الغسولات الفمويَّة (المضامض الفمويَّة):
الطب >>>> طب الأسنان
لمحة تاريخيَّة:
حاول البشر منذ القدم ابتكار وسائل فعَّالة لمعالجة الأمراض الفمويَّة والوقاية منها، والمُحافظة على جمال الابتسامة، على اختلاف معاييرهم الجماليَّة لذلك. واتَّسمت بعض المحاولات بالغرابة، فقد ظنَّ الرومان، مثلاً، أن استخدام البول قد يفيد في إزالة الأمراض من الفم والتخلُّص منها. وكان ظنُّهم عائداً لاحتواء البول على مادة الأمونيا التي تُستخدم في التطهير والتبييض. وقد يفاجئنا بقاء مادة الأمونيا مادةً من أهم المواد المكوِّنة للمضامض الفمويَّة حتى القرن الثامن عشر. كما اقترح أطباء وخبراء العصر اليوناني القديم خلطةً مكونةً من عصير الفاكهة وأغصان الزيتون والحليب والنبيذ وعناصر أخرى كغسولٍ فمويٍّ للتخلُّص من رائحة الفم الكريهة، وتتالت المحاولات الفاشلة حيناً، والنّاجحة حيناً، وصولاً إلى الشكل الحالي الذي نعرفه من المضامض الفمويَّة، الذي تم تطويره في مطلع القرن التاسع عشر محتوياً على الكحول لمقاومة الجراثيم بدلاً عن الغسولات الحاوية على الأمونيا، ومن ثم ابتُكر الليستيرين الذي كان يستخدم حينها كمادة مطهرة في الإجراءات الجراحيَّة وتطهير الأرضيات. وفي الوقت الحاضر أُضيفت مادتي فوسفات الصوديوم وبيروكسيد الهيدروجين (فوق أوكسيد الهيدروجين) لوقاية سطوح الأسنان الخارجيَّة من التصبُّغات والتلطُّخات، وفيما بعد طوَّرت بعض الشركات سوائل تعتني بالأسنان الحسَّاسة ولا تَتسبَّب لها بالتَّخريش.
مقدِّمة:
تُستعمل المضامض الفمويَّة للعديد من الأسباب، من الحصول على نفسٍ منعشٍ، إلى الوقاية من نخور الأسنان، وتقليل اللُّويحة الجرثوميَّة (طبقة البلاك)، وهي عبارةٌ عن طبقةٍ جرثوميَّةٍ رقيقةٍ تتشكَّل على سطوح الأسنان وتلتصق بها. كما تفيد المضامض الفمويَّة في التخفيف من إلتهاب اللثَّة (الذي يُعتبر مرحلةً مبكرةً من أمراض اللثة المتقدِّمة)، وفي الحد من تشكل القلح تلك الطبقة الكلسيَّة القاسية التي تتراكم على الأسنان نتيجة الإهمال. ويمكن استخدام المضامض لتحقيق هدفٍ واحدٍ من الأهداف السابقة أو لتحقيق الأهداف جميعها عند الحاجة لذلك ولحسن الحظ يمكننا الحصول على معظم أنواع المضامض الفمويَّة دون الضرورة لإحضار وصفة طبيَّة من طبيب الأسنان المشرف (ومع ذلك تُفضَّل استشارة الطبيب) .
ما هي مكوِّنات الغسولات (المضامض) الفمويَّة؟
تختلف مكوِّناتها باختلاف أنوعها، والشركات المصنِّعة لها، وغالباً ما تتكوَّن من المكوِّنات الرئيسيَّة التّالية: الماء، والكحول، ومادَّة مُنظِّفة، ومادَّة مُنكِّهة، ومادَّة مُلوِّنة. وأمّا المادَّة الفعّالة فتختلف باختلاف نوع الغسول الفمويّ. ويمكن تصنيفها ضمن أربع مجموعاتٍ رئيسيَّة:
1. مادَّة فعّالة مُكوَّنة من عوامل مضادَّة للجراثيم، تعمل على تقليل اللويحة الجرثوميَّة، وتخفيف حدة الإلتهاب اللثويِّ، ومكافحة بخر الفم.
2. الفلورايد (الفلور): الذي يُفيد في حماية سطوح الأسنان من النُّخور ومنحها وإكسابها المزيد من المقاومة تجاه الجراثيم (المُنتجة للحموض) المسبِّبة لنخر الأسنان.
3. أملاح قابضة: وينحصر دورها في في حجب رائحة الفم الكريهة، مشابهةً في ذلك آليَّة ما تقوم به مزيلات التعرُّق.
4. عوامل مزيلة للرائحة وهي عبارة عن مواد مُحيِّدة للروائح الكريهة، تعمل بإبطال فعل المركَّبات المسبِّبة للرَّوائح كيميائيّاً.
ما الفرق بين الغسولات التجميليَّة والغسولات العلاجية؟
تعمل الغسولات (المضامض) التجميليَّة على مكافحة بخر الفم (رائحة الفم الكريهة ) وتقليله مؤقتّاً، مانحةً الشَّخص بذلك شعوراً بالانتعاش قد لا يدوم طويلاً. لأنَّها لا تُعالج جذور وأسباب المشكلة المُسبِّبة لرائحة الفم الكريهة فهي لا تقتل الجراثيم التي تُسبِّب هذه الرائحة، ولا تُعطِّل المركَّبات التي تُصدر الرّائحة الكريهة، كما أنَّها لا تقوم بدورٍ يُذكر في إنقاص طبقة اللويحة الجرثوميَّة (البلاك)، أو الإلتهاب اللثويِّ، أو نخور الأسنان.
