ضوء دندرة .. سر مصباح المصريين القدماء
الهندسة والآليات >>>> الطاقة
في معبد حتحور بمدينة دندرة المصرية، الواقع على بعد عدة كيلومترات شمال الأقصر، وجدت نقوش فرعونية تعود لما قبل الميلاد فسرها خبراء الاثار بوصفها مصابيح كهربائية.
في البداية، إن مدينة دندره كانت يوما ما إحدى المدن المقدسة لدى المصريين، وهي تتكون من عدة معابد وأبنية دينية تنتشر على مساحة 40000 متر مربع بالقرب من ضفاف النيل وقد توالى على إنشائها و تعميرها فراعنة مصر منذ الألف الثالث قبل الميلاد. وحتى زمن الاحتلال الروماني حيث أخذت عبادة الأوثان تنحسر تدريجيا.
البناء الرئيسي في المدينة المقدسة هو معبد ضخم مخصص لعبادة الآلهة حتحور، ويتكون المعبد من عدة قاعات كبيرة مع بعض المزارات والمقامات المرفقة وعدد من السراديب الصغيرة الموزعة أسفل البناء. البناء على العموم لا يختلف كثيرا من حيث التصميم عن بقية الآثار الفرعونية التي تتميز بعظمة البناء و أبهته و نقوشه الجميلة، لكن في أحد السراديب الموجودة أسفل المعبد هناك نقش استثنائي جالب للاهتمام. الناظر إلى تفاصيله بشيء من التمحيص والتدقيق سيميز بسهولة شيئا شاهده كثيرا في حياته، مصباح كهربائي!!
النقش الذي يتكرر لأكثر من مرة يصور رجلا ضخم البنية حاملا بيده شيئا أشبه ما يكون بغطاء زجاجي كمثري الشكل، بداخله أفعى طويلة متوهجة، ويتصل من الأسفل بقاعدة على شكل وردة، تتصل بواسطة سلك طويل الى جسم مربع الشكل يبدو كبطارية ويجلس عليه شخص يرمز لاله الهواء، وهناك ثلاث أشخاص يجلسون تحت المصباح، إضافة الى قرد كبير يحمل سكينتين في الجهة المقابلة.
تشير الكتابة الموجودة مع النقش الى الاحتفالات برأس السنة المصرية القديمة، الأمر الذي دفع البعض الى تفسير النقش بأنه صورة لكاهن يقدم عرضا بالمصباح الكهربائي أمام المحتفلين. وأن القرد حامل السكاكين هو بمثابة تحذير من خطر الصعقة الكهربائية.
هذه النظرة للماضي تؤيدها فرضيات وإستنتاجات أخرى، فبطارية بغداد والاثار التي تم العثور في العراق، تشير كلها الى أنها كانت أداة لتوليد الكهرباء.
مقال بطارية بغداد: هنا
كما أن مصباح دندرة يقدم تفسيرا لانعدام اثار السخام الناجم عن استخدام المشاعل داخل الغرف الموجودة داخل الأهرامات والمعابد الحجرية الضخمة حيث الظلام الدامس والهواء المحبوس.
ولأن العلم لا يقبل فرضيات دون أدلة واضحة ودامغة، يتفق معظم العلماء اليوم أن النقش في معبد حتحور لا يصور مصباحا كهربائيا، وأنه مجرد رموز تشير للالهة وبعض المقدسات لدى الفراعنة. وأنه لا يوجد أبدا ما يدل على أن الفراعنة عرفوا أي شيء عن الكهرباء وتطبيقاتها، حالهم حال جميع الأمم القديمة.
إعداد: Mohamad Yasseen
تدقيق: Ammar Tawfik
تصميم: Inas M Tak
مراجعة : Karam Hadad
المصادر:
هنا
هنا
مصادر الصور
هنا
هنا