سلسلة غرائب الحياة الجنسية عند الحيوانات | الضِّباع
البيولوجيا والتطوّر >>>> غرائب الحياة الجنسية عند الحيوانات
وهي تمتلك أيضًا أعضاء تناسلية كبيرة ومُميزة تُعرف بالقضيب الكاذب Pseudo Penis؛ وهو عبارة عن بظر مُتوسِّع يُمكنه الانتصاب تمامًا كالقضيب الذكري، وتستخدمه الإناث كأداة لإلقاء التحية إضافة إلى وظائفه الأخرى التي سيمرُّ ذكرها في هذا المقال.
على مدى عقدين من الزمن؛ دُرِس سلوك مجتمعات الضباع الجنسي في كينيا، واستطاع العلماء اكتشاف أن إناث الضباع من النوع ألفا تمتلك القدرة على منح جرائها دفعةً من هرمون الأندروجين (هرمون الذكورة) في المراحل الأخيرة من الحمل؛ إذ يُؤدي هذا الهرمون دورًا في التأثير في حياة الضباع عن طريق ما يأتي:
أولًا: يمنح هذا الهرمون الضباعَ صفات العدوانية والشراسة، وهي ميزة مهمة في مجتمع يعيش فيه قرابة 40-60 فردًا حالةً من الصراع المستمرِّ من أجل الغذاء.
ثانيًا: تُمكِّن الذكور من ممارسة التزاوج في وقت مُبكِّر وتتمرَّن على أداء رقصة التزاوج الصعبة بالطريقة الصحيحة؛ ما يُعطي فرصة أكبر لنجاح الإنجاب في المستقبل.
ثالثًا: تُساهم في تضخيم جهاز التكاثر الأنثوي الخارجي ليصبح شبيهًا بالقضيب الذكري.
يحتاج الضبع الذكر إلى التدريب على ممارسة العملية الجنسية!
تمتلك أنثى الضبع جهازًا تناسليًّا أنثويًّا يُشبه القضيب الذكري إلى حدٍّ كبير؛ إذ يبرز من جسمها قرابة 7 بوصة، وتمرُّ فيه قناة الولادة بقطر بوصة واحدة، وتستخدمه الإناث في التبول وممارسة الجنس والولادة أيضًا.
ولهذا السبب تُعدُّ عملية التزاوج صعبة المناورة عند الذكور، فهي تحتاج إلى الكثير من الخبرة والممارسة ليتمكن الذكر من الانحناء والجثو وراء ظهر الأنثى في وضعية مُعيَّنة تسمح له بالوصول إلى نقطة مناسبة تسهِّل له عملية الاقتران.
وفي هذا السياق يقول الباحث المساعد في جامعة ميتشيغن كاي هوليكامب: "إنَّ ذكور الضباع تحتاج إلى التدريب على ممارسة الجنس بضعة أشهر قبل أن تُصبح قادرة على تنفيذ عملية الجماع بنجاح".
تُقدِّم أنثى الضبع التضحيات لتحافظ على قوة مجتمعاتها!
وبعد عدة أشهر من الجماع الناجح؛ ستجد أنثى الضبع الحامل نفسها أمام تحدٍّ أصعب يتمثَّل بإخراج جروها إلى الحياة، ويقول هوليكامب: "إنَّ الأعضاء التناسلية لدى هذه الإناث غريبة حقًّا، والولادة عن طريق القضيب ليست بمسألة عادية أبدًا".
يكون وزن الجرو عند الولادة ما يُقارب 2 باوندًا، ويُسبِّب خروجه ضغطًا شديًد على القناة الأنثوية وتمزُّقات خطيرة قد تودي بحياة الأم بعد الولادة. وقد أشارت الدراسات أنَّ معدل الأمهات النافقة بعد ولادتها الأولى ترواح بين 9-18%؛ وهو معدل مرتفع نسبيًّا.
وتُعَدُّ عملية تدفُّق الأندروجين من الأم إلى صغارها العمليةَ الأولى من نوعها من حيث إظهار تأثير الأم المباشر على خصائص النسل الفيزيائية وليس فقط تأثيرها على التركيب الجيني؛ إذ تُؤدي إناث الضباع من النوع ألفا دورًا كبيرًا في خلق نسل شديد العدوانية وذي صفات شرسة، إضافة إلى كونه مؤهلًا لممارسة حياة جنسية ناجحة؛ ما يُؤمِّن الاستمرارية للنوع ويزيد احتمال حفظ المعلومات الوراثية وبقاء النسل. وعلى الرغم من ذلك فقد يُسبِّب هذا الهرمون ضررًا بالأعضاء الأنثوية التناسلية وخاصةً المبيضين؛ ما يجعل الحمل صعبًا في المستقبل.
المصادر:
هنا
هنا
هنا