كريمات التجميل.. بين الأسطورة والحقيقة - الجزء الأول
الكيمياء والصيدلة >>>> مستحضرات التجميل والعناية بالبشرة
واستُخدِم هذا المصطلح أول مرة عام 1984؛ وذلك للإشارة إلى مواد لها تأثير تجميلي وعلاجي في آنٍ واحد. وتخضع هذه المواد لاختبارات تُحدِّد مدى أمانها؛ ولكنها لا تخضع لكثير من الاختبارات المُعمَّقة فيما يخصُّ فعاليتها. وتكمن المشكلة في تحديد فعالية هذه المواد في عدم توافر مواد غفل Placebo (مواد لا تمتلك الفعالية وتُعطى لقسم من المشاركين لإقصاء العامل النفسي) يمكن مقارنتها بها لمعرفة ما إذا كان تأثيرها حقيقيًّا. ويعود ذلك إلى أنه يوجد لأية مادة تُطبَّق جلديًّا تأثيرٌ من نوع ما.
تشترك المستحضرات التجميلية وتلك الصيدلانية التجميلية مع الأدوية في انقسام مكوِّناتها إلى قسمين:
المواد الفعالة: وهي التي يُعزَى لها التأثير الأهم والأكثر فعالية.
المواد غير الفعالة: لا تصف هذه التسمية هذه المواد مطلقًا؛ فهي ذات فعالية قد تُقارب أهميتها في بعض الأحيان أهميةَ المواد الفعالة، خاصة في المستحضرات الجلدية كما ذكرنا سابقًا.
من بين أهم المواد غير الفعالة هي المواد المسماة بـ (المواد الحاملة أو الـ Vehicles)؛ وهي مواد تُعدُّ بمثابة مُحِلَّاتٍ ومَهمتها هي إيصال المواد الفعالة وضمان اختراقها طبقات الجلد.
ونذكر من بين تأثيراتها المرغوبة وغير المرغوبة على حدٍّ سواء، وذلك على سبيل المثال لا الحصر:
1. تعزيز تأثير المواد الفعالة.
2. تعطيل عمل المواد الفعالة.
3. تحسين الامتصاص الجلدي.
4. التّسبُّب بحساسية جلدية.
قد يكون تأثير المواد الحاملة Vehicles في بعض المستحضرات الجلدية مُقاربًا لتأثير المواد الفعالة؛ ما يُعيدنا إلى النقطة المذكورة سابقًا (أيُّ مادة مطبَّقة جلديًّا لها تأثيرٌ من نوع ما).
يُعدُّ التمويل الذي تحصل عليه الأبحاث المرتبطة بالمواد الصيدلانية التجميلية شحيحًا للغاية؛ فعلى سبيل المثال: لم يقدِّم معهد الصحة الوطني NIH: National Institute of Health -المشهور بمنحه العديد من الأموال للأبحاث العلمية- حتى العام 2008 أية منح فيما يخصُّ هذا النوع من الأبحاث؛ لذلك فإن معظم الدراسات تُجرى بدعم من الشركات المصنِّعة لهذه المستحضرات التجميلية؛ الأمر الذي لا يُعدُّ مُجديًا؛ إذ لن تنشر الشركات أبحاثًا تُظهر عدم فعالية منتجاتها أو تشير إلى أضرارها.
وسنذكر فيما يأتي بعض المواد الفعالة الداخلة في تركيب المستحضرات التجميلية الصيدلانية مع وظيفة كلٍّ منها:
1- أحماض ألفا هيدروكسي Alpha Hydroxy Acids:
تُسمَّى أيضًا (أحماض الفواكه)، ومن أشهرها:
حمض الليمون (الستريك) وحمض الجليكوليك وحمض اللبن (لاكتيك) وحمض التفاح (ماليك) وحمض البيروفيك وحمض الطرطريك.
تسعى أحماض الـ (ألفا هيدروكسي) إلى تحسين تركيب الجلد وبِنيته إضافة إلى التقليل من ظهور علامات تقدُّم البشرة؛ ويحدث ذلك عن طريق تعزيز تساقط خلايا البشرة الهرمة من الطبقة الخارجية والمحافظة على ترطيب البشرة.
