لم تتفوق ألمانيا على غيرها في تدريب العاملين ؟
الاقتصاد والعلوم الإدارية >>>> اقتصاد
تتبع الولايات المتحدة أسلوباً تقليدياً لتدريب العاملين، و يكفي أن نعلم أن أقل من 5 بالمائة من الشباب الأمريكي يجري تدريبه مهنياً، وغالبية هؤلاء يتدربون في مهن البناء. أما في ألمانيا فإن نسبة المتدربين من الشباب تصل إلى ما يقارب 60 بالمائة، و تتنوع أشكال تدريبهم بين مجالات التصنيع المتقدم، وتكنولوجيا المعلومات، والأعمال المصرفية، وغيرها من مجالات العمل المتقدمة.
يتجلى في النموذج الأوروبي الألماني أسلوب مميز يدعى "التدريب المزدوج Dual training"، و يقضي هذا الأسلوب بأن يتم توزيع أوقات المتدربين بين الدراسة النّظرية في مدارس مهنية خاصة و بين العمل داخل الشركة، و هو ما يمكِنهم من التطبيق العملي لما يتعلمونه و بشكل مباشر، و يعزز لديهم روح العمل وثقافته، كما أنه يمنحهم المعرفة و الخبرة بكيفياته وطرقه و إدارة أنفسهم وتحمل المسؤولية. بالإضافة إلى ذلك فإن العاملين يتقاضون أجوراً مبكرة أثناء فترة تدريبهم التي تستمر بين سنتين إلى أربع سنوات حسب مجال العمل.
الأمر الأول الذي نلحظه في النموذج الألماني هو أن الشركات التي تتَبِع هذا الأسلوب تنظر إلى تدريب العاملين باعتباره رعاية للمواهب الألمانية، ولا تعتبر "التدريب المزدوج" وسيلة لإرهاق العاملين أو امتصاص طاقاتهم، " أفعل هذا لحاجتي إلى المواهب" يقول أحد مديري شركة Bosch الصناعية الألمانية.
الأمر الآخر الذي يميز النموذج الألماني هو أن أصحاب العمل و العاملين يرغبون في المزيد من التدريب المهني أكثر من التدريب القصير الأجل، حيث يوضح المدربون رغبتهم في تأهيل الأشخاص القادرين على حل المشاكل والاعتماد على أنفسهم و فهم أهداف الشركة والتفاعل معها بحيث يقدمون الحلول المناسبة في الأماكن التي تحتاجها.
يحتاج هذا الأسلوب الألماني بالطبع إلى تكاليف عالية ومرافق متطورة و أيضاً مدربين أكفاء. و قد تظهر بعض الصعوبات بسبب استنساخ النموذج في مكان آخر، لكنه سيعود على المدى الطويل بفوائد كثيرة للشركات والمجتمع.
Source:
هنا