قناديل البحر الذهبية
الطبيعة والعلوم البيئية >>>> عجائب الأحياء
عودناكون بمواضيعنا عن البيئة انو نحكي عن أنواع غريبة من الكائنات الحية وعن العلاقات اللي ممكن تنشأ بينها.. اليوم رح نكمل بهالخط ونحكي عن قصة قنديل البحر الذهبي..
تقع أحداث قصتنا في بحيرة معزولة على إحدى جزر بالاو في المحيط الهندي قريبا من الفيليبين واستراليا. قصتنا تتكرر كل يوم وأبطالها كائنات تدعى قناديل البحر الذهبية. بحيرتنا هذه كانت متصلة بالبحر فيما مضى ولكنها انفصلت عنه منذ حوالي 12,000 عام. تتميز هذه البحيرة بأن مياهها متطبّقة شاقولياً بشكل دائم أي انها مقسومة الى طبقات شبه منعزلة عن بعضها البعض نظراً لاختلاف خواصها ومحتواها الكيميائي.
القسم العلوي من البحيرة ويمتد حتى عمق 15 م وغني بالأكسجين وتعيش فيه كافة الأحياء الموجودة في هذه البحيرة ومن ضمنها قناديل البحر الذهبية. القسم السفلي منها يمتد من عمق 15 م وحتى القاع حيث ينعدم تركيز الأكسجين كلياً بينما يرتفع تركيز مواد أخرى ضارة بالحياة كالأمونيا والفوسفات. يمكن لهذه المواد ان تسبب التسمم للغواصين بنفاذها عبر الجلد لذلك يمنع الغوص منعاً باتاً لهذه الأعماق في هذه البحيرة.
نعود الى قناديل البحر الذهبية.. تعتمد هذه القناديل في غذائها على أحد أنواع الأشنة (zooxanthellae) والتي تعيش ضمن نسيج قنديل البحر وتزوده بقسم من المواد المغذية التي تنتجها بعملية التركيب الضوئي.. تحتاج هذه الأشنة الى ضوء الشمس وبعض المواد الكيمائية لتوليد الغذاء لها ونظراً لعدم قدرة هذه الأشنة على الحركة يلعب قنديل البحر دوراً هاماً في نقلها الى أماكن تواجد هذه المواد.
تتحرك قناديل البحر نهاراً مع الحركة الظاهرية للشمس، فهي تطفو صباحاً على السطح الى الجانب الشرقي من البحيرة ثم تستقر في وسط البحيرة ظهراً ثم الى غرب البحيرة بعد الظهر بانتظار غروب الشمس. عند حلول الظلام تبدأ هذه القناديل بالهبوط الى أقرب ما يمكن من القسم السفلي السام من البحيرة والغني بالمواد المفيدة للأشنة بهدف الحصول على أكبر كمية منها قبل شروق الشمس مرة أخرى حيث تتابع دورتها على السطح.
من الأمور الرائعة عن قناديل البحر الذهبية في هذه البحيرة هي أنها فقدت قدرتها على اللسع. فهي ليست بحاجة اليها نظراً لوجود الأشنة التي توفر لها معظم احتياجاتها الغذائية. لذلك تحولت هذه البحيرة الى مقصد للراغبين بالسباحة مع ملايين قناديل البحر الأليفة التي لا تلسع ولا تؤذي أحداَ.
ء: ميشيل
مراجعة: الوليد كردية
إعداد الصورة: دانيا الخلف
مراجع
هنا
هنا