معنى الأحلام الحقيقي.
علم النفس >>>> المنوعات وعلم النفس الحديث
أولاً: ما الذي نعرفه عن الأحلام؟
- في دراسة أجريت عام 2004 تمكن العلماء من كشف مناطق نشأة الأحلام في الدماغ، وقد ذكرت مجلة 'Scientific American' أنه توجد حالة مرضية نادرة تسمى متلازمة 'Charcot–Wilbrand' يفقد المصاب فيها القدرة على الحلم. وعلى الرغم من أن هذه الحالة غالباً ما تكون مصحوبة بأعراض أكثر حدة، إلا أنه ظهر مؤخراً لدى مريضة عرض واحد فقط، وهو عدم القدرة على الحلم. حيث اتضح أن إصابة الجزء السفلي للتلفيف اللغوي الأيمن لدماغها أثناء تعرضها لسكتة دماغية، حيث ترتبط هذه المنطقة بالعمليات البصرية، العواطف، والذكريات البصرية. ومنه خلص الباحثون إلى أن هذه المنطقة من الدماغ تشارك في إنشاء أو نقل الأحلام.
- أيضاً سمحت التكنولوجيا الحديثة للعلماء بمعرفة الآليات التي يحدث فيها تذكر الحلم. ففي دراسة جرت عام 2011، قام فريق من العلماء الإيطاليين بقياس موجات الدماغ الكهربائية للنائمين، وخلصت هذه الدراسة إلى أن سبب تذكر الشخص حلمه بشكل أفضل عند استيقاظه خلال مرحلة الـ 'REM' - "مرحلة حركات العين السريعة"، هو ازدياد موجات Theta منخفضة التواتر في الفص الجبهي خلال هذه الفترة. إن نشاط الدماغ هذا مطابق لنشاط استعادة الذكريات عندما نكون مستيقظين، ما يعني أن الآليات العصبية لتذكر الأحلام وتذكر الأحداث الحقيقية هي نفسها فعلياً.
إذاً، ماذا تقول أحلامك عنك؟
- تحاول كتب تفسير الأحلام تفسير الأحداث أو الصور التي تحلم بها، لكن في الواقع هذه الأوصاف غالباً ما تكون نسبية ولا تستند إلى أي أساس علمي.. هذا لا يعني أن الأحلام لا تعني شيئاً على الإطلاق، لكن من الملاحظ أن الأحلام مؤشر على ما يدور في عقل الشخص. فعلى سبيل المثال، وجدت دراسة حديثة قامت بها مجموعة 'Dream Cloud' التعليمية أن الأشخاص ذوي التحصيل العلمي العالي تميل أحلامهم الى أن تكون عن الحالات المرتبطة بالعمل، كالحصول على ترقية، أو قد يحلمون بزملائهم أكثر من الأشخاص غير المتعلمين.
وأوضح الدكتور 'Angel Morgan' الذي ترأس الدراسة: "إننا نحلم بالأشياء التي تهمنا، فعندما ننظر إلى مستوى التعليم نجد أن ما يهمنا أكثر سوف ينعكس ويؤثر على أحلامنا". قد تكون الأحلام أيضاً دليلاً على قدرة الشخص الطبيعية، فعلى سبيل المثال وجد أن الأشخاص الذين ذكروا بالتقرير أنهم واعون أثناء أحلامهم، أو ما يعرفون بحالمي الأحلام الصافية (التفاصيل في مقال قادم)، لديهم أيضاً قدرة أفضل على حل المشكلات.
كما قال الدكتور 'Patrick Bourke'-الباحث الرئيسي في الدراسة- حول هذا الموضوع: "تشير النتائج إلى أن الأشخاص الواعين أثناء حلمهم يستطيعون حل مسائل الفطنة بشكل أكبر من غير الواعين. مما يشير إلى أن الفطنة المكتسبة خلال فترة الحلم قد تعود إلى نفس الإدراك اللازم للفطنة في حالة اليقظة".
وقد خلصت دراسة أخرى إلى أن المرضى الذين يعيشون في مختلف الظروف الصحية العقلية غالباً ما تختلف طريقة وصف أحلامهم للآخرين. على سبيل المثال، مرضى الفصام غالباً ما يسردون أحلامهم بكلمات مقتضبة، بينما مرضى ثنائي القطب يميلون للتحدث بشكل متكرر وأكثر إفراطاً.
الأحلام وعواطفنا:
- على الرغم من تمكن العلماء مؤخراً من تفسير بعض الآليات البيولوجية المعنية بالأحلام، إلا أنه عندما يتعلق الأمر بتفسير الأحلام تأخذ الأشياء منحى معقداً نوعاً ما: فهناك من يناصر فرضيات فرويد بأن الأحلام تعتبر تنفيساً عن رغبة مكبوتة، بينما يقترح آخرون أن الأحلام لا وجود لها في الواقع على الإطلاق، حيث تنص الفرضية المعروفة باسم "فرضية تفعيل التركيب" على أن الأحلام مجرد نبضات كهربائية دماغية تقوم بسحب أفكار وصور عشوائية من ذاكرتنا، فيقوم الدماغ بتفسير هذه النبضات وتحويلها لقصص ذات معنى في محاولة منه لفهم الارتباك.
يُجمع معظم الباحثون اليوم على أن الأحلام لديها هدف وهدفها مرتبط بشكل كبير بعواطفنا.
كتب الدكتور 'Sander van der Linden' -باحث دكتوراه في علم النفس الاجتماعي التجريبي في كلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية- في مقالته لمجلة 'Scientific American':
"إن الأحلام تساعدنا في معالجة العواطف عن طريق الترميز وبناء ذكريات منها. ما نراه في أحلامنا والتجارب التي نخوضها خلالها قد لا يكون بالضرورة حقيقة لكن العواطف كذلك متعلقة بهذه التجارب بالتأكيد".. وأضاف: "تحاول قصص أحلامنا بالأساس تجريد العاطفة من تجربة معينة عن طريق إنشاء ذاكرة بها، بهذه الطريقة الأحاسيس نفسها لن تعود نشطة".
في مقالنا القادم عن الأحلام، سنخوض في أجمل ما يمكن أن يحدث في هذا العالم، سنتعرف إلى الأحلام الصافية -الأحلام التي نبنيها ونتحكم بها حسب رغباتنا ونعيش عالمها الرائع- فترقبوا أطول وأكثر مقالات الأحلام تشويقاً قريباً..
المصادر:
هنا
هنا
هنا
هنا
هنا
هنا
مصدر الصورة:
هنا