الإلياذة.. حرب الآلهة والبشر
الفنون البصرية >>>> أساطير الشعوب
كانت ثمرة زواج ثيتس من بيليوس ابنهما أخيل (Achilles) الذي أرادت أمه له أن يكون أمنع وأقوى المحاربين، فقامت بتغطيسه بمياه نهر ستيكس (Styx) عندما كان طفلاً. لامست مياه النهر جسد أخيل كاملاً ماعدا كعب قدمه حيث أمسكته ثيتس، لذا بات كعبه نقطة ضعفٍ في جسده.
وفت أفروديت بعهدها عندما قادت الأمير باريس عبر بحر إيجة إلى اسبرطة في اليونان، حيث استضافه الملك مينيلوس (Menelaus) وزوجته هيلين (Helen) أجمل امرأة في العالم. وخلال ضيافته، نجح باريس بإغراء هيلين لتوافق على الإبحار معه إلى طروادة.
بادئ الأمر حاول مينيلوس استعمال الحل الدبلوماسي لإرجاع هيلين ولكن باريس رفض إعادتها. مما دفع أغامِمنون (Agamemnon) أخو مينيلوس إلى جمع الأساطيل اليونانية لشنِّ حربٍ على الطرواديين، إلا أن غايته لم تكن إرجاع هيلين إلى أخيه بل فرض سيطرته على طروادة. واستمرت الحرب لمدة طويلة بسبب تحصينات طروادة القوية.
بداية الإلياذة:
بعد تسع سنوات من الحرب أسر اليونانيون فتاتين طرواديتين هما بريسيس (Briseis) وكريسيس (Chryseis)، فكانت كريسيس من نصيب أغاممنون كجائزةٍ له، وبريسيس لأخيل الذي كان قد انضم للقتال في صفوف اليونانيين. كانت كريسيس ابنة أحد كهنة الإله أبولو (Apollo) وطالب الأب بابنته لكن أغاممنون رفض إعادتها. جاء رفضه بمثابة إهانةٍ لأبولو فضرب الأسطول اليوناني بالطاعون. وبعد موت العديد من اليونانيين أعاد أغاممنون ابنة الكاهن ولكنه بالمقابل أخذ بريسيس من أخيل الذي أحبها وغضب من أغاممنون فتوقف عن القتال واكتفى بمشاهدة اليونانيين يُقتلون.
أما الآلهة فقد ساندت هيرا وأثينا اليونان رداً على إعطاءِ باريس أميرُ طروادة التفاحةَ الذهبيةَ لأفروديت، ولنفس السبب ساندت أفروديت طروادة. وكذلك فعل أبولو، فقد وقف مع طروادة بسبب إهانة أغاممنون له برفضه إعادة إبنة كاهنه.
لم يتكبد اليونانيون الكثير من الخسائر فحسب، بل صدّهم الطرواديون أيضاً وأحرقوا إحدى سفنهم. وبعد تلك الخسائر الكبيرة أقنع نستور (Nestor) باتروكلس (Patroclus) أعز صديق لأخيل بأن الحل هو أن يقاتلَ مرتدياً درع أخيل، وذلك لتشجيع الجنود اليونانيين وإخافة الطرواديين. ونجحت تلك الخدعة إلى أن حدث ما لم يكن في الحسبان، فقد قتل هيكتور(Hector) أمير طروادة باتروكلس في مواجهةٍ بينهما ظناً منه أنه أخيل، واكتشف الحقيقة لاحقاً حين نزع الدرع عنه.
أصاب الأسى أخيل لموت صديقه فوقف أمام أسوار طروادة مطالباً بمواجهةٍ بينه وبين هيكتور. وقد أجابه هيكتور إلى طلبه رغم مناشدة الجميع له بأن يبقى داخل أسوار المدينة، إذ رفض أن يُوصف بالجبن، وخرج لمواجهة أخيل مرتدياً درعه مدركاً أن نهايته وشيكة. وبعد مطاردة أخيل لهيكتور ثلاث مرات حول طروادة تواجه الاثنان ولقيَ هيكتور حتفه. ربط أخيل جثة هيكتور بعربته وجرّها إلى المخيم اليوناني حيث أقيمت الاحتفالات على شرف موته.
أخيراً وفي إحدى الليالي أتى ملك طروادة برايم (Praim) إلى خيمة أخيل وقبّل يد قاتل ابنه وهو يذكّره بأبيه متوسلاً السماح له بأخذ جثة ابنه هيكتور لدفنه بشكل لائق، ووافق أخيل على طلبه. أخذ الملك برايم جثة ابنه وأقام له شعائر دفنٍ تليق ببطل مثله. وبذلك تنتهي الإلياذة بنيران مراسم دفن هيكتور بعد أن بدأت بنيران الحرب.
المصادر:
هنا
هنا
هنا
هنا