أما الغسولات (المضامض) العلاجيَّة، فتعمل على إنقاص طبقة اللويحة الجرثوميَّة (البلاك) والتخفيف من حدة الإلتهاب اللثويِّ، ونخور الأسنان ورائحة الفم الكريهة. فبعضها يُكافح الجراثيم الموجودة في طبقة اللُّويحة الجرثوميَّة التي تحوي العديد من الجراثيم التي تفرز ذيفاناتٍ مؤذيةٍ للثة.
ومن الجدير بالذكر أنَّ إهمال إزالة طبقة اللويحة بالتفريش العادي أو بالخيوط السنيَّة سيؤدِّي إلى إلتهاب اللثَّة الذي يعد المرحلة الأولى من المرض اللثوي المُتقدِّم (وهو يُدعى إلتهاب الأنسجة الدّاعمة للأسنان). والذي يتعذَّر علاجه دون الاستعانة بطبيب الأسنان. إضافةً إلى احتمال تكلُّس طبقة البلاك متحوِّلةً إلى قلح (مادة كلسيَّة قاسية تصعب إزالتها إلا بالتقليح في عيادة طبيب الأسنان، أي التقليح بأيدٍ خبيرة). كما يُلاحظ أيضاً احتواء بعض المضامض العلاجيَّة على مواد تكافح الجراثيم المُسبِّبة لرائحة الفم الكريهة، ومنها ما يحتوي على الفلور مما يساهم في الوقاية من نخور الأسنان .
ما مدى حاجتنا إلى المضامض الفمويَّة؟
يستطيع طبيب الأسنان تقديم النُّصح حول مدى حاجة المرء للمضامض الفمويَّة بناءً على حالته الصحيَّة الفمويَّة، ويختلف ذلك من شخصٍ لأخر، ولاتِّخاذ القرار المناسب حول ذلك يُفضل استخدام المضامض الفمويَّة الحاوية على الفلورايد أو المركَّبات المضادة للجراثيم كجزء من العناية اليوميَّة بصحتنا الفمويَّة. ويفضل استخدام المضامض الحاوية على مضادات الالتهاب اللثوي للأفراد الذين يعانون من التهابات لثوية، وقد يُضطر الطبيب المختص إلى وصف مضامض فمويَّة ذات تركيبٍ محدَّد للمرضى الذين خضعوا للجراحات اللثوية. ولكن يجب توخِّي الحذر من الاستخدام العشوائي للمضامض الفمويَّة الحاوية على مواد علاجيَّة كمضادات الجراثيم لما لها من أثرٍ سلبيٍّ على مناعة الجسم (وخاصَّةً الموضعيَّة منها) مستقبلاً.
ما المقصود بالمضامض والغسولات الفمويَّة "المضادة للإلتهاب اللثوي أو المضادَّة لطبقة البلاك"؟
هي غسولاتٌ (مضامضٌ) فمويَّة مضادَّةٌ للُّويحة الجرثوميَّة، أو للجراثيم، أو لإلتهاب اللثَّة أوعلاجيَّة كيميائيَّة، وهي تقلِّل التجمع الجرثوميّ (عدد الجراثيم المُتراكمة) وتثبِّط النشاط الجرثوميّ المسبِّب للإلتهاب اللثويِّ.
هل تستطيع المضامض الفمويَّة الحد من بخر الفم (رائحة الفم الكريهة)؟
عند المُعاناة من هذه المُشكلة فمن المُستحسن استشارة طبيب الأسنان، لمعرفة أسبابها إن وجدت وعلاجها عند الإمكان. وباستخدام المضامض العلاجيَّة بشكل منتظم يمكنها تخفيف مشكلة بخر الفم بشكل كبيرٍ.
ما الذي نستخدمه أوَّلاً، الفرشاة أم الخيط أم الغسول الفموي؟
ليس لترتيب التفريش، أو استخدام الخيوط، أو المضمضة، أهميَّة تُذكر طالما كنا نستخدمها بأكملها، ونواظب على ذلك، ونستخدم مواداً تتميَّز بالجودة. ويُنصح باتباع تعليمات الشركة المصنِّعة للغسول الفمويِّ الذي نستخدمه فبعضها ينصح باستخدامها قبل التفريش أو بعده. ويجب الانتباه لأمرٍ هامٍ وهو أنَّ مادة الغسول الفمويِّ لا تُغني عن استخدام معجون الأسنان للتفريش ويجب عدم استخدامها على خيوط الأسنان فذلك أمر غير صحيٍّ، كما لا يُحبَّذ استخدام المضامض الفمويَّة لدى الأطفال في سن السادسة أو أقل، خوفاً من ابتلاعهم الغسول الفموي أثناء استخدام المضمضة، ويفضَّل الرجوع في ذلك، أيضاً، إلى توصيات الشركة المُصنِّعة وتعليمات طبيب الأسنان المشرف.
المصادر:
هنا
هنا
حقوق الصورة:
هنا