المنسيون في التاريخ..
كتاب >>>> الكتب الأدبية والفكرية
فيه من الطُحلب إلى الحيتان، وفيه الكنوز الهائلة وملايين الملايين من أطنان الأقذار، ولكنه يغطي على ذلك بسطحٍ رجراجٍ من الجلد لا تكاد تمسك منه في شيء، سوى ما على السطح من لون الزمرد أو لون اللازورد أو لون الدماء.
قد تبدو هذه السطور أفضل تعريف لكتاب شاكر مصطفى (المنسيون في التاريخ) ضمن سلسلة "أوراق من التاريخ"، وشاكر مصطفى لمن لا يعرفه هو واحدٌ من أهم القامات التي دَرَست ودَرَّست التاريخ في سوريا.
عندما تقرأ لشاكر مصطفى فأنت لا تقرأ تاريخاً جامداً أو مجرد كلماتٍ عن أحداثٍ وشخصيات، لا... فكاتبنا المبدع أبعد ما يكون عن ذلك. الإنسان والإنسان وحده هو محور حديثه دائماً عن التاريخ فهو جوهر الأحداث.
فبحسب تعريفه: "إنَّ التاريخ الحقيقي هو الإنسان، إنَّه نحن بكل ما نجر وراءنا عبر القرون والدهور من ضعفٍ ومن قوةٍ ومن مزايا ونقائض".
يحاول الكاتب في كتابه هذا دائماً أن يلفت نظرنا إلى المناطق المظلمة التي لا ينبهنا لها المؤرخون عادةً، تلك البقع التي تقع وراء الأحداث الهامة لأن التاريخ ضعيف الذاكرة أحياناً، يفقد هذه الذاكرة أحياناً أخرى، يعمى تارات فلا يسجل شيئاً ويصمت في كثير من اللحظات الصمت المريب. والمحظوظون فقط هم من يفرضون أنفسهم عليه ويصلون إلى سطوره والصفحات، لقد طفوا على السطح أما الأخرون: الغرقى فلهم الله وأن يضربوا الرؤوس في قاع النسيان!.
سنسافر بِصُحبَةِ المؤلف في هذا الكتاب ليحدثنا عن المنسيين في التاريخ، ربما يكون ذلك نوعاً من الهرب، ولكنه أيضاً وقفة عدلٍ وتكريم للمنسيين،كما أنه سيجعلنا نحاول الذهاب إلى مقبرة الصمت وأن نبعث من لا مجد لهم ولا ذِكر، ومن لم يبقَ منهم غير العظام المتفحمة أو بعض أطلال الذكريات أو بعض الآثار غير المتوقعة والعالقة صدفةً على ضفاف التيار الهاوي. وسترون أن السفر في تاريخهم سفرٌ في غابةٍ من الدموع!
ملك أراوكانيا، مماليك نابليون، شريك كولومبوس، قسّام التراب، زهرة الهينو، وحصن فلاتر... والكثير غيرها من العناوين غير المطروقة، ستدهشك هذه القصص فكل عنوان منها بمثابة مصباح علاء الدين، ما إن تبدأ بالقراءة حتى تدهشك الأحداث وتصدمك الشخصيات وكأنها ماردٌ دفين خرج من قمقمه.
معلومات الكتاب:
الكتاب: المنسيون في التاريخ.
المؤلف: شاكر مصطفى.
دار النشر: دار طلاس للنشر-دمشق.
عدد الصفحات:144 قطع متوسط.