العلاج الجيني يعيد السمع للفئران
البيولوجيا والتطوّر >>>> التقانات الحيوية
في الثامن من شهر تموز 2015 أفاد العلماء عن استطاعة الفئران المصابة بالصمم الإحساس بما حولها والاستجابة للأصوات بعد تلقيها نسخاً صالحة من الجينات المعطوبة عندها. وهناكَ أملٌ كبيرٌ أن يتم تطبيق ذلك على الإنسان لأن هذه الجينات المعطوبة عند الفئران تشابه إلى حدٍّ ما جينات المرضى المصابين ببعض حالات الصمم الوراثي.
إنَّ البروتينات هي أساس عملِ الخلايا المشعرة في الأذن وهي الخلايا التي تُحوِّل الصوت إلى إشارات يفهمها الدماغ، ولهذا فإن أيَّ تغيير في هذه البروتينات سيمنع هذه الخلايا المشعرة من العمل وسيؤدي بالتالي إلى الصمم.
قام العلماء بتجريب العلاج على نوعين مختلفين من الطفرات التي تؤدي إلى الصمم، وخلال شهر من العلاج استطاعوا تسجيل إشارات سمعية من الدماغ مع ارتكاس للأصوات العالية عند نصف الفئران المصابين بإحدى الطفرات والمحافظة على الخلايا المشعرة الحساسة ولكن دون الاستجابة للمنبه الصوتي عند الفئران المصابة بالطفرة الثانية، بينما لم تبدِ أيٌّ من الفئران المصابة خارج مجموعة العلاج أيَّ درجةٍ من الاستجابة.
يقول الباحث المسؤول لورانس لوستيغ: "قام الجزء الداخلي من الخلايا المشعرة الحساسة باستعمال النسخ البروتينية التي أوصلناها عن طريق الفيروسات بينما لم نستطع جعل الخلايا المشعرة الخارجية أن تقوم باستعمال تلك النسخ، هذا ما أدى إلى تحسنٍ جزئيٍّ فقط".
ويأمل العلماء التوصلَ إلى النسخ الصحيحة من البروتينات والأنواع المناسبة من الفيروسات التي تناسب جميع الخلايا المشعرة الحساسة والذي- إن حصل- سيؤدي إلى استعادة تامة للسمع.
وبحسب لوستيغ فأنَّ كلَّ نوعٍ من الصمم الوراثي له طريقةٌ خاصة وأبحاث منفصلة كي يتم التوصل إلى النسخ المناسبة من البروتينات، ولكنَّ أهمية هذه النتائج هي إثبات إمكانية تحسّن الصمم الوراثي بالعلاج الجيني.
كما يجب أن يعمل العلاج الجيني جنباً إلى جنبٍ مع الخيار الآخرِ المطروح حالياً وهو زرع الحلزون، ولكنَّ لوستغ يؤكد أنَّه لا يوجد أيُّ حلزون صنعي قد يتفوق على فعالية الخلايا الحساسة الموجودة في الأذن الطبيعية عندما تستعيد عملها.
المصادر:
هنا
هنا