التانغو ... عنفوان الروح وحيوية الموسيقى
الموسيقا >>>> سلسلة الرقص
الجزء الأول هنا
الجزء الثاني هنا
إن أصول التانغو غير معروفة، حيث أن هناك العديد من النظريات ولكل منها مؤيدون، لكن مع ذلك فإنه يستحيل اكتشاف الحقائق لأنه ليس هناك أية تسجيلات موجودة.
انطلق التانغو من الأحياء الفقيرة والمحرومة، من زوايا المباني ومن الشوارع وبين الناس الذين تركت حياتهم أثراً كبيراً في التاريخ ، ونحن نَدين لهؤلاء الموسيقيين والراقصين الذين جعلوا التانغو على ما هو عليه اليوم مع أنه ليس بإمكاننا معرفة أسمائهم.
تعد موسيقى التانغو مميزة جداً ومطربة للسمع ، حيث تأثرت الموسيقى بشدة بالمهاجرين الأوروبيين الذين اجتمعوا في بيونس آيرس في القرن التاسع عشر.
إن الزمن الموسيقي للتانغو إما أن يكون ثنائيّاً أو رباعيّاً،أما الإيقاعات فهي متأثّرة بعمق بالمجتمعات الإفريقية. ومع شعبية وانتشار الرقص تظهر شعبية الموسيقى أيضاً.
بين عامي 1903-1910 بيعت أكثر من 300 نسخة لموسيقى التانغو وبعدها تزايد العدد ليبلغ 2500 تسجيل بين عامي 1910-1920.
يعود الدليل الأقدم لغناء التانغو على المسرح إلى أواسط القرن التاسع عشر في بيونس آيريس، لكن إذا استمعنا اليوم إلى نفس الغناء لربما لا ندرك أنه هو التانغو . تكونت فرق التانغو في ذلك الوقت من الفلوت والكمان والغيتار أي من الآلات سهلة الحمل، أو كانت تُعزف أغاني التانغو على البيانو بعازف منفرد وذلك في الملاهي.
تم تأليف التانغو الأقدم والذي لا يزال موجوداً في ذخيرة الفرق الموسيقية للتانغو من قبل Rosendo Mendizabal؛ وهو عازف بيانو في نادٍ ليلي.
إذاً فإنّ تأليف التانغو بدأ في التسعينات من القرن التاسع عشر.
بعدها بدأت تسجيلات التانغو بالانتشار لكنها كانت تمتلك شيئاً من الشعور والحسّ الإسباني، وتفتقد بعضاً من التأثيرات الأساسية للتانغو المعروفة حالياً.
ألّف Angel Villodo –وهو مغنِّ وعازف للغيتار- أول تانغو معروف وكان ذلك في عام 1905. وتم التسجيل في فرنسا ، لأنه لم يكن هناك قدرة على التسجيل في بيونس آيريس آنذاك.
كان Villodo أول فنان تانغو عظيم يمكننا معرفة بعض الحقائق عنه، وقد كانت أولى مقطوعاته El Choclo والتي تعني بالمعنى الحرفي (الذرة وقطعة خبز) وكانت كوميدية يؤديها بنفسه مبتعداً عن معناها الحرفي باحترافية وبحسّ أكثر فجوراً.
بعدئذ ومع هجرة الأوروبيين إلى بيونيس آيريس حيث كان معهم الكثير من الإيطاليين، فإنهم جلبوا معهم أسلوب تانجو غنائياً أكثر مع العزف على الكمان.
في الفترات القادمة و حوالي عام 1910 وصلت الآلة الرمزية للتانغو إلى بيونس آيرس. و تدعى الآلة بـ "bandoneon" والتي تمّ جلبها ربّما من قبل المهاجرين أو البحارة الألمان.
إذاً فالـ bandoneon وسّعت شعبية أغاني التانغو ، لكن على الأرجح فإنها تعتبر من أصعب الآلات في العالم التي يمكن تعلمها ، وينتج عن العزف عليها الأصوات الأكثر تميّزاً وحزناً وجمالاً.
