صرحٌ عريقٌ من شهباء سوريا، عمر حجو.
الفنون البصرية >>>> فنان سوري
كان عمر ابناً فخوراً بعائلته رغم أن والديه كانا أميين، فلم يتقن والده العربية رغم كونه قارئاً جيداً للفرنسية لكونه سابقاً في صفوف الجيش الفرنسي، الأمر الذي انعكس سلباً على الأبناء. ولكن بحكم أن عمر هو "آخر العنقود" ومع تشجيع والديه له بدأ رحلته المتواضعة في طلب العلم. ففي عمر 9 سنوات انتقلت العائلة للسكن في منطقة الجميلية وبدأ تعليمه في مدرسة الملك فيصل، لكن بعض الغارات على حلب في الأربعينيات أجبرت العائلة على الهروب إلى منطقة دركوش، فمنعه ذلك من استكمال الدراسة إلى أن عاد إلى حلب في عام 1941 حيث نال الشهادة الإبتدائية، إلا أن القبول لم يكن من نصيبه في المدرسة الإعدادية بسبب عمره الذي تجاوز السن المحدد.
لذلك تابع تعليمه في المدرسة الخسروفية التي تدرّس علوم القرآن، قبل أن يتركها أيضاً بسبب تجاوزه السن المحدد. هنا توقف عمر حجو عن الدراسة وبدأ بالعمل في المسرح،الأمر الذي لم يحبذه والده إلى أن اقتنع بتأثير المسرح على الناس، فكانت وصيته لابنه أن يُحافظ على أعماله مفيدةً وبنّاءةً للمجتمع.
رغم أن عمر المبتدئ لم يكن على دراية بالمسرح الأوروبي، لكن ذلك لم يكن عائقاً لسطوع نجمه. فارتبط اسمه بمسرح الشوك، إذ آمن أن الجمهور لا يحتاج التهريج بقدر ما هو بحاجة المسرح الذي يلامس أوجاعه. فأسس مع الفنان عبد المنعم اسبر فرقة الفنون الشعبية التي قدّمت لأول مرة في تاريخ المسرح السوري مسرحيتين جادتين هما "الاستعمار في العصفورية" و "مبدأ آيزنهاور". وكان عمر حجو أول من أدخل مسرح البانتونيم "التمثيل الإيحائي" للوطن العربي، حيث قدم مسرحية "النصر للشعوب" عام 1959 على مدرج جامعة القاهرة أمام أعضاء المؤتمر الآسيوي الأفريقي. كما أسس مع الفنان حميد مرعي المسرح الجوّال الذي عني بقصص الفلاحين. شارك عمر حجو في العديد من الأعمال المسرحية البارزة مثل مسرحية "كاسك يا وطن" و "غربة" و "ضيعة تشرين" و "صانع المطر" و "شقائق النعمان". إلا أن سوء الأحوال المادية أجبر الفنان على الابتعاد عن المسرح.
انتقل عمر ليضفي لمسته على الشاشة الصغيرة، حيث شارك بالكثير من المسلسلات التي بقيت في ذاكرة المشاهدين مثل "بقعة ضوء" و "وادي المسك" و "قلة ذوق وكترة غلبة" و "كوم الحجر" و "خان الحرير" و "وجه العدالة" و "البيوت أسرار" و "الانتظار" و "سيرة آل الجلالي" وغيرها الكثير مما يصعب حصره. وتعد مشاركته في مسلسل "سنعود بعد قليل" مع الفنان السوري دريد لحام عام 2013، آخر ظهورٌ تلفزيوني له. وفي السينما كان من أعماله "كفرون" و "الحدود" و "حب وكاراتيه" و "اللص الظريف" و "الثعلب"، والعديد من الأعمال الأخرى.
يُعد الفنان عمر حجو أحد مؤسسي الحركة الفنية السورية في مسرح حلب ومسرح الشعب ونقابة الفنانين والمسرح الإيمائي بسورية ومسرح الشوك مع الفنان دريد لحام. بالإضافة إلى أنه شغل منصب أمين سر ورئيس مكتب الاستثمار في نقابة الفنانين لسنوات طويلة. وبعد أن قدّم خلال مسيرته الطويلة الكثير من الأعمال التي جسّدت حب الوطن، رحل الفنان القدير بعد صراعٍ مع المرض. ففارق الحياة في منزله بدمشق ليلة الأربعاء 4 مارس/آذار 2015 عن عمرٍ يناهز الرابعة والثمانين. وشُيّع إلى مثواه الأخير في مقبرة باب الصغير بدمشق وسط حضورٌ فني وإعلامي كبير.
المصادر:
هنا
هنا