من وإلى الوجود، لتخرج الديناصورات ولتدخل الأسماك!
الطبيعة والعلوم البيئية >>>> علم الأرض
تُظهر دراسة المستحاثات أن غالبية هذه الأسماك لم تتطور وتتقدم إلا مؤخراً وذلك في المائة مليون سنة الأخيرة، وأظهرت تحاليل مستحاثات الأسنان المجهرية الموجودة في رسوبيات عدة مناطق من أنحاء العالم أن الأسماك ذات الزعانف الشعاعية لم يبدأ انتشارها بشكلها الفعلي إلا بعد حادثة الانقراض.
تُصنف99% من جميع أنواع الأسماك في العالم (من الأسماك الذهبية إلى التونة والسلمون) ضمن إطار الأسماك ذات الزعانف الشعاعية وهي من الأنواع التي تمتلك نوعاً من الهياكل العظمية ولها أيضاً أسنان، ومن الممكن أن تُحفظ في أعماق المحيطات على شكل مستحاثات.
تُعتبر حادثة الانقراض مُحركاً أساسياً في تصاعد هذه الأسماك وهي السبب في هيمنتها اليوم على المحيطات، حيث كانت نسب الانقراض سابقاً منخفضة نسبياً بالنسبة للأسماك السطحية، ولكن وجد الباحثون أن هذه الحادثة شكلت نقطة تحول بيئية بالنسبة للفقاريات السطحية في معظم المحيطات المفتوحة في الدور الكريتاسي، فقد كانت تُعتبر هذه الأسماك صغيرة ونادرة نسبياً مقارنة مع نظيراتها في عصري الباليوسين والايوسين .
لقد بقيت أعداد أسماك القرش ثابتة في المحيطات قبل وبعد حادثة الانقراض، لكن ارتفعت نسبة أسنان الأسماك ذات الزعانف إلى أسنان القرش تدريجياً فتضاعفت أولاً ثم اصبحت أكثر بثمانية أضعاف بعد حادثة الانقراض.
يوجد الآن حوالي 30.000 نوع من هذه الأسماك في المحيطات الأمر الذي يجعلها الأكثر تنوعاً وانتشاراً في الأرض والمحيطات، وحدد العلماء أن التنوع الرئيسي لها قد حدث منذ مدة تتراوح مابين الـ 50 و الـ 100 مليون عام .
لم يتم الربط سابقاً بين تنوع هذه الأسماك وانتشارها بحادثة معينة على مر الزمان، لكن ما تم اكتشافه هو أن الفترة التي بدأت فيها الأسماك ذات الزعانف بالانتشار والتنوع هي نفسها الفترة الزمنيه لحادثة الانقراض. والملفت أنه عندما اصطدم الكويكب الذي يُتوقع أنه سبب حادثة الانقراض أدى إلى تغير كل اللاعبين الأساسيين في المحيطات، حيث اختفت الزواحف البحرية الكبيرة، كما هي الحال بالنسبة للأمونيتات أيضاً التي اختفت وهي أنواع قديمة من الرخويات تشبه النوتيلوس وهو الجنس الوحيد المتبقي منها (في الصورة: النوتلوس ذو الحُجرة)
Image: montereybayaquarium
ويعتقد العلماء أن تلك الأجناس إما كانت مُفترسِة وتقوم بالتهام الأسماك ذات الزعانف أو أنها كانت تتنافس معها على نفس المصادر والموارد الحياتية، والمثير للعجب هو سرعة تضاعف هذه الأسماك بالنسبة إلى القِرَشة بعد حادثة الانقراض، الأمر الذي يدل على تحرر هذه الأسماك من الافتراس أو من المنافسة على مصادر وموارد الحياة بعد الانقراض.
لم تكن تُعتبر الأسماك ذات الزعانف الشعاعية ذات أهمية قبل حادثة الانقراض، تماماً كما كانت الحال بالنسبة للثدييات على الأرض، فالثدييات وُجدت على الأرض قبل 250 مليون عام لكنها لم تُصبح مهمة إلا بعد الانقراض الذي حصل، وهذه هي الحال بالنسبة للأسماك ذات الزعانف.
ومنه نرى أن السُلالات والأنماط التي كانت تُهيمن على البحار والمحيطات قبل حادثة الانقراض مختلفة تماماً عن الموجودة حالياً،حيث ولَّدت هذه الحادثة الجو المناسب والبيئة الأنسب لانتشار مثل هذه الأسماك.
المصادر:
هنا
الدراسة:
هنا