مؤخراً أصبح التانغو يعزف من قبل سداسي من الآلات : بيانو و كونترباص و آلتي كمان و آلتي bandoneon.
عام 1913 كان عام التانغو، وكان تأثيره في بيونس ىيريس عميقاً.
أنشودة التانغو هي هزلية بشكل عام؛ مثل El Choclo التي ألّفها Villodo وغالباً ما تصوّر هذه المقطوعات الحياة في شوارع بيونس آيرس.
في عام 1915، ألّف Contursi أنشودة معروفة بـ Mi Noche Trist كان لحنها معروفاً.
في عام 1916، أصبح عازف البيانو Roberto Firpo قائداً لأنجح فرق التانغو في زمنه، و كانت النتيجة هي La Comparsita؛ التانغو الأكثر شهرة في كل الأوقات.
بعدها أضاف Pascual Contursi قصة الحب المفقود والتي تم تسجيلها من قبل Gardel، لكن النغمة نفسها سجلت على الأغلب من قبل أوركسترا التانغو بكل أنماطه و تعتبر رمزاً للتانغو.
كان Juan D'Arienzoعازف كمان ولكن لم يكن يعزف بشكل جيد، لكنه وفي عام 1935 ألّف مع عازف البيانو Rodolf Biagi النمط السريع للتانغو مع ميّزة الإيقاعات المكهربة والتي بها يكون الراقصان شديدي الإغواء وبمواقف غير مقاومة.
بدأ العصر الذهبي للتانغو في عام 1935 وبعدها تطور الرقص وأصبح هناك ثنائيات من أروع وأجمل الثنائيات يقومون بحركات بارعة ماكرة متقنة و بمزيج من العناد العنيف في الجنس، وهذا ما لم يشهده العالم من قبل.
في أواخر الأربعينيات انفصل الرقص عن الموسيقى مرة أخرى، و بدأ الموسيقيون بالاهتمام بأداء الحفلات الموسيقية مع العديد من المشاهدين، أو بتسجلات موسيقية و برامج راديو مصممة للاستماع بدلاً من الرقص.
أما في عام 1950 ترك العازف الشاب اللامع Astor Piazzolla مدينة بيونس آيريس ليذهب إلى باريس كي يدرس أساليب التأليف الكلاسيكية. وأدرك أنه من الصعب تحقيق النجاح الذي يطمح به إذا بقي على التانغو التقليدي . فأخذ مبادىء من التانغو ومبادىء من الجاز بالإضافة إلى أفكار كلاسيكية، وبعدها ابتكر بما سمّاه بـ "Tango Nuevo" أي التانغو الحديث. وتعتبر مقطوعة Libertangoهي اشهر مؤلفات بياتزولا والتي عبرت بحق عن تحرر التانغو من قيوده وانطلاقه الى ىفاق جديدة.
وعندما سمع التانغو الحديث لأول مرة في بيونس آيرس فإنه أشعر الناس بالإهانة وقال العديد من الناس بأنه بعيد كل البعد عن التانغو التقليدي و بأنه ليس تانغو إطلاقاً.
إن الاهتمام الجديد بالرقص قد أحدث طلباً على موسيقى تانغو العصر الذهبي، والذي تم إعادة إصداره من جديد ولكن أولاً على الكاسيتات وبعدعا على الأقراص المضغوطة.
أصبح الجيل الجديد من الراقصين و الموسيقيين إما يرفقون رقصهم بالتانغو الحديث أو بدون التانغو على الإطلاق. وبدؤوا باكتشاف التانغو التقليدي، أما في المستقبل فإن الناس سوف يتعرفون على التانغو من خلال الرقص و البحث عن إلهام العصر الذهبي.
والآن نترككم مع مجموعة ضخمة من أجمل ألحان التانغو
Libertango
بأداء آستور بياتزولا
بأداء آليسون بالسوم (لقراءة مقالنا عنها اضغط هنا )
El Cholo Tango
La Cumparsita
Esculao Tango لآستور بياتزولا
payadora
تجارب عربية في تأليف التانغو
تانغو لعيون حبيبتي لمارسيل خليفة
Tango el Caramel من تاليف خالد مزنر
هنا
هنا