حصان طروادة ونهاية أخيل
الفنون البصرية >>>> أساطير الشعوب
لم تنته حرب طروادة بدفن مروض الجياد الأمير هيكتور، فبعد مرور ما يقارب العشر سنوات على بدء الحرب ضاق ذرع اليونانيين بها وأرادوا العودة إلى الديار، مما دفع أثينا إلى إعطاء يوليسيس (Ulysses) فكرة جهنمية لإنهاء الحرب لصالحه.
كانت الفكرة هي بناء حصان خشبي كبير أجوف ذو أبواب مخفية ليختبئ المقاتلون في داخله. وبالفعل بنى اليونانيون الحصان فبدا تحفة فنية إستثنائية ومجوّفة بشكل احترافي.
اختبأ أخيل وعدد من المقاتلين في داخله، أما السفن فقد أبحرت لتختبئ في الجزر المجاورة وهجر اليونانيون مخيمهم.
عندما رأى أهل طروادة المخيم المهجور والسفن المبحرة ظنوا أنهم كسبوا الحرب، ففتحوا أبواب مدينتهم وخرجوا منها فرحين ينعمون بالحرية بعد سنين من الحبس والعذاب.
لم يكن قد بقي من الأسطول اليوناني إلا المخيم الفارغ والحصان الخشبي، بالإضافة إلى رجل يوناني ذو مظهر بائس هو جاسوس اليونانيين لضمان نجاح خطتهم. أخبر الرجل أهل طروادة أن الحصان هدية إليهم.
لكن الحصان أصبح موضعَ جدلٍ بين الطرواديين فتناقشوا طويلاً في إدخاله إلى المدينة أو حرقه، حتى إنّ بعضهم كان خائفاً من لمسه. وكان أحد هؤلاء المتشائمين من الحصان الكاهن لاوكون (Laocoon) الذي عارض إدخال الحصان إلى طروادة، لكن وحشاً بحرياً خرج من الماء ليلتهمه مع أبنائه. اعتقد الطرواديون أن ذلك كان عقاباً له لعدم رغبته بإدخال الحصان إلى داخل أسوار طروادة، واستقر رأيهم على جرّ الحصان إلى قلب المدينة. وقامت احتفالات كبيرة على شرفه وعلى شرف انتهاء الحرب التي دامت قرابة العشر سنوات.
وحين انتهت الاحتفالات ونام أهل المدينة، فتح الجاسوس أبواب الحصان السرّية فخرج المقاتلون اليونانيون وأشاروا لسفنهم بالعودة وفتحوا أبواب المدينة.
وهكذا هزم اليونانيون أسوار طروادة المنيعة وانتشروا فيها يقتلون أهلها ويحرقون مبانيها. لكن أمراً لم يكن في الحسبان حدث أثناء سقوط طروادة، إذ تمكن الأمير باريس من إصابة أخيل بسهم في كعب قدمه، وهو البقعة الوحيدة من جسمه التي لم تمسها مياه نهر ستيكس المقدسة حين غمرته أمه فيها. وما كان باستطاعة أحدٍ إلحاق أذى بأخيل من أي منطقة أخرى في جسمه. وبذلك تمكن باريس من قتل أخيل، وتحققت النبوءة التي قالت أن وفاته ستكون في الحرب.
مات جسد البطل أخيل وبقي اسمه خالداً حتى وقتنا الحاضر. وسقطت طروادة العظيمة فقتل شعبها وضاعت ثرواتها وهدمت مبانيها، فلم يتبق من عظمتها إلا أمجاد أبطالها وأساطيرها بالإضافة إلى أطلالٍ قرب نهر سكاماندر (Scamander) تحوي بيوتها التي دفنت تحت العشب النضر.
المصادر:
هنا
هنا
هنا
هنا