شلل الأطفال في سوريا
الطب >>>> طب الأطفال
أكدت منظّمة الصحة العالمية عام 2013 ظهور شلل الأطفال من النمط الأول في شرق سوريا في مدينة دير الزور. وقد تمّ التأكد من 10 حالات مصابة بالمرض من الأطفال تحت سن العامين، مع العلم أنّه تم القضاء عليه نهائياً في سوريا منذ عام 1999 م نتيجة حملات التطعيم المستمرة.
ماهو شلل الأطفال Poliomyelitis؟
هو مرض فيروسي مُعدٍ ينتج عن الإصابة بفيروس شلل الأطفال "poliovirus". يحوي هذا الفيروس سلسلة وحيدة من الRNA وهناك 3 أنماط من الفيروس تتبع لكلّ منها سلالات مختلفة.
الخلايا العصبية الحركية هي المفضّلة عند هذا الفايروس، إضافة الى الخلايا العصبية في النخاع الشوكي والدماغ (الجهاز العصبي بشكل عام)، إذ يرتبط مع مستقبل موجود على سطح الخلايا العصبية، وحين ينجح بالدخول اليها يقتلها ويتابع تضاعفه لينتشر بأعداد هائلة في الجسم, كما يصيب الخلايا الأخرى غير العصبية .
كيف تتم العدوى والانتقال؟
يعتبر الفيروس شديد العدوى حيث ينتقل عبر التواصل المباشر بين الشخص السليم والشخص المصاب، وعبر المخاط والبلغم من الفم والأنف ومن البراز الملوّث, إضافة للماء والطعام الملوثين بالفيروس.
يدخل الفيروس عبر الفم أو الانف ويصل الى السبيل الهضمي، ثم ينتقل مع الدم ليصل إلى الدماغ والجهاز العصبي المركزي. تبلغ فترة حضانة الفيروس (المدة الزمنية من دخوله إلى الجسم حتى ظهور الأعراض) بين 5- 35 يوماً.
ماهي الأعراض؟
هناك ثلاثة مسارات لتطور المرض:
تحت سريري: لاتظهر فيه أعراض واضحة، بالتالي لا يمكن تحديد إصابته بالفيروس، إذ تتراوح الأعراض بين ألم في الحلق وشعور بالتعب والتقيؤ. وقد تستمر الأعراض 72 ساعة.
غير شللي: مسار المرض أقوى، ولا يؤدّي للشلل. وأعراضه أكثر حدّة، إلا أنّها مشابهة للمسار تحت السريري، إضافة للإسهال وتشنّج العضلات والتهاب السحايا والألم في الأطراف.
الشللي :يصيب 1% من المصابين، ويتضمّن إصابة الدماغ أو النخاع الشوكي أو كليهما, وينتهي بحدوث شلل لدى المصاب. تشمل أعراضه فقدان المُنعَكَسات (ردود الفعل الانعكاسية reflexes) وألم وتشنّج حاد في العضلات ورخاوة الأطراف وفقدان السيطرة عليها.
الوقاية :
اعتُبر اكتشاف لقاح لفيروس شلل الأطفال عام 1955م من أهم الإنجازات للقضاء على أحد الأوبئة الخطيرة المنتشرة حول العالم. وتمّ تطوير نوعين من اللقاحات: لقاح الفيروسات المعطّلة (IPV) يحوي فيروسات شلل أطفال (تم تعطيلها بمعالجتها بالفورمالين)، لكي تولّد استجابة مناعية وتحفّز على إنتاج أجسام مضادة للتعرف على الفيروس في حال الإصابة به، واللقاح الفموي (OPV) وهي فيروسات شلل أطفال مخففّة تم تمريرها في خلايا غير بشرية، ممّا أدّى إلى ظهور طفرات في جينوم الفيروس وفقدانه قدرته الإمراضية القويّة، بالتالي تحريض استجابة مناعية للتعرف على الفيروس في المستقبل.
العلاج :
لايوجد علاجٌ شافٍ لشلل الأطفال في حال الإصابة به, إنّما يمكن تخفيف الأعراض واتّقاء المضاعفات وتناول المضادات الحيوية ومسكّنات الألم. ويشمل العلاج من المرض علاجاً فيزيائياً للعضلات على المدى الطويل من أجل المشي، وقد يتطلب في بعض الأحيان عملاً جراحياً.
وفي حال الاشتباه بالإصابة بالمرض يجب التبليغ عن الحالات فوراً لكي يتم اتخاذ التدابير اللازمة للحدّ من الانتشار الواسع للمرض.
تطورات المرض في سوريا :
أطلقت منظمة الصحة العالمية حملة واسعة للتلقيح، واستطاعت الدخول بالتعاون مع المنظمات الدولية إلى الأراضي السورية والوصول إلى الكثير من الأطفال لإعطائهم اللقاحات الضرورية . كما أطلقت الدول المجاورة مثل لبنان والأردن وتركيا حملات تطعيم شاملة للأطفال السوريين وغير السوريين على أراضيها. كذلك انطلقت حملات تطعيم في أوروبا.
صرّح خبراء في منظمة الصحة العالمية أنه حتى في مكان مثل سوريا حيث نستطيع أن نرى أنّ الأوضاع صارت مهلكة، فالنجاح ليس مستحيلاً. فقد تم النجاح في القضاء على الفيروس في دارفور ومناطق أخرى من السودان، إلّا أنّه من الضروري التواصل مع العاملين في مجال الصحة والمتطوعين في المجتمعات المحلية وجميع أطراف النزاع في سوريا من أجل الوصول الى أكبر قدر ممكن من الأطفال، للحدّ من انتشار الفيروس وإنقاذ الطفولة.
المصادر:
هنا
هنا
هنا