أُجريت أوَّل عمليّة زرع عينٍ اصطناعيّةٍ (آليّة) في العالم للسيِّد Ray Flynn بقيادة البروفيسور Paulo Stanga في مشفى مانشستر الملكيِّ للعيون Manchester Royal Eye Hospital التابع لجامعة مانشستر في المملكة المُتَّحدة.
استمرَّت العمليّةُ 4 ساعاتٍ تمَّ من خلالها زراعة جهازٍ قادرٍ على تحويل الصور على شكل فيديو مُلتقطٍ من كاميرا دقيقةٍ مزروعةٍ في نظّارات المريض.
يعاني السيد Flynn، والذي يبلغ من العمر 80 عاماً، من تنكُّس اللطخة الصفراء الشيخيِّ Age related Macular Degeneration، وهو مرضٌ يُصيب أكثر من 500000 شخصٍ في المملكة المُتَّحدة، ويتظاهر المرض بتناقص القدرة البصريّة المركزيّة من دون ألم، ممّا يجعل المرء غير قادرٍ على القراءة أو قيادة السيّارة أو حتى تمييز الوجوه، ممّا حرم السيِّد Flynn من متابعة فريقه المُفضّل (مانشستر يونايتد) على التلفاز أو ممارسة هوايته كالاهتمام بحديقته. لقد تمَّ تطبيق الجهاز للسيِّد Flynn في شهر حزيران، وتمَّ تفعيل الجهاز في شهر تمُّوز، حيث كان البروفيسور راضياً عن النتائج.
إنّ الشكل الجافَّ للمرض شائعٌ كثيراً، ولكنّه غير قابلٍ للعلاج، كما يُعدُّ السبب الأوَّل لفقد البصر في العالم الغربي. ولسوء الحظ، فمع ازدياد نسبة تقدُّم العمر في المجتمع، بات المرض أكثر شيوعاً، وحسب البروفيسور Sanga، فإنّ المريض يُبدي تقدُّماً ملحوظاً في قدرته البصريّة، فهو قادرٌ على تمييز الإطار العامِّ للأشياء والأشخاص بشكلٍ جيِّد.
وتعتمد التقنيّة الجديدة على تحويل الصور المُلتقطة من الكاميرا إلى نبضاتٍ كهربائيّةٍ صغيرة، تنتقل هذه النبضات من دون أسلاك (wirelessly) إلى إلكتروداتٍ مزروعةٍ في شبكيّة العين، حيث تقوم بتنبيه الخلايا المُتبقيّة مُقلِدةً بذلك تأثير الأشعّة الضوئيّة الواصلة للدماغ. ومع الوقت سيتدرَّبُ المريض على فهم هذه الإشارات ويستعيد بالتالي قدرته البصريّة.
إنّ هذه التقنيّة الجديدة قد تُحدث ثورةً وتغييراً جذريّاً في حياة الكثير من المرضى، وتُمكِّنهم من استعادة جزءٍ من قدرتهم البصريّة الوظيفيّة، وعيش حياتهم باستقلاليّة. حتى الآن، فإنّ نتائج الدراسات تُبدي نجاحاً تامّاً، ولا زلنا بانتظار تطبيق استخدامها لعلاج المزيد من مرضى تنكُّسِ اللطخة الصفراء الشيخي.