حُمَّى القش (الحساسية الفصلية)
الطب >>>> طب الأنف والأذن والحنجرة
"ولكن هذه التسمية خاطئة"، يقول الدكتور Jordan Josephson ،طبيب في أمراض الأذن و الأنف و الحنجرة و اختصاصي في أمراض الجيوب في مشفى Lenox Hill في نيويورك :" إن هذه الحساسية ليست تجاه القش، بل هي حساسية تجاه حبوب الطلع التي تطلقها النباتات". لذا يفضل الأطباء و الباحثون لفظ التهاب الأنف التحسُّسي allergic rhinitis.
مرض شائع:
يعاني حوالي 8% من البالغين في الولايات المتحدة من التهاب الأنف التحسُّسي، ووفقاً لدراسةٍ تمت في عام 2012 فإن 9% من الأطفال عانوا من أعراض التهاب الأنف التحسُّسي خلال ذلك العام.
وعالمياً يعاني حوالي 10-30% من الناس من التهاب الأنف التحسُّسي.
الأعراض:
قد تكون شبيهةً بأعراض نزلة البرد، ولكن في حالة حُمَّى القش تظهر الأعراض عند تعرُّض الشخص لعاملٍ مثيرٍ للحساسية كغبار الطلع أو العث.
وتتضمن: حكَّة عينية، حكَّة بالأنف و الحلق و الأذنين، وزيز، هياج، احتقان الأنف وبحَّة في الصوت، سعال، سيلان خلفي، ألم بالجيوب والرأس، نقص حاسة الشم، شخير، انقطاع التنفس أثناء النوم، ربو.
قد تظهر أعراض الإصابة بحُمَّى القش في أي عمر، ولكنها غالباً ما تبدأ بعمر الطفولة وبداية البلوغ، وغالباً ما تخفُّ الأعراض مع التقدم بالعمر.
المحسِّسات الشائعة:
يُعدُّ غبار الطلع المحسِّس الأشيع، وهو غبارٌ ينطلق من الأشجار والشجيرات ليلقِّح النباتات المجاورة. تتواجد جزيئات غبار الطلع بالبلايين في موسم التلقيح، ويصل جزءٌ منها إلى أنوف الناس أو أفواههم.
تتضمن المحسِّسات في الربيع: الرمادash ، شجر البتولا birch، الأرزcedar، الدردار elm، أشجار القيقب maple، والعديد من أنواع الأعشاب. تتلقح النباتات في أواخر الصيف والخريف، ومن الملاحظ أن حبَّات الطلع المتوضعة على الأزهار الملونة نادراً ما تكون سبباً لحُمَّى القش و ذلك لأنها أثقل من غيرها مما يسبب سقوطها إلى الأرض بدلاً من تطايرها في الهواء بالإضافة إلى أن النحل وباقي الحشرات تحمل حبات الطلع هذه مباشرة من زهرةٍ إلى أخرى دون إزعاج أنوف البشر.
الحساسية للعث mold مختلفة: العث هو بوغةspore تنمو في جذوع الأشجار الميتة والأوراق الميتة و الشجيرات. معظم أنواع العث تنمو في جو رطب وماطر مُحرِّرة أبواغها خلال الليل، وتوجد أنواع من العث تعيش في بيئة جافة. وخلال فصلي الربيع والخريف تنطلق هذه الأبواغ مع ساعات الصباح الباكر لتصل إلى البشر خاصةً مع نسمات الهواء في الأيام الدافئة.
هل يمكن عد جزيئات غبار الطلع؟
كيف يعرف العلماء كمية غبار الطلع في الجو؟.... يتعدى الأمر كونه مجرَّد تخمين.
يقوم العلماء بوضع فخٍّ مكوَّن من وعاءٍ مُغطَّى بمادةٍ لاصقةٍ بمنطقةٍ معينةٍ ويتم تحليله كل بضع ساعات حيث يتم عدُّ الجزيئات الملتصقة وتقييم وضع تلك المنطقة خلال 24 ساعة، ويتم عد العث بنفس الطريقة، إن هذه الطريقة غير دقيقة و تأخذ وقتاً طويلاً لعد الجزيئات المحسِّسة تحت المجهر والتمييز فيما بينها. وبإمكان المتابعين لتعداد المحسِّسات البقاء في منازلهم أو أخذ أدوية لضبط أعراض التحسُّس عندما يكون تعداد المحسِّسات مرتفعاً.
التشخيص و الفحوص اللازمة :
سيأخذ الطبيب قصةً سريريةً مفصَّلةً ويجري فحصاً طبياً عندما يعاني المريض من أعراضٍ شبيهةٍ بحُمَّى القش، قد يلجأ الطبيب لإجراء اختبارات الحساسية عند الضرورة، ويمكن اللجوء إلى اختبار تحري الحساسية عبر الجلد وفيه يقوم الطبيب بحقن ساعد المريض بمحسِّساتٍ مختلفةٍ لرؤية إن كان أحدها هو المسبب لهذه الحساسية.
كما يمكن القيام بفحص الحساسية عن طريق الدم، وفيه يتم تقييم ردِّ الفعل المناعي تجاه محسِّس معينٍ عن طريق قياس الأضداد تجاه هذا المحسِّس في دم المريض.
علاج حُمَّى القش :
أمام خيار البقاء داخل المنزل خلال موسم الحساسية قد يفضل الكثير من الذين يعانون من الحساسية التخلص من الأعراض عن طريق أدويةٍ تُخمد الفعالية المناعية تجاه المحسِّس.
معظم حبوب الحساسية تعمل عن طريق تثبيط فعالية الهيستامين ( الهيستامين هو بروتينٌ يتفعَّل في حالات الحساسية ويثير أعراض الحساسية).
أما باقي علاجات الحساسية فهي تعالج الأعراض من مصدرها، فالبخاخات الأنفية تحتوي مكوناتٍ فعَّالةً تخفِّف احتقان الأوعية الدموية في الأنف، والقطرات العينية ترطب العين وتخفف الالتهاب، وقد يقترح الأطباء مجموعةً من الغسولات للأنف لتنظيفه من المحسِّسات.
وقد تساعد بعض العلاجات البديلة في تخفيف الأعراض كالإبر الصينية أو البقاء داخل المنزل في موسم حُمَّى القش وإغلاق النوافذ واستعمال مُنقيات الهواء أو المكيفات في المنزل .
المصادر:
هنا
هنا
مصدر الصورة:
depositphotos.com