الأرق، ماهيته وأسبابه وعلاجه
الطب >>>> موسوعة الأمراض الشائعة
أعراض الأرق قد تكون قصيرة الأمد (الأرق الحاد) أي لا تستمر إلا لأيامٍ أو أسابيع، أما إذا استمرت لأشهر فهي عندئذٍ أعراضٌ طويلة الأمد (الأرق المزمن)، وقد يكون الأرق في هذه الحالة ناتجاً عن حالةٍ مرضيةٍ أخرى كأن يكون مرافقاً لبعض الأمراض النفسية وحتى بعض الأدوية. ولدينا أيضاً الأرق الشديد (الذي يتصف بأعراضٍ شديدة) وهذا الأخير يكون ناتجاً عادةً عن أحداثٍ مسببةٍ للضغط والتوتر أو ربما وفاة أحد أفراد العائلة.
وللأسف فإن المصابين بالأرق يعانون الكثير من المشاكل في حياتهم؛ فهم على سبيل المثال لا الحصر ينامون أثناء النهار(لتعويض النوم السيء في الليل)، ويواجهون صعوباتٍ في التركيز والتعلم، ويشعرون بالانزعاج والتوتر وحتى الاكتئاب، أما أولئك الذين يعانون من اضطرابات نومٍ مستمرة فإنهم معرضون أكثر من غيرهم لحوادث السير والتغيب عن العمل وعدم الرضى عنه (عن عملهم).
والأرق اضطرابٌ شائع الحدوث، بل إن حوالي 0 من البالغين يعانون منه، ويسبب لـ التعب والألم، ناهيكم عن أنه يسبب لـ %6 من الناس أعراضاً لمدة شهرٍ كامل، علماً أن هؤلاء لا يكونون مصابين باضطرابات نومٍ أخرى مما يشير إلى أنه-أي الأرق- السبب في الصعوبات التي يواجهونها أثناء النوم.
أسباب الأرق:
يقسم الأرق إلى قسمين: أرق ثانوي وهو ما يكون ناتجاً عن حالة صحية أخرى، وآخر أولي وهو ما لا ينتج عن غيره. فأما الثانوي فإما أن يكون ناتجاً عن الاكتئاب أو الغضب أو صداع الرأس.
قد يكون ناتجاً أيضاً عن بعض الأدوية كتلك التي تخص الربو أو الأدوية التي تعالج نزلات البرد، ناهيكم عن بعض المواد التي يتعاطاها الإنسان مثل الكافيين أو التبغ أو الكحول.
ويقترح البعض أن التعرض للضوء في الليل قد يسبب الأرق هو الآخر كاستعمال الحاسوب أو الهواتف الذكية.
ومن الأسباب الأخرى الهامة التي قد تسبب الأرق متلازمة تململ الساقين واضطراب ما بعد الصدمة وبإمكانكم مطالعة مقالين عنهما على موقع "الباحثون السوريون".
متلازمة تململ الساقين:
هنا
اضطراب ما بعد الصدمة:
هنا
ومن الأسباب الهامةأيضاً الهبات الساخنة hot flashes والتي تتمثل في ارتفاع درجة حرارة الجسم وزيادة معدل ضربات القلب والتعرق وتستمر عادةً بين 30 ثانية وعدة دقائق، وتظهر على الأغلب لدى النساء في الفترة التي تسبق انقطاع الطمث وتسبب-كما ذكرنا- الأرق.
أما الأرق الأولي، أي الذي لا ينتج عن غيره، فلم تتم دراسته بشكلٍ جيدٍ بعد، ومع ذلك يُعتقد أن سببه التغيراتُ الكبيرة في حياة الفرد أو التعرض المستمر للضغط والتوتر أو السفر.
الأعراض:
تتلخص أعراض الأرق كما ذكرتُ في بداية المقال بمواجهة صعوباتٍ قبل الخلود إلى النوم أو الاستيقاظ أثناء النوم حتى أن المريض قد يشعر وكأنه لم ينم!
رغم أن هذه الحالات قد تكون عابرةً ولا قيمة لها، إلا أنه لا بدَّ من مراجعة الطبيب في حال استمرت لأكثر من ثلاثة أشهر أو في حال أثّرت على أداء الشخص خلال النهار.
