تلين العظام (Osteomalacia)
الطب >>>> موسوعة الأمراض الشائعة
يختلف هذا المرض عن (تخلخل العظام Osteoporosis ) الذي يعتبر اضطراباً آخر يتسبب بالكسور أيضاً، فتلين العظام ينجم عن عيبٍ أو خللٍ في عملية بناء العظام، أما التخلخل فيتطور تدريجياً بسبب ضعف في العظام المبنية.
يعتبر ضعف العضلات وآلام العظام من أهم أعراض تلين العظام، ويرتكز العلاج على تعويض النقص في مستويات فيتامين د والكالسيوم المتدنية في الجسم، ومعالجة أي اضطراب آخر يمكن أن يسبب هذا العوز.
أهم أعراض تلين العظام:
في المراحل المبكرة من المرض، قد لا تظهر أية أعراض، بالرغم من أن علامات التلين قد تكون ظاهرةً على الصورة الشعاعية في هذه المرحلة.
كلما تقدم المرض كلما زادت آلام العضلات والعظام، وأكثر ما تتركز هذه الآلام في أسفل الظهر والحوض والورك والساقين والأضلاع.
يسوء الألم ليلاً أو عند حمل الأوزان الثقيلة وضغطها على العظام المصابة، وبسبب تراجع قوة العضلات والضعف في عضلات وعظام الساقين تصبح مشية المريض متهادية غير ثابتة. يقوم الجسم عادةً باستخدام الكالسيوم والفوسفات في عملية بناء العظام، ولكن في حال نقص الوارد من هذه المعادن أو سوء امتصاصها ستحصل مشكلةٌ في بناء العظام وبالتالي يتطور تلين العظام، ومن أهم أسباب ذلك ما يلي:
• عوز فيتامين د: تعمل أشعة الشمس على إنتاج فيتامين د في الجلد، ويدخل فيتامين د في عملية تصنيع الكالسيوم، لذلك يمكن أن يتطور تلين العظام عند الأشخاص الذين لا يتعرضون كثيراً لأشعة الشمس أو يضعون كريمات واقيةً سميكةً أو غطاءً سميكاً أثناء التجول، وكذلك الأشخاص الذين يعيشون في البلدان التي لا تشرق فيها الشمس سوى بضع ساعات، وبناءً على ذلك يعدُّ عوز فيتامين د من أشيع الأسباب لتلين العظام عالمياً.
• بعض العمليات الجراحية: في الحالة الطبيعية تقوم المعدة بتحطيم الروابط في الأغذية وتحويلها إلى جزيئات بسيطةً يسهل امتصاصها في الأمعاء ومنها فيتامين د وباقي المعادن، لذلك قد يتطور عوز فيتامين د في حال إجراء عملية قص للمعدة أو جزء من الأمعاء وبالتالي إمكانية الإصابة بتلين العظام في حال عدم تعويضها بطرق أخرى.
• الداء الزلاقي: وهو داءٌ مناعي ذاتي، تتأذى فيه بطانة الأمعاء الدقيقة في حال تناول الأغذية التي تحتوي على الغلوتين "بروتين يتواجد في القمح والشعير"، وفي هذه الحالة لن تقوم بطانة الأمعاء المتأذية بامتصاص المغذيات والفيتامينات. لذلك يعتبر الداء الزلاقي مسبباً لعوز العديد من الفيتامينات ومنها فيتامين د الضروري لبناء العظام.
• أمراض الكبد والكلية: حيث يعتبر الكبد والكلية ضروريَّين في استقلاب فيتامين د.
• بعض الأدوية: وخاصة المستخدمة في معالجة النوبات الصرعية مثل الفينيتوين والفينوباربيتال.
• السرطانات.
قد تظهر لدى المريض أعراضٌ تشير إلى تدنّي مستويات الكالسيوم في الجسم ومن أهمها: الخدر والتنميل حول الفم وفي الساعدين والساقين، والتقلصات أو التشنّجات في الكفين والقدمين. وبناءً على ما سبق فإن خطر تلين العظام يزداد عند الأشخاص الذين لديهم عوز في فيتامين د سواءً من مصدر خارجي أو بسبب داخلي والأشخاص الذين لا يتعرضون لأشعة الشمس مثل المسنِّين ومرضى المشافي.
التشخيص:
لتأكيد تشخيص هذا المرض يجب القيام ببعض الفحوص وأهمها:
• تحليل الدم والبول: لتحرّي عوز فيتامين د والفوسفور والكالسيوم وغيرها.
• الأشعة السينية (X-ray): حيث تظهر على الصورة الشعاعية بعض الشقوق الشفافة في العظام المصابة وهي علامةٌ مميزةٌ واسمةٌ لتليّن العظام.
• قياس كثافة العظم
• خزعة العظم: يتم إدخال إبرة ضمن العظم وأخذ قطعةٍ صغيرةٍ من العظم وفحصها تحت المجهر. تتم هذه العملية بعد القيام بالتخدير الموضعي للمنطقة وتستغرق حوالي نصف ساعة. بالرغم من دقة هذا الإجراء في تشخيص المرض لكن لا يُلجَأ إليه دائماً.
العلاج:
يعتمد العلاج على العامل المسبب بعد معرفته، ففي حالة العوز الغذائي أو قلة التعرض لأشعة الشمس فإن التعويض المناسب لفيتامين د يمكن أن يعالج الحالة، أما في حال وجود أمراض تؤثر على استقلاب هذا الفيتامين فإن علاجها بالشكل الصحيح يمكن أن ينقذ الوضع من التفاقم. وبناءً على ماسبق نرى أنّ التعرض الكافي لأشعة الشمس، وتناول المأكولات الغنية بفيتامين د مثل (زيت سمك السّلَمون والسردين، صفار البيض، الحبوب، الخبز، الحليب واللبن)، يمكن أن يقي من الإصابة بتلين العظام.
وفي حال عدم الحصول على واردٍ كافٍ من فيتامين د بسبب عضوي في الجسم يجب تناول المكملات الغذائية تحت إشراف الطبيب.
الجدير بالذكر أنه لم يتم الاتفاق حتى الآن على كمية أشعة الشمس التي يجب أن يتعرض لها الإنسان لتحميه من تلين العظام دون أن تعرّضه لخطر الإصابة بسرطان الجلد، لذلك قد لا يُعدّ آمناً البقاء تحت أشعة الشمس لفترةٍ طويلةٍ للوقاية من تلين العظام.
المصادر:
هنا
هنا
حقوق الصورة:
هنا