سنعيد كتابة العلم بأبجدية عربية

  • الرئيسية
  • الفئات
  • الباحثون السوريون TV
  • من نحن
  • اتصل بنا
  • About Us
x
جارِ تحميل الفئات

فرنكنشتاين في بغداد... عندما يكون العنف, حياةً نعيش معها.

كتاب >>>> الجائزة العالمية للرواية العربية


تم حفظ حجم الخط المختار

Image: منشورات الجمل

يمكنك الاستماع للمقالة عوضاً عن القراءة

الحقد، الكره، الشر، العنف، القتل. كلماتٌ ستظهر أمام أعيننا عند كل جملة وكلمة، في رواية تبين أنَّ الكائن البشري مجبولٌ من صفات معقدة ومتشابكة، وأنه عند وجود ظروف قاسية قد يتحول لوحشٍ يفترس الجميع.

في وطنٍ أنهكته الحرب، وأنهكه أولاده باختلافاتهم الكثيرة، سيكون السؤال الأهم من هو المجرم الحقيقي؟
هل هو مخلوق غريب دخل دوامة من الانتقام لا نهاية لها؟ أم هو الوطن الذي يطلب الثأر ممن شوهوا معالمه وحولوه إلى ساحة للحرب والدم، ذلك الوطن الممزق إلى أشلاءٍ كانت منتمية له ونسيته لاحقاً.

فعندما يصبح الموت والقتل مجرد حكاية مثيرة تروى كل يوم في المقاهي، تزداد الحاجة إلى تطبيق العدالة، هذه العدالة التي تجعل الإنسان مستقراً وليس ممراً لما يحدث حوله. فعدالة السماء وعدالة القضاء في بلد تمزقه الحروب تتراجعان كثيراً، بحيث لا يبقى من العدالة حتى يؤمن بها الناس سوى عدالة الشارع، تلك العدالة التي لا تؤمن سوى بالقَصَاص المباشر.

نموت كلَّ يومٍ خوفاً من الموت نفسه، ذلك الذي يترصد بالجميع في كلِّ مكان، يمزق الناس من الداخل قبل الخارج، وخطر الخطف يجعل الشوارع مقفرة مخيفة لا تفيدها شفاعة القديسين أو الصلوات التي لم تُعِد المفقودين، ولم تمنع المفخخات من الانفجار، هذه الانفجارات التي لم تستثني شيئاً من حجرٍ أو بشر.

في ظلِّ ظروف كهذه، تظهر هوايةٌ جديدة لدى البعض فها هو " هادي العتاك" بائع عراقيٌ من حي البتاوين وسط بغداد، يجمع أشلاء ضحايا التفجيرات ويلصقها معاً، لينتج فيما بعد كائناً جديداً مكوناً من أشلاءٍ ممزقة و روح تائهةٍ تطلب الثأر من قاتلها، لتنجو من ضياعها ففي كلِّ قصاصٍ يتحرر جزء من هذا الكائن الذي أطلق عليه اسم " الشسمه". الذي يستمر في عملياته تلك حتى ينهي مهمته في القصاص العادل من مرتكبي الجرائم.

وككل الأسماء التي مرت في التاريخ كان هذا الكائن بطلاً في عيون البعض فأيدوه وتفانوا في خدمته حتى الموت، وكان مجرماً في عيون البعض طالبوا بمعاقبته لإحقاق عدالة السُلطة.
وخلال رحلة المطاردات المثيرة تلك تتداخل مصائر الشخصيات معاً، وتحدث تحولات حاسمة تكشف للجميع بأنهم يشكلون بنسبة ما هذا الكائن الفرانكشتايني، فجميعهم يمدونه بأسباب البقاء والقوة.

اعتمد الكاتب على طريقة السرد البوليسي ذات الطابع التشويقي مع وصف دقيق للأحداث، فنلاحظ أن الحدث نفسه يروى من عدة أماكن ومن عدة شخصيات، حيث يقوم بعدة ارجاعات فنية للحظة نفسها. كما يصور لنا الشعب العراقي بأطيافه المتنوعة، فمنهم من رفض الرحيل رغم كل الصعوبات والإغراءات، ويتكلم أيضاً عن الاختلاف الأخلاقي بين طبقات المجتمع المختلفة ليذهب بنا إلى أهم الأسئلة الوجودية ما هو الخير؟ وما هو الشر؟ وهل يوجد إنسانٌ صالحٌ أو شريرٌ بالمطلق؟

تتشابك الأحداث بشكلٍ جميل ومثير ، لتصل بنا إلى نهاياتٍ مفاجئةٍ وغير متوقعة، فهل ستوجد نهايةٌ لهذا الكائن العنيف، أما أنَّ الخطيئة والقتل والعنف ستبقى مادام الإنسان حيّاً على هذه الأرض؟
------------------------------------
الكتاب: فرانكشتاين في بغداد
تأليف: أحمد سعداوي
دار النشر: منشورات الجمل بغداد.
عدد الصفحات: 352 صفحة قطع متوسط.

مواضيع مرتبطة إضافية

المزيد >


شارك

تفاصيل

09-07-2015
1871
البوست

المساهمون في الإعداد

إعداد: Amin Alsayd
تدقيق علمي: Alaa G Alali
تعديل الصورة: Caroline J Khoury
صوت: Susan Deeb
نشر: Al Waleed Kerdie

استمع لمقال عشوائي


من أعد المقال؟

Amin Alsayd
Alaa G Alali
Caroline J Khoury
Susan Deeb
Al Waleed Kerdie

مواضيع مرتبطة

في ذكرى مولد تولستوي الــ186

فالس الوداع

رواية آلموت

أول الجسد آخر البحر... لوحةٌ للحياة.

ألفريد نوبل والظهورُ الأولُ لجائزةِ نوبل للأدب

دعوة إلى الموسيقى ... دعوة إلى عالم جميل

حتى أنت يا بروتس؟! إذن فليمت قيصر.

أجمل مكتبات العالم..الجزء الثاني

فرنكنشتاين في بغداد... عندما يكون العنف, حياةً نعيش معها.

الجائزة العالمية للرواية العربية....

شركاؤنا

روابط مهمة

  • الشركاء التعليميون
  • حقوق الملكية
  • أسئلة مكررة
  • ميثاق الشرف
  • سياسة الكوكيز
  • شركاؤنا
  • دليل الشراكة
جميع الحقوق محفوظة لمبادرة "الباحثون السوريون" - 2023