لم تُفكّ شيفرة آلية عمل هذه الأحماض بالكامل بعد، ولكن؛ توجد عدة فرضيات مُلخَّصها هو أنَّ أحماض ألفا هيدروكسي تسعى إلى الحدِّ من أعداد شوارد الكالسيوم في البشرة؛ وبهذا تعزيز النمو الخلوي مع إبطاء تمايُز الخلايا؛ الأمر الذي تنتج عنه بشرة أكثر شبابًا ونضارة.
وهناك دراسة أجراها عدة باحثين في فرنسا شملت 30 من النساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 31 و50. وقد قُسِّمن إلى ثلاث مجموعات؛ واحدة من هذه المجموعات الثلاث تلقَّت النساءُ فيها العلاجَ التجميلي الحاوي على حمض الجليكوليك، أما نساء المجموعات الأخرى فقد تلقَّين إما مواد أخرى أو كريم غفل Placebo (وهو لا يحتوي على المادة الفعالة).
بعد الانتهاء من فترة العلاج؛ لُوحِظ أنَّ النساء اللواتي تلقَّين العلاج بحمض الجليكوليك قد تجدَّدت بشرتهنَّ على نحو ملحوظ مقارنة بالنساء الأخريات.
2- مضادات الأكسدة:
تعمل مضادات الأكسدة على التقليل من ضرر الجذور الحرة والمسؤولة عن العديد من مشكلات البشرة مُتضمنة شيخوختها، وهي أيضًا تُثبِّط العمليات الالتهابية التي تستنفد مخزون الكولاجين في الجلد. وإضافة إلى ذلك؛ فإن مضادات الأكسدة توفِّر الحماية للجلد ضدَّ الأذية الضوئية وسرطان الجلد؛ وهما خطران يتأتَّيان من التعرض لأشعة الشمس.
وللأسف؛ فإن مضادات الأكسدة المتوافرة حاليًّا للاستخدام البشري ليست ذات نتائج مُرضية؛ ويعود ذلك إلى عدة عوامل لا داعي للتفصيل فيها.
ومن مضادات الأكسدة الأكثر شيوعًا في المستحضرات التجميلية:
- أميد النياسين أو فيتامين B3.
- ألفا توكوفيرول أو فيتامين E.
- أوبيكينون Ubiquinone: وهو مضاد أكسدة طبيعي منحلٌّ في الدسم.
3- المواد النباتية:
توجد هذه المواد بكثرة في المستحضرات التجميلية الصيدلانية، ولكنَّ فوائدها غير مدعومة بأدلة علمية.
ومن أهم الخلاصات النباتية المُستخدَمة: خلاصة الشاي الأخضر وخلاصة بذور العنب.
4- المُرطِّبات:
تُستخدَم المواد المُرطِّبة في الكريمات لإماهة البشرة (أي لجعل محتواها المائي أغزر)؛ الأمر الذي يُضفي عليها حيويةً وشبابًا. وأكثر أنواع البشرة حاجة إلى المرطبات هي البشرة الجافّة التي يُصاب أصحابها بأعراض شيخوخة البشرة قبل أقرانهم من أصحاب البشرة الدهنية والمُختلطة. ويُنسَب إلى المستحضرات المرطِّبة أيضًا عملُها على التقليل من إفراز وسائط مناعية التهابية تُسمَّى السايتوكينات، وهي التي تُساهم بدورها في شيخوخة الجلد على نحو كبير.
ومن المهم أن نذكر أنَّ للكريمات والمستحضرات المرطِّبة دورًا علاجيًّا مهمًّا في بعض الحالات الجلدية المَرضيَّة؛ مثل: الأكزيما والصدفية والحكَّة المجهولة السبب.
بقي لنا أن نُحدِّثكم عن واحدةٍ من أهمِّ المكونات التي تدخل في تركيب كريمات التجميل، وهي التي ينتمي إليها الكولاجين والذي سنحدثكم عنه في الجزء الثاني.
المصادر:
هنا
هنا
هنا
هنا
هنا