة في المناطق المدارية وشبه المدارية.

4-ديدان داء الفيل Filarial worm:
• ديدان مدورة صغيرة تعيش في الأوعية اللمفاوية والأنسجة تحت الجلد مباشرة.
• يوجد العديد من الأصناف لها مثل الفخرية البنكروفتية والروحية الملاوية والتي تسبب داء الخيطيات اللمفاوية وهو مرض ينتشر في المناطق المدارية وشبه المدارية في إفريقيا وآسيا وغرب المحيط الهادي وأميركا الجنوبية وأجزاء من البحر الكاريبي، وتعرف بداء الفَــيَـــل بأشد أشكالها.
• تجول اليرقات المجهرية الدم، وعندما تمتص البعوضة الدم تنتقل إليها وتنقلها إلى شخص سليم.

• تهاجر من الجلد إلى الجهاز اللمفاوي حيث تنضج هناك ويمكن أن تبقى لخمس سنوات، وبعد التزاوج يجري إطلاق الملايين من اليرقات المجهرية في الدم.
• وظيفة الجهاز اللمفاوي هي الحفاظ على مناعة الجسم ضد أشكال الالتهابات والعداوى. في داء الفَــيَل تنحشر الديدان البالغة ضمن الأوعية اللمفاوية مما يؤدي إلى احتباس السوائل في العضو التالي للوعاء اللمفاوي وتورّمه.

• أكثر الناس لا عرَضيّين (لا تظهر لديهم أعراض) ولكن بعضهم يعاني من تورم كبير عادة في الساقين بعد التعرض المتكرر لهذه الديدان.
• الالتهابات الثانوية في العضو المصاب شائعة وتسبب عادة سماكة وقساوة في الجلد.
• يمكن أن يعاني الرجال المصابون بها من تورم ضخم في كيس الصفن وما يرافق ذلك الشعور بالخجل الاجتماعي. هناك دواء متوفر لهذا الداء لكن بعض الحالات المتقدمة قد تحتاج للجراحة.
هناك أصناف أخرى لهذه الدودة مثل كلابية الذنب الملتوية Onchocerca volvulus التي تسبب داء عمى النهر river blindness.

5- سمك الكانديرو Candiru أو Vandellia Cirrhossa:
• تنتمي إلى عائلة الأسماك وتتواجد في الأمازون. هي أسماك طفيلية صغيرة تقيس حوالي 5 سم وتتغذى على دم الأسماك الأكبر منها، حيث تلتصق فيها بواسطة أشواك صغيرة موجودة على خياشيمها.
• تدخل هذه الأسماك ضمن فتحات مجرى البول للسباحين غير المحميين.
• تستند غالبية التقارير حول هذه الأسماك إلى حسابات تاريخية غير موثوقة وحالة تم الإبلاغ عنها مؤخراً من قبل شخص في البرازيل حيث لاحظ طفيلياً من هذه الطفيليات يقفز من مجرى بوله مع البول!!
• أفضل وسيلة للوقاية منها هي ارتداء بِزّات السباحة المُحكَمة (غير المفتوحة) التي تحمي من دخول هذا الطفيلي لمجرى البول.

6- الذباب الأدمي البشري Dermatobia hominis:
• يعيش هذا النوع من الذباب في المناطق الاستوائية وتعد واحدة من عدة أنواع من الذباب التي تسبب داء النغف myasis، وهو مرض ينجم عن تطفل يرقات بعض أنواع الحشرات.
• تتغذى الذبابة البالغة على دماء الحشرات المضيفة لها مثل البعوض، وتلصق بيوضها على بطن أنثى البعوض اللادغ، وعندما تلدغ البعوضة تنتقل البيوض الموجودة على بطنها وتخترق الجلد مكان اللدغ. تتغذى اليرقات على الأنسجة الموجودة تحت الجلد لحوالي 10 أسابيع وتتنفس من خلال فتحة في جلد المضيف.
• إذا لم تتم إزالتها، تخرج اليرقة من الفوهات وتسقط على الأرض حيث تتحول إلى دودة بالغة خلال شهر.
• تظهر علامات الالتهاب في الفوهة التي تدخل منها اليرقات الجلد مثل الحرارة والتورم، ويكمن العلاج في الاستئصال الجراحي لها أو استخدام هلام بترولي (جيل) لدمل الفوهات التنفّسية لليرقات عبر الجلد وبالتالي تموت.

المصادر:

هنا

هنا

- منشورات جامعة دمشق - كلية الطب – كتاب الطفيليات - الأستاذ الدكتور محمد طاهر اسماعيل – الدكتورة عبير الكفري
- المعجم الطبي الموحد