العوامل المؤهبة للإصابة بالأرق:
أولاً لدينا العمر فالبالغون أكثر عرضةً للأرق من اليافعين، ولدينا الجنس حيث يصيب الأرقُ النساءَ أكثر من الرجال والسبب على الأغلب هو التغيرات الهرمونية خاصةً تلك التي تعتري المرأة قبل انقطاع الطمث (تذكروا فقرة "مسببات الأرق" أعلاه).
لدينا عوامل أخرى كتغيير مواعيد العمل والسفر الطويل والتوتر والإصابة بالاضطرابات العقلية.
التشخيص:
عندما يزور المعانون من الأرق أطبائهم فإنهم عادةً ما يُسألون عن عدد المرات التي يعانون فيها من الأرق وعن الصعوبات التي يواجهونها قبل النوم وكم مرةً يستيقظون من النوم وما هو الروتين الذي يتبعونه قبل النوم، ولذلك فإن مفكرةً صغيرةً يدوِّن فيها المرضى أجوبةً على هذه الأسئلة لمدة أسبوعٍ أو اثنين قبل أن يذهبوا إلى الطبيب ستساعدهم.
سيسأل الأطباء أيضاً عن الفترة التي يعاني فيها المريض من الأرق، هل هي صباحيةٌ أم مسائية؟ أي هل يواجه مشاكل قبل النوم أم يستيقظ باكراً جداً، فإذا كانت مسائيةً فهذا دليلٌ على مشكلةٍ تخص الساعة البيولوجية في جسم الإنسان، أما إذا كانت صباحيةً فمرد ذلك قد يكون مشكلةً نفسيةً يعاني منها المريض.
يهتم الأطباء أيضاً في هذا الصدد بمعرفة الأدوية التي يتناولها المريض والمشاكل الصحية والنفسية التي يعاني منها وعادات العمل والضغوط التي يتعرض لها. وقد يقومون بفحوصاتٍ دموية لمعرفة حالة الغدة الدرقية.
العلاج:
بالنسبة لأولئك الذين يعانون من الأرق قصير الأمد فإن بعض التغييرات البسيطة في نمط الحياة قد تفيد، مثل تقليل شرب المشروبات الحاوية على الكافيين، والوجبات الدسمة والضوء الساطع قبل النوم، والذهاب إلى الفراش والاستيقاظ في الموعد ذاته كل يوم.
أما أولئك الذين يعانون من الأرق طويل الأمد فإن الأمر أكثر تعقيداً، وحيث أن الأدوية لا تفيد هنا كثيراً فإن نوعاً من العلاج المسمى "العلاج المعرفي السلوكي Cognitive-Behavioral Therapy*" قد يفيد، لكن وفي حال فشلت هذه الطرق في علاج الأرق فلا غنى عن الأدوية (تحت إشراف الطبيب).
وتجدر الإشارة هنا أن لهذه الأدوية بعض الآثار الجانبية مثل الترنح وفي حالاتٍ أخرى-لكن أكثر ندرة- المشي وقيادة السيارة أثناء النوم.
وقد يستخدم بعض المرضى الأدوية الحاوية على مضادات الهستامين من دون استشارةٍ طبيةٍ ولكن هذه الأدوية لم تثبت فعاليةً كبيرةً ولها آثارٌ جانبية كالشعور بالتعب فلا بد من أخذ رأي الطبيب قبل أخذ أي دواء.
وأخيراً فإن الـ Melatonin قد أظهر نجاحاً في بعض الحالات مثل الـ jet lag **
للقراءة أكثر عن اضطرابات أخرى للنوم على موقع "الباحثون السوريون"
هنا
الحاشية:
*العلاج المعرفي السلوكي: هو علاج كلامي يساعد في حل المشاكل التي يتعرض لها المريض بتغيير الطريقة التي يفكر ويتصرف فيها.
**الـ jet lag هو الشعور بالتعب والتشوش بعد رحلة طويلة بالطائرة لأن الجسم عندها سيواجه مشكلةً في التأقلم مع التغير في المناطق الزمنية نتيجة الرحلة في الطائرة من منطقة زمنية إلى أخرى.
المصادر:
هنا
hot flashes المصدر الخاص بـ
هنا
مصادر الحاشية:
هنا
هنا