انقاذ مبنى| انقاذ ثقافة
الطبيعة والعلوم البيئية >>>> عمارة وأرض
كتير عم نسمع نداءات للحفاظ على التراث والأبنية, وبعرف ان الفكرة بحد ذاتها كتير صعبة ومؤلمة. لكن قررت قدم تجربة مهمة جدا بهالخصوص رغم فرق المعطيات بين حالتنا وحالة التجربة نفسها. أكتر شي مهم برأيي بالتجربة هو المبادرة النابعة من جوا.
انقاذ مبنى| انقاذ ثقافة
Rumah Asuh اسم لفريق معماريين من أندونيسيا, ربما لن يتذكره الكثير ممن يدرس العمارة كما يتذكرون المعماريين اللامعين بطقومهم السوداء وصورهم الجدية, لكن بعضا من الإندونيسيين, وخصوصا في قرية Wae Rebo المعزولة في جزيرة فلورس, سيتذكرون ما فعل هذا الفريق بقيادة المعماري يوري أنتار من أجلهم.
تمتلك هذه القرية رمزاً معمارياً يؤكد على هويتها. هو عبارة عن بيت مخروطي مبني بتقنية محلية تسمى Manggarai و هو إنشائية مرتفعة تصنع من خشب البامبو المحكم بالحبال, وتغطى بالقش الخاص بتلك المنطقة والذي يجدد كل سنة. هذه البيوت المسماة Mbaru Niang والتي تشبه الطاقية بشكلها تعتبر أحد الرموز التقليدية لمجتمع القرية والوحدة العائلية فيه. يتألف البيت من خمس مستويات: حيث تعيش العائلة في المستوى الأرضي، ويوضع الطعام في الطابق الأعلى منه، ثم الحبوب في طابق المستوى الثاني، ففائض الأكل المجفف, ويبقى المستوى الأخير للقرابين الروحية.
ورغم شيوع هذا الرمز في الذاكرة الجماعية لسكان المنطقة، إلا أن يوري مع مجموعته قد اكتشف خلال رحلة إلى ذلك السفح بين الجبال والغابات أن هذه البيوت لم تعد موجودة والأثر الوحيد لها هو مجموعة من عشرة بيوت، ستة منها كانت زائلة تماماً واثنان في حالة سيئة جداً وبيتان يمكن إصلاحهما. وازادت المشكلة تعقيداً بسبب ضياع حرفة صناعة هذه البيوت التي كادت أن تندثر مع تناقص عدد البنائين.
ما الذي فعله يوري الذي كان مؤمنا بحكمة من أنتج هذه العمارة التقليدية؟ لقد قام بمحاولة لاستعادة بناء هذه البيوت معتمداً بذلك على السكان وما يعرفونه عنها، وتطور تمويل المشروع ليصبح معتمداً على كفاءات القرية الذاتية التي ساعدت المعماريين في عملهم. الجدير بالذكر أن طلاباً من اختصاصات معمارية وهندسية قاموا أيضا بالاشتراك بالعمل وبشكل مستدام، أي أنهم سيواصلون العمل على الحفاظ على هذا الإرث وربما تطويره أيضاً.
تم ترميم البيوت الأربعة، وبناء بيوت جديدة في القرية. كما تم توثيق ودراسة نماذج هذه البيوت وإنقاذ الحرفة والمنتج معاُ من الضياع. يقول يوري في إحدى مقابلاته: (نحن نتعلم في مدرسة العمارة الإنشاء الحديث, الاسمنت والحديد, لكننا لا نتعلم أي شيء عن هذا النوع من الأبنية, هنالك الكثير لنستفيد منه, كتعلم التأقلم مع المناخ المحلي مثلاً).
تعقيب: يفترض بالمهنة انو انت تاخدها لوين ما بدك مو العكس, هيك يفترض! أحيانا المبادرات الفردية النابعة من مسؤولية بتكون كتير مهمة على مستوى الإنسانية, وأحيانا بتكون أهم من مشروع قرية سياحية أبو خمسين ألف فيلا, ،أو مسابقة أطول برج بالعالم مثلاً.
وعلى سيرة المبادرات, تحية مني لكادر عمل الباحثون السوريون وللي عمل see more و عم يقرا هالبوست.
مصادر
هنا
هنا
هنا