هل أحسستَ نفسَك يوماً كالزومبي؟ أو شعرتَ بأنك ميتٌ وخارجَ الواقع؟
قد تكون متلازمةُ كوتارد Cotard's Syndrome هي التفسيرَ الأمثلَ لحالتِك، تُدعى أيضاً متلازمةَ الجثةِ المتحركةِ Walking Corpse Syndrome. وُصفتْ في البدايةِ بالذُّهانِ السلبيِّ وأوضحَتِ الدراساتُ شيوعَها لدى مرضى اكتئابٍ بالغين. غالباً ما يُصاب بها مرضى الفُصامِ (الشيزوفرينيا) والاضطرابِ ثنائيِّ القطبِ bipolar disorder، وقد تترافق مع إصاباتٍ أو أورامٍ دماغيةٍ ونوباتِ اكتئابٍ أو التعرّضِ لصدمةٍ أو الشقيقةِ، وهي تصيب النساءَ بنسبةٍ أكبر.

متلازمةُ كوتارد خللٌ عقليٌّ نادرٌ، وفيها يتخيل المرضى أنفسَهم يتعفّنون كالموتى أو أنهم غيرُ موجودين حتى!
غالباً ما يصِف المرضى أنفسَهم وقد خسروا الكثيرَ من الدماءِ أو فقدوا أعضاءَهم أو أجزاءَ من أجسادِهم، وقد وُجِدَت حالاتٌ من المرضى وقد اشتمّوا رائحةَ التعفّنِ، ويمكن لهذه الأعراضِ أن تترافقَ بالشعورِ بالذنبِ والقلقِ والسلبيةِ وحتى نُكرانِ الذاتِ، وقد يشعر بعضُ المرضى بالخلود!

تتّصفُ متلازمةُ كوتارد- كما هو الحالُ لدى مرضى الفُصامِ أو الاضطرابِ ثنائيِّ القطبِ- بِهَوَسٍ مُتخيَّلٍ، وهي الوحيدةُ من نوعِها.
شُخِّصتْ حالةٌ لمريضٍ في العشرينَ من عمرِه باضطرابٍ ثنائيِّ القُطبِ، وقد وَصف شعورَه عند خضوعِه للعلاجِ بأنّ كلاً من معدتِه وكبدِه قد تخرّبا، وقلبُه لا ينبضُ وأنه لا يملك عضلات.

الأسباب:
على الرغم من عدم معرفةِ السببِ، فقد ترافَقَ المرضُ بآفاتٍ جبهيةٍ وصَدْغيةٍ في نصف الكرةِ المُخِّيةِ الأيمنِ، لينشأَ هذا الواقعُ المشوّهُ عن قصورٍ في منطقةٍ من الدماغِ تُدعى التلفيفَ المغزليَّ fusiform gyrus المسؤولةِ عن تمييزِ الوجوهِ، كذلك قصورٍ في اللوزةِ الدماغيةِ وهي تَشكُّلٌ لوزيٌّ من العَصَبوناتِ المسؤولةِ عن معالجةِ الشعور.
يفقد المريضُ اتصالَه مع الواقعِ بعدمِ قدرتِه على تعرّفِ الوجوهِ المألوفةِ له، حتى وجهِه.

التشخيص :
تِبعاً لأعراض وتاريخِ المريضِ، ويكون بإجراءِ اختباراتٍ تصنَّف بـ:
- التصويرِ المقطعيِّ المُحوسَب CT
- تحليل دم
- تصوير بالرنين المغناطيسي MRI
- SPECT (التصوير المقطعي المحوسَب بإصدار فوتون وحيد)
- تخطيط الدماغ الكهربائي EEG.

العلاج:
ما زال العلاجُ مجهولاً، لذا يتم التركيزُ على علاجِ الأعراضِ لا السبب. يتضمن العلاجُ مضاداتِ الاكتئابِ ومضاداتِ الذُّهانِ ومعدِّلاتِ المزاجِ، إضافةً للعلاج بالصدمةِ الكهرَبائيةِ (أي المعالجةِ بالتخْليجِ الكَهْرَبِي Electroconvulsive therapy) الذي ما زال موضعاً للجدل، واستخدامُه مع الأدويةِ يعود بفائدة أكبرَ، حيث تُوضَع أقطابٌ على رأس المريضِ وتُطبَّقُ نبضاتٌ كهربائيةٌ خفيفة.
مات بعضُ المرضى جوعاً، وقد حرَموا أنفسَهم من الطعامِ ظنّاً منهم بأنّهم موتى. يميل المرضى أيضاً للانتحارِ وإيذاءِ أنفسِهم.
ويمكن أن تَنتجَ الأعراضُ كردّةِ فعلٍ لاستخدام بعضِ العقاقيرِ كالمضادِّ الفيروسي acyclovir (اسايكلوفير)، عندما يستخدمه مرضى القصورِ الكُلْوِيِّ، الذين يكونون غيرَ قادرين على تصريفِ المنتَجِ الاستقلابيِّ CMMG الناتجِ عن الدواء، والذي يتراكم بالدمِ مسبّباً الأعراض.

المصادر:
هنا
هنا