قد تعطي الأسمدة إنتاجا أكبر لكنها تضعف التنوع الحيوي
الطبيعة والعلوم البيئية >>>> علم البيئة
هو تنوع وتباين الكائنات الحية والمكونات البيئية التي تحيط بها أي أنه يعبر عن عدد الأنواع النباتية والحيوانية وعدد أفراد أنواعها في مكان ما. أهميته تكمن في تقديمه العديد من الخدمات البيئية كحماية الموارد المائية، تشكيل التربة وحمايتها، تخزين المواد الغذائية وتدويرها، تحطيم الملوثات وامتصاصها والمساهمة في استقرار المناخ، إضافةً إلى أنه مصدر الأصول البرية التي تحسن لاستنباط الأصناف وهو أيضاً مصدر الغذاء والخشب وحتى نباتات الزينة.
وفقاً لعدد من الأبحاث التي نشرتها المجلات المهتمة بعلوم الطبيعة فإن استقرار المراعي عالمياً قد تزعزع بسبب الاستخدام المفرط للأسمدة، حيث وجد إن استخدامها يضعف التنوع الحيوي للأنواع النباتية المتواجدة في المراعي.
قام الباحثون بإجراء استطلاع للأراضي الرعوية في عدة بلدان كالصين، الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية، ووجدوا أن العذراء منها (التي لما يمسسها الإنسان بعد) لا تزال تحوي أعداداً أكبر و أكثر تنوعاً من النباتات، كما أن لهذه الأنواع مدى أوسع من التزامن (الميقاتية) وهذا يعني أن هذه الأنواع تزهر في أوقات مختلفة وبالتالي فإن إنتاج المرعى يكون أكثر اتساقاً مع مرور الوقت وهذا يؤدي إلى استقرار في إنتاج الكتلة الحيوية التي تعد مخزناً لغاز الكربون وموطناً للعديد من الأنواع الحية كما أنها توفر نظماً بيئية ذات فوائد قيمة. للأسف فقد وجد الباحثون أن استخدام الأسمدة سوف يؤثر سلباً على التزامن مما يؤدي إلى انخفاض الإنتاج مع الزمن.
تتمتع الأراضي الرعوية بقدر كبير من الأهمية فهي ليست منظراً جمالياً فحسب، بل هي أيضاً مصدر لتوفير الغذاء للثروة الحيوانية المحلية، وسيلة للحفاظ على تدوير العناصر الغذائية، تخزين الكربون والماء، تنقية التربة والماء، تنظيم الطقس والمناخ، والحماية من الكوارث كالانهيارات الأرضية.
تغطي الأراضي الرعوية 40% من مساحة الكرة الأرضية حيث توجد في كل القارات عدا القارة القطبية الجنوبية، كما أن هذه المراعي تعتبر أكبر النظم الإيكولوجية إنتاجاً و تنوعاً، حيث تمثل ثلث الأراضي الزراعية المستخدمة لزراعة القش في أوروبا و الولايات المتحدة.
يشير الباحثون إلى أن الإنسان قد عمل على تغيير الدورة العالمية للنتروجين والفوسفور عن طريق حرق الوقود الأحفوري واستخدام الأسمدة، ففي النظم الزراعية، لا تضاف الأسمدة مباشرة إلى الأراضي الرعوية ولكن جريان المواد الكيميائية من حقول المحاصيل المجاورة يمكن أن يكون مشكلة كبيرة. تظهر الدراسات بشكل واضح أن الأسمدة تقلل من التنوع النباتي، وهذا التنوع يعتبر الأهم في استقرار المراعي كنظم بيئية. وعليه ينبغي منع التسميد إذا كنا نريد مواصلة الاستفادة من الأثر الإيجابي للتنوع البيولوجي في استقرار المراعي.
تناولت هذه الدراسة التأثير على المدى القصير (3 سنوات) ويرغب الباحثون بالتحقق من هذا التأثير على المدى الطويل بالإضافة إلى التوسع بدراسة العوامل الأخرى التي تقود التغير البيئي كالحرائق والري.
المصدر:
هنا
هنا