قدّمَ بيتر إليش تشايكوفسكي في ال 20 من آب عام 1882 افتِتاحيّتَه المُسمّاةَ 1812، وذلك للمرّةِ الأولى في إطارِ استعراضِ موسكو لذلكَ العام.
فكرة العمل:
بُنيَ العملُ أساساً على أحداثِ الحربِ بينَ روسيا وفرنسا في حزيران عام 1812، حيث وجّهَ نابليون بونابرت جيشاً ضخماً قُدّرَ عددُهُ ب 600،000 جندي بهدف احتلالِ روسيا. ويبدأُ تشايكوفسكي هذا العملَ بهدوءٍ وحُزن بالترنيمةِ الروسيةِ God Save Thy People، وبعزفٍ منفصلٍ للآلاتِ النفخيّةِ والوتريّةِ، ثمّ يبدأُ بعدَها القسمُ الثاني بعزفِ آلةِ الهورن لعلاماتِ النشيدِ الوطنيّ الفرنسيّ الذي يُمثّلُ وصولَ الجيشِ الفرنسيّ، ليتبعَهُ مقطعٌ من أغنيةٍ شعبيةٍ روسيةٍ قديمةٍ تُدعى At The Gate، At My Gate. كما استخدمَ تشايكوفسكي النشيدَ العسكريَّ الروسيَّ للدلالةِ على الجيشِ الروسيّ في المعركة.
وبدلاً من مواجهةِ الفرنسيين، عَمَدَ الجيشُ الروسيّ إلى البقاءِ في موسكو و اتباعِ سياسةِ الأرضِ المحروقةِ مع الفرنسيين الذين فقدوا الكثيرَ من الجنودِ جَرَّاءَ الموتِ من الجوعِ والمرضِ، أو الفرار.
تواجَهَ الروسُ والفرنسيون لأولِ مرّةٍ في أيلول في معركة بورودينو التي تبعُد 60 ميلاً عن موسكو، والتي راحَ ضحيّتها من الطرفين قرابةُ ال 100،000 جنديّ، ورُغمَ قساوةِ هذه المعركةِ، إلا أنّها لم تحسُم الحرب.
وفي هذه النقطة تماماً يبلغُ العملُ الموسيقيّ ذروتَهُ باستخدامِ تشايكوفسكي للآلاتِ النحاسيةَ والإيقاعيةَ التي تعزفُ في هذا المقطعِ بقوةٍ شديدةٍ، ليقومَ -وفي خطوةٍ غيرِ معتادةٍ في المؤلفاتِ الموسيقيّةِ - بإدخالِ أصواتِ المدافعِ إلى جانب الآلات للتعبيرِ عن قوّة المعركة.
بعد مرورِ شهرٍ من بدايةِ المعركةِ، ومع حلولِ الشتاءِ في روسيا، ودفاع شعبِها المستميتِ، إلى جانب النقصِ الشديدِ في الأسلحةِ والعتاد، قرّرَ نابليون أنْ ينسحبَ من روسيا لتنتصرَ روسيا رسمياً في تلك الحرب.
ينتهي العملُ بالترنيمةِ الروسيّةِ O، God Save Thy People ومن بعدِها النشيدُ الوطنيُّ الروسيُّ للتعبيرِ عن هذا الفوزِ المُستحَق.
بعد عرضِه الأولِ في العام 1882، حقّق هذا العملُ الموسيقيُّ شهرةً واسعةً وأصبحَ يُعزفُ مراراً في أنحاءِ روسيا. الجديرُ بالذكر، أن تشايكوفسكي قادَ هذا العملَ بنفسِه عدّةَ مرّاتٍ خلالَ حياته.

رابط للاستماع إلى المقطوعة:


ترنيمة يا رب احفظ الشعب:


النشيدُ الوطني الفرنسي:


المقطوعة الشعبية الروسية At The Gate، At My Gate:


المصدر:
هنا