الفراعنة وشعب الإنكا... تضادٌ في الجغرافيا؛ تماثلٌ في العمارة!
العمارة والتشييد >>>> التصميم المعماري
يُعتبَر هذا التشابه مُريباً لأن هاتين الحضارتين نشأتا على بقعتين متباعدتين من الأرض ومفصولتين تماماً بالمحيطات، وفي زمن لم تتواجد فيه أيّ نوع من أنواع التواصل! وهو تشابه لم يُبرهن سببه بشكلٍ قاطع إلى الآن. في حين أنّ العديد من العلماء والمؤرخين حاليا يتعمّدون تجاهل هذا الشبه. رجّح عُلماء العصر الفيكتوري أنّ كِلا الحضارتين ينحدران بالتوازي من الحضارة الأسطورية الأم، "أطلنطس" اعتماداً على أفكار أفلاطون والمؤرخين الكلاسيكيين. وجراء هذا وضعوا العديد من أوجه الشبه* في مقارنة مباشرة، حيث تحتل العناصر المعمارية جزءً كبيراً ضمن هذه المقارنة.
أولاً -الأهرامات:
قام كل من الفراعنة وشعب الإنكا القُدماء ببناء الأهرامات الحجرية، والتي كانت تُستخدم لدى كليهما كعمارة جنائزية للدفن. إضافة إلى ذلك فهذه الأهرامات تشترك بتموضعها بشكل مساير للأنهار، وبمحاذاتها للجهات الأصليّة (شمال، جنوب، شرق، غرب).
ثانياً -الأحجار الإنشائية:
يبدو التشابه جليّاً في عمليات تهذيب ونحت الاسطح الحجرية المُستخدمة في العمليات الإنشائية ويصل هذا التشابه حتى إلى أشكال النتوءات والبروزات.
ثالثاً -الدقة المتناهية في توضّع الأحجار:
تتميز أهرامات الفراعنة وشعب الإنكا القدماء بالتراكب المُتقن للأحجار. فبالكاد يمكن لورقة أن تتخلل بين حجرين متتاليين، ونادراً ما استخدما المونة لتحقيق التماسك بين الأحجار. إن عملية ربط الأحجار بهذه الدقة تُعبر عن سعيهم للكمال في الأعمال المعمارية.
رابعاً -المداخل شبه المُنحرفة:
استخدم كل من الفراعنة وشعب الإنكا المداخل ذات الهيئة شبه المنحرفة. تتشابه مع شكل المثلث من حيث الرمزية فهي ترمز للسّمو والتطور الروحي، كما أنها تبدو كمدخل يصلنا بعالم تخيلي اعتقدت تلك الشعوب أن أسلافنا القدماء قد استطاعوا الوصول إليه في الماضي السحيق، والأبواب بشكلها هذا تذكرهم بالحكمة والسكينة القصوى التي اتصف بها أجدادنا في ذلك العالم. وهذا ما يوضح تواجد هذه الهيئة من البوابات لدى معظم الحضارات القديمة.
خامساً -المسلّات:
قام الفراعنة وشعب الإنكا على السواء بتشييد المسلّات. والّتي اعتبروها رمزاً للقوة والقدرة الذكرية، والخصوبة، والولادة، والعمر المديد. حصلت المسلات آنذاك على قدرٍ عالٍ من القداسة.
سادساً -المعابد المقاومة للزلازل:
شيّد كُل من الفراعنة وشعب الإنكا معابد ذات خصائص مقاومة للهزات الأرضية. كان ذلك من خلال تصميم معماري متماثل يقوم على جدران مائلة نحو الداخل، تُشابه في هيئتها جذع الهرم. التصميم قدم المتانة والصلابة والدليل على ذلك صمود هذه المعابد في وجه العوامل الزمنية.
سابعاً -رمزية التصميم المتدرج وشكل الصليب:
استخدم الفراعنة وشعب الإنكا تصميمات ذات أنماط متدرجة، وطبقوا على تصميماتهم تلك مبادئ النمو والتدرج الرمزي. أرادوا بهذا التشكيل البصري أن يُعبّروا عن الارتقاء الروحي، والتدرج الذي تُعاينه الروح خلال مسيرتها بدءً من الإنسان بحالته الدُنيا وانتهاءً بأسمى حالات الارتقاء الروحي.
ثامناً -المعابد ثُلاثية المداخل:
يُعتبر هذا التصميم ظاهرة معمارية سادت لدى الحضارات القديمة، كما هو الحال لدى المصريين القدماء وشعب الإنكا. يقوم هذا التصميم على مفهوم "التوازن بين الأضداد" فالأبواب الجانبية الموجودة على اليمين واليسار تُمثل العناصر المتضادة، في حين تُمثل البوابة الوسطى النقطة المركزية للأبدية حيث فيها يتحقق التوازن بين الأضداد. استخدم هذا التصميم فيما بعد بشكل شائع في الكاتدرائيات القوطية وغيرها.
تاسعاً -المشابك المعدنية:
قام كل من المصريين القدماء وشعب الإنكا باستخدام تقنية واحدة تقوم على ربط الحجارة المصقولة بشكل مُحكم وذلك باستخدام مشابك معدنية تعمل توصيل هذه الحجارة جنباً إلى جنب.
عاشراً -بناء الصروح المعمارية الصخرية العملاقة:
إن استخدام المصريين وشعب الإنكا للأحجار الضخمة جداً خلال عمارتهم، جعل مقياس صروحهم في غاية الضخامة. ما تزال قدرتهم على استخدام هذه الحجارة ونقلها وتطويعها في ذلك الزمن محط اعجاب جميع الحضارات إلى اليوم.
الحادي عشر-المعابد متعددة المستويات:
إن اختلاف المناسيب الأفقية في تصميم المعابد المصرية القديمة ومعابد شعب الإنكا سمة واضحة لدى كُل منهم. ويبدو التشابه واضح فيما بينها في آليّة تشييدها.
أخيراً، هل ترى أنّ هذا الشبه أمر مُثير للريبة وهناك من يعمل على تغييبه لسبب أو لآخر؟ أو أنه أمر طبيعي كنتاج فكري معماري لحضارتين من أعرق الحضارات التي شهدها التاريخ منذ بزوغ فجر الأزل؟ شاركونا بآرائكم!!
توضيح:
*أوجه الشبه المترجمة متعلقة بشكل مباشر بالناحية المعمارية، لمزيد من الاطلاع حول تشابهات في مجالات أخرى يرجى مراجعة المصدر.
-----------------------------------------------------------------------
المصدر:
هنا
مصادر الصور:
هنا
هنا