النيتروجين السائل
الكيمياء والصيدلة >>>> كيمياء
لماذا يُعدُّ النيتروجين السائل خطيرًا؟
يعرف بعضنا النيتروجين السائل كمبرد ومجمد سريع للأشياء أو يُستخدَم في الخدع السحرية والكيميائية ويستخدمه البعض في تحضير المشروبات والكوكتيلات بأشكال ومؤثرات مبدعة ... لكن هل النيتروجين السائل صحي للاستخدام البشري؟؟!
ظهرت الأسئلة حول سلامة استخدام الكيماويات في المطبخ بعد أن أُسعفَت محتفلة بريطانية تبلغ من العمر 18 عامًا إلى المشفى بعد تناولها كوكتيلًا محضرًا باستخدام النيتروجين السائل؛ إذ خضعت لاستئصال معدة طارئ ( الإزالة الجراحية لجزء من المعدة ) بعد شربها لكوكتيل جاغير ميستر المحضَّر باستخدام النيتروجين السائل في مشرب بشرقي انكلترا.
بينما ينتشر استخدام النيتروجين السائل انتشارًا واسعًا بين المحضرين المدربين ومحسني الطعام، ويمكن أن يكون خطيرًا أو مميتًا إذا لم يُتعامَل معه تعاملًا مناسبًا.
لنتعرف إلى سلامة ومخاطر استخدام الكيماويات:
أولًا ماهو النيتروجين السائل والمعروف علميًّا بـ LN2؟
هو كريوجين ( كيماويات باردة للغاية ) عديم الرائحة واللون، وغير قابل للاشتعال، ويملك درجة غليان تساوي -196 درجة مئوية.
ويُستخدَم استخدامًا روتينيًّا في الطب لتجميد الثآليل، بما فيها ثآليل الأعضاء التناسلية والثآليل المتعلقة بنقص المناعة المكتسب، لأن النيتروجين السائل يُجمِّد على الفور أي شيء عند لمسه، يمكن لطبيب الأمراض الجلدية استخدامه ببساطة لتجفيف الأنسجة غير المرغوب فيها وتركها لتسقط، ويستخدم الجراحون العلاج بالتبريد للقضاء على الخلايا السرطانية أيضًا.
أما في المطبخ فيُستخدَم النيتروجين السائل لتحضير المثلجات، والأعشاب المجمدة أو الكحول المجمد، فيمرره مقدمو المشروبات على جوانب الكأس لتبريده، وبذلك يُطلِق الكأسُ العالي التبريد بخارًا درامي المنظر (يشكل النيتروجين السائل ضباب عند تعرضه للهواء).
أما النقطة الأساسية فهي في تبخير النيتروجين السائل تبخيرًا كاملًا وتامًّا من الوجبة أو الشراب قبل تقديمه،
ويمكن استخدامه بأمان في تحضير الأطعمة والمشروبات، ولكن لا يجب تناوله.
إذ لا يشرب أحدنا الماء المغلي أو النفط أو يسكبه على نفسه، فكذلك الأمر بالنسبة للنتروجين السائل لا يجب تناوله، فابتلاع مقدار ضئيل من النيتروجين السائل يعطي نتائج رهيبة، فإن ملعقة صغيرة منه كملعقة شاي مثلًا ستجمِّد وتهشِّم كالزجاج، فتخيلوا إذا حصل ذلك في القناة الهضمية أو المعدة!
يلتقط النيتروجين السائل الحرارة بسرعة، فهو يغلي ويتحول لغاز مما يسبب أضرارًا كانثقاب أو انفجار المعدة.
يمكن أن يُدرَّ علم تحسين الطعام الجزيئي نقودًا وفيرة، تبعًا لدراسة رواتب الإتحاد الأميركي للطبخ لعام 2011، فمحسن الطعام الباحث يجني أحد أعلى المدخولات في هذه الصناعة، في الحقيقة معهد الطهي الأميركي وضع النسبة الأكبر في علم الطهي.
وكجزء للحصول على شهادة المعهد يجب على الطلاب تعلم كيفية استخدام النيتروجين السائل كمبرد لتحضير دفعات سلسة من المثلجات، أو تغطيس الفريز في النيتروجين السائل ومن ثم تحطيمه للحصول على غبار الفريز والذي يمكن رشه على الأطباق.
إنَّ استخدامه مبهر عندما يُستخدَم استخدامًا مناسبًا، وهو كالكثير من الأشياء في الحياة، إذا استُخدِم على نحو مناسب، فالمقلاة لها مخاطرها عند استخدامها من قِبل أناس غير مدربين أيضًا.
وإذا وصل النيتروجين السائل إلى الكوكتيل نفسه عند تقديم المشروبات، ستتمكن من رؤيته لأنه يطفو وستراه يتموج على حواف سطح المشروب.
أما الآن فهل ستتناولون أطعمة أو مشروبات مبهرة الشكل ولكن محضرة باستخدام الكيماويات أم ستستغنون عنها مقابل سلامة الغذاء؟؟
شارك أصدقاءك المعلومة ولا تبخل بالفائدة على الآخرين...
المصدر: هنا