فيرا لين، الجوهرة الأصيلة التي لم يهزمها العمر.
الموسيقا >>>> تعرف إلى موسيقيي العالم
تركت المدرسة في سن الحادية عشر من عمرها لتبدأ مسيرتها الفنّيَّة متفرغةً بذلك للفنِّ والموسيقى، وبحلول أواخر عام 1930 أصبحت فيرا لين مؤدِّية برامج إذاعية مشهورة جداً، حيث ظهرت في برنامج (Life from Mayfair) وشاركت مع أوركسترا (Joe Loss) بالغناء في منتصف عام 1930، وفي عام 1937 شاركت مع أوركسترا (Ambrose) في البرنامج الإذاعي سابق الذكر، ومن ثُمَّ لاحقاً كان لها برنامجها الخاص (Sincerely Yours)، وسرعان ما أصبحت واحدةً من أكثر المغنّيات شعبية في البلاد.
بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية قدَّمت المزيد من الألبومات وواصلت القيام بجولاتها الفنِّيَّة، وفي بداية عام 1950 أصبحت أغنيتها المعروفة باسم (Auf Wiederseh'n Sweetheart) الأغنية رقم واحد في الولايات المتَّحدة الأمريكيَّة، هذا وقد قامت بجولاتٍ عديدةٍ في بريطانيا مؤدية الكثير من العروض في القاعات الموسيقيَّة.
خلال أحلك أيام الحرب العالمية الثانية، نالَ برنامجها الخاص (Sincerely Yours) شعبيةً كبيرةً بين أفراد القوات العسكريَّة وأصبح المفضَّل لَدى الجنود الذين يخدمون في المعسكرات البريطانيَّة، حيث كانت فيرا لين بالنِّسبة لجمهورها الفتاة التي تبعث الأملَ في نفوس الجنود والتي تذكرهم بشكلٍ دائم بأحبائهم الذين ينتظرون عودتهم للوطن، فداومت على إرسال رسائل دعم وتشجيع للقوات العسكريَّة البريطانيَّة، وكانت تزور المستشفيات لتقدِّمَ الدّعم لجرحى الحرب ولزوجاتهم وأمهاتهم، كما كانت تغنِّي دائماً أغاني عاطفيَّة في برنامجها الإذاعي ونخصُّ بالذكر الأغنيتين الشهيرتين (We'll Meet Again) و(White Cliffs (of Dover.
في عام 1941 تزوجت من "هاري لويس" وهو موسيقيّ مع فرقة سلاح الجو الملكي، وكانت فيرا المغنِّيَّة رقم واحد في استطلاع للرأي أجرته صحيفة دايلي إكسبرس Daily Express بشأن الفنان المفضَّل للجنود العسكريين، لتحصل بذلك على لقب "محبوبة القوات".
في هذا الوقت قامت بالتمثيل في عددٍ من الأفلام الموسيقيَّة نذكر منها (Rhythm Serenade) عام 1943، و(One Exciting Night) عام 1944، وبعد انتهاء الحرب أنجبَت ابنة أسمتها "فرجينيا".
واصلت فيرا الغناء في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي وقامت بتسجيلِ العديدِ من الأغاني، كما أصبحت ناشطةً جداً في القضايا الاجتماعيَّة ولا سيّما ما يخصُّ قضايا المحاربين القدامى، وتقديراً لجهودها قامت الملكة إليزابيث الثانية بمنحها لقب "سيدة Dame" في منتصف السبعينيات، هذا وكانت قد حصلت على وسام الإمبراطوريَّة البريطانيَّة في وقت سابق في عام 1959 من قبل الملكة.
خلال الحرب قامت بجولة إلى مصر، الهند وبورما، كما قامت بتقديمٍ حفلاتٍ موسيقيَّةٍ في الهواء الطَّلق للقوات العسكريَّة، وفي عام 1944 ذهبت إلى إحدى المطارات للتَّرفيه عن الجنود قبل معركة كوهيما، وقد شَهِدَ لها الجميعُ على شجاعتها ورفعها للروح المعنويَّة للجنود، وتُعتبر واحدةً من آخر الفنانين الباقين على قيد الحياة منذ سنوات الحرب.
تَعتبر فيرا لين ما قدّمته لبلادها من دعمٍ للجنود والقوات العسكريَّة واجباً وطنياً حسب قناعتها، ولهذا السبب تشعر بالإحراج عندما ينظر الناس إليها وكأنَّها بطلة.
آخر إنتاجاتها كان في عام 2009 حين احتل ألبومها "We'll Meet Again: the very best of Vera Lynn" الصَّدارة ضمن الألبومات الأكثر مبيعاً في بلادها، فكانت بذلك الأولى والوحيدة وربَّما الأخيرة التي تحتل الصدارة في مسيرةٍ فنّيَّةٍ لم يهزمها التَّقدم في العمر، كما قامت بنشرِ مذكراتها بالعام نفسِهِ.
تعيش فيرا لين حالياً في ساسكس في الجنوب الشرقي لإنجلترا في المملكة المتَّحدة مع ابنتها فرجينيا التي تعيش في بيتٍ مجاورٍ لها.
توفي زوجها الحبيب هاري لويس في عام 1999.
عُرفت باهتمامها الدَّائم للآخرين ومساعدتهم، فقد كرَّست خلال حياتها الكثير من الوقت والجهد لمساعدة مرضى السرطان وذوي الاحتياجات الخاصة ولا سيما الأطفال، وهي حالياً مديرة لمؤسسةٍ خيريَّةٍ أسستها بنفسها عام 2001 تهتم بالرعاية بالأطفال المصابين بالشلل الدماغي وتحمل اسمها.
أجمل ما غَنَّت فيرا لين:
We'll Meet Again
The White Cliffs of Dover
Auf Wiederseh'n Sweetheart
A Nightingale Sang In Berkeley Square
There'll Always Be An England
المصادر:
هنا
هنا
هنا