فن استيحاء التكنولوجيا من الطبيعة
الهندسة والآليات >>>> الصناعة والأتمتة
محاكاة الحياة (البيوميمكري) bio mimicry
كلمة بيوميمكري مشتقة من ( Biosبمعنى الحياة و mimesis بمعنى التقليد او المحاكاة) و هو فرع جديد من فروع العلم و الذي يعمل على ايجاد حلول للمشاكل التكنولوجية و التقنية عند البشر عن طريق دراسة الطبيعة و الاحياء و محاكاة تقنياتها و طريقة أدائها للعمليات. كمثال على ذلك فإن دراسة اوراق النباتات تقودنا إلى صناعة خلايا شمسية اكثر فاعلية. يمكننا القول عن علم محاكاة الحياة بانه الابتكار المستوحى من الطبيعة.
إن الفكرة الأساسية لهذا العلم هي ان الطبيعة قد تمكنت فعلا من حل الكثير من المشكلات اللي ما نزال نعاني منها كمشكلات الطاقة و أنتاج الغذاء و التحكم بالمناخ و غيرها الكثير.
في الطبيعة، الحيوانات و النباتات و الاحياء الدقيقة مهندسون بارعون تمكنوا من اكتشاف ما يعمل حقا بشكل مناسب و ما يستمر بأداء عمله على كوكب الارض لوقت طويل. فبعد 3.8 مليار سنة من الابحاث و التطوير و التحديث استطاعت الطبيعة اختيار الأنظمة و الاستراتيجيات الامثل للاستمرار، و المستحاثات اللي تم اكتشافها ما هي إلا نماذج أولية لم تتمكن من الاستمرار بالعمل في بيئة الارض. بدلا من القيام بجمع هذه الحيوانات أو تدجينها لتقوم بالمهام عنا فإن علم محاكاة الحياة يقوم باستشارة المخلوقات و التعلم منها لابتكار حلول مستوحاة من تصميمات الطبيعة.
إن هذا العلم لا يتوقف عند حل مشكلاتنا و انتاج منحى جديد تماما من الابتكارات و العمليات في المجالات الهندسية، لكنه أيضا يعمل على توعية المجتمع تجاه ضرورة الحفاظ على الحياة الطبيعية والتنوع الحيوي.
الطبيعة كنموذج و معلم و مقياس
إن محاكاة عبقرية الطبيعة تتطلب النظر إليها و تقييمها من خلال منظور جديد. ففي محاكاة الحياة علينا ان ننظر إلى الطبيعة كنموذج و معلم و مقياس:
الطبيعة كنموذج: يراقب علم محاكاة الحياة العمليات و المنظومات والاستراتيجيات الطبيعية ثم يقلدها للحصول على حلول مستدامة للمشاكل التقنية البشرية.
الطبيعة كمعلم: إن محاكاة الحياة يقدم لنا طريقة جديدة لمراقبة الطبيعة و تقييمها. و هو يقودنا إلى عصر لا نعتمد فيه على ما يمكننا استخراجه و الحصول عليه من الطبيعية بل يعتمد على ما يمكننا تعلمه منها.
الطبيعية كمقياس: يستخدم علم محاكاة الحياة المعيار البيئي كمقياس للحكم على استدامة الابتكارات و المشروعات. فبعد 3.8 مليار سنة استطاعت الطبيعة معرفة ما يمكن ان يبقى و يستمر
لماذا محاكاة الحياة الآن؟
لقد وصل جنسنا البشري إلى نقطة تحول جذري في مسيرة تطوره. فبعد أن كنا عبارة عن تجمعات صغيرة في عالم كبير تكاثرنا إلى أعداد هائلة يكاد الكوكب ينوء بحملها. و هناك اعداد هائلة من البشر في تجمعات غير مستقرة. لقد وصلنا إلى آخر قطرات تسامح الطبيعة معنا و علينا ان نسأل أنفسنا " هل باستطاعتنا الاستمرار بالحياة على هذا الكوكب دون ان ندمره؟"
الطبيعة عندا كم هائل من المعلومات و الاجوبة و نحن محتارين كيف بدنا نحل مشاكلنا و مشاكل بيئتنا؟ كيف منقدر نعيش حياتنا برياحة بس بدون ما ندمر ما تبقى من الحياة على هالكوكب؟
أسئلة كتير محتاجة لإجابات كثيرة، لتتعرفوا على بعض اجابات الطبيعة و تطبيقاتها العملية تابعو سلسلة المقالات القادمة بتطبيقات علم محاكاة الحياة.
المصادر:
هنا
هنا
هنا
مصدر الصورة